تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
استمروا في خلافاتكم.
بسيطٌ في السياسةِ مَن يعتقدُ بأن اتصالاً فلقاءً يمكنُ أن يؤدي إلى فكفكةِ أزمةٍ باتَ عمرها أكثرَ من ثلاثةِ أشهرٍ، قيلَ في خلالها ما لم يقلهُ مالكٌ في الخمرةِ ، وخيضتْ فيها حربُ داحسَ والغبراءِ ، وجرى تبادلُ اتهاماتٍ أقلّها نعتْ:
" الكذاب " .
يا حضراتِ المسؤولينَ عن مصيرنا ، المسألةُ أبعدُ من خلافٍ على حجمِ الحكومةِ :
18 وزيراً أو 20 وزيراً .
ثلثٌ معطِّلٌ أو لا ثلثَ معطِّلٌ .
وزراءٌ اختصاصيون أو لا وزراءَ أختصاصيين .
المسألةُ بكلِ بساطةٍ داخليةٌ وخارجيةٌ في آن :
في الشقِ الداخليِّ ، لم يعد هناكَ ثقةٌ بين رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون والرئيسِ المكلَّف سعد الحريري .
هذه الثقةُ لا يرمِّمُها اتصالُ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس عون محاولاً ان يكلمهُ الحريري هاتفياً فأجابهُ الرئيس عون :
ليطلب الرئيس الحريري موعداً لأستقبله .
من وجهةِ نظر بعبدا ، رئيسُ الجمهورية ظهرَ " الرئيسُ القوي " ، من وجهةِ نظرِ الدوائرِ الديبلوماسية ، شكَّلَ رفضُ الرئيسُ عون الإستجابةَ للرئيسِ ماكرون بمحادثةِ الحريري هاتفياً ، انتكاسةً للرئيس الفرنسي..
هذه الثقةُ المتصدِّعةُ بين بعبدا وبيت الوسط قد تمتدُ إلى نهايةِ العهدِ أي يمكنُ أن يعيشَ اللبنانيونَ في هذا الجحيمِ إلى تشرين الأول 2022 .
***
في الشقِّ الخارجيِّ ، لم يعدْ لبنانُ ورقةً في باريس بل أصبحَ على الطاولةِ المنتظرةِ بين الإدارةِ الأميركيةِ وإيران .
الاّ أذا "مِنْ" مخلصٍ، صادقٍ، ومحبٍ، بوسعهِ ان يُحركَ القنواتِ الدوليةَ لانقاذِ ما بقي من لبناننا، ولو بعودةِ الرئيس الحريري مقيداً دولياً ،اولاً واخيراً،
بالاصلاحاتِ الفوريةِ،بذوي الاختصاصِ، ووداعاً للفسادِ والفاسدين...
***
وبينَ العراقيلِ الداخليةِ والخارجيةِ ، لا يَسعنا سوى أن نقول :
" أُصمدْ يا شعبَ لبنانَ الأصيلَ، طريقُ الجلجلةِ... نأملُ الاّ تكونَ اطولَ من قدرةِ تحمُّلكَ ،
وما علينا سوى الإبتهالِ للهِ تعالى،
ليُخلِّصنا من هذهِ الورطةِ العالقينَ فيها والتي لا يدَ لنا فيها .
ففي ظلِ الكباشِ الحاصلِ سيبقى اللبناني مخنوقاً ، فإذا كانت كورونا تحتاجُ إلى أوكسيجين ، فإن " كورونا السياسةِ اللبنانيةِ " لا ينفعها كلُّ أوكسيجين الأرض " .
اذاً المواطنون يَصرفونَ ما في الجيْبِ بانتظارِ ان "يأتيهِمْ ما في الغيبِ".