تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا شيءَ حتى الساعةَ يوحي بانفراجِ الازمةِ الحكوميةِ..
الاكيدُ ان لا كيمياءَ بين رئيسِ الجمهوريةِ وبين الرئيسِ المكلّفِ وان جسرَ الثقةِ لن يُبنى بينهما، وان قامَ فعلى أسسٍ غير ثابتةٍ وقد تجرفها أيةُ عاصفةِ مواقفَ او قراراتٍ..
وعليهِ فأن كل الاتصالاتِ التي تدورُ في الكواليسِ إن على صعيدِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي او رئيس مجلس النواب نبيه بري او اللواء عباس ابراهيم المحرِّكِ الدبلوماسيِّ الاول ، وخارجياً على الخط السعودي – الاماراتي – الفرنسي – المصري - الاميركي: كلُ هذهِ الاتصالاتُ لا تُوحي بتغييراتٍ جوهريةٍ في المواقفِ تجعلُ المستحيلَ ممكناً. واخرُ هذه الوساطاتِ، الوساطةُ القطريةُ، هل ستنجحُ ام تتبخرُ مثل سواها؟
***
فتحتْ البلادُ تدريجاً على الحياةِ لمدى شهرينِ وعلى مراحلَ عدةٍ بعد الاغلاقِ. لكن شيئاً لم ولنْ يتغيرَ.. حالات كورونا لا زالتْ كما هي، والوفياتُ الى ارتفاعٍ وحالةُ انتظارِ اللقاحِ تقلقُ الكثيرَ من الناسِ حولَ الجدِّيةِ في التعاطي مع الملفِ من جهةٍ ومن جهةٍ ثانيةٍ وسطَ قلقِ الناسِ من اللقاحاتِ وفعاليتها وأيَّ منها هو الافضلُ والاحسنُ..
لا حديثَ يُلهي اللبنانيينَ اليومَ عن كوارثهم سوى حديثِ كورونا.. وكأنهُ متنفسٌ عن كلِّ المآسي الاخرى.. امامَ الصحةِ.. لا يسألُ الانسانُ كما يُقال عن أيِّ شيءٍ آخر.
لكن هل يراهنُ مَن يحكمونْ ان الناسَ ستبقى في سُبات عميقٍ وانهم لن يتحركوا امامَ الانهيارِ الكبيرِ الذي يعيشونهُ.
***
هل انتبهَ مَن يَحكمُ ان تقنينَ الكهرباءِ زادَ بشكلٍ لم يعدْ يُطاقُ واننا ربما سنشهدُ في مرحلةٍ لاحقةٍ شحاً في الفيول تتراجعُ معهُ التغذيةُ في كهرباءِ الدولةِ وفي كهرباءِ المولِّداتِ؟
هل انتبهَ مَن يحكمُ ان في البلدِ اكثرَ من ستمئةِ الفِ عائلةٍ بحاجةٍ لاكثرَ من بطاقاتٍ تموينيةٍ او تمويليةٍ؟ فهل ما تبقى من طبقةٍ وسطى تعيشُ في نعيمٍ اليومَ وسطَ انهيارِ العملةِ وتوَقُّفِ المؤسساتِ عن العملِ وافلاسِ الشركاتِ وانتشارِ البطالةِ؟
هل انتبهَ المسؤولونَ، او هل ادركوا ان راتبَ عنصرِ امنٍ او عنصرٍ في الجيشِ او في الامنِ العام لم يعد يساوي اكثرَ من مئتي دولارٍ... فكيفَ يعيشُ هذا العنصرُ وكيفَ يخدمُ وبأيِّ روحيةٍ خصوصاً اذا كانت خدمتهُ في الشمالِ ومنزلهُ في الجنوبِ؟
هل يعي مَن يَحكمُ بعضَ هذهِ التفاصيلِ الصغيرةِ التي نعيشها كلَّ يومٍ؟
هل انتبهَ مَن يحكمُ انه لولا بعضُ اموالِ Fresh التي تأتي من الخارجِ لبعضِ العائلاتِ وبعضِ الافرادِ لكانَ نصفُ اللبنانيينَ ماتَ جوعاً وذُلاً؟
الأنكى ان سؤالَ القادمِ من الخارجِ قبل ان يأتي الى لبنانَ لاهلهِ او لاصحابهِ:
ما هي الادويةُ التي تريدونها؟ صارتْ الهدايا: علبُ ادويةٍ غيرَ متوفرةٍ في البلدِ او تُباعُ في السوقِ السوداءِ او مقلّدةٍ... تجربةٌ تذَكَّرُ بالحربِ عندما كان يأتي الينا "اطباء بلا حدود" حاملينَ الينا اكياسَ المصلِ والضماداتِ وعلبَ الادويةِ؟
***
في المعلوماتِ ان بعضَ التجارِ بدأ يتحضرُ لشحنِ كمياتٍ كبيرةٍ من "لوكسات" الغاز.. ومَن لا يعرفُ ما هي "لوكسات" الغاز، فهي مصابيحُ تدارُ على الغازِ باحجامٍ صغيرةٍ يسهلُ حملها وكانت تستعملُ خلالَ فترةِ الحربِ في لبنان..
هذا ما وصلنا اليه..
وفي المعلوماتِ مثلاً ان كازينو لبنان نتيجةَ الاقفالِ ونتيجةَ تراجعِ الحركةِ السياحيةِ في البلادِ دفعَ لموظفيهِ هذا الشهرَ ستينَ بالمئةِ من رواتبهم... هذا كازينو لبنان منارةُ الشرقِ وقبلةُ السياحةِ والحفلاتِ الفنيةِ، وداليدا وازنافور وبولشوي والفرق الفنيةِ العالمية... هذا الصرحُ الذي استمرَ في الحربِ وكانت ارباحهُ تَطعمُ عائلاتٍ بدأ اليومَ بحسمِ رواتبِ الموظفين الذين كانوا يحلمون بان يتوظفوا في الكازينو..
***
هذهِ عيناتٌ بسيطةٌ ولكنها حزينةٌ وموجعةٌ لما آلتْ وستؤولُ اليهِ الاوضاعُ في لبنان...
مَنْ يُخرجنا من النّفقِ؟ حتى الساعةَ لا احدُ..
وكلُّ الحركةِ.. بلا بركةٍ.