تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تصوَّروا :
حكومةٌ مستقيلةٌ باهتةٌ بعد عجزها وفشلها حتى في تَصريفِ الأعمالِ في الحدودِ الضيِّقةِ للكلمةِ.
رئيسُ حكومةٍ مكلَّفٌ وتزدادُ كلَّ يومٍ الصعوباتُ أمامَ تشكيلةِ الحكومة .
بلدٌ مقفلٌ منذُ مطلعِ الشهرِ الماضي وحتى الثامنِ من هذا الشهرِ ، ومن شبهِ المؤكدِ ان الإقفالَ سيمتدُ الى ما بعد الثامنِ من شباط .
المستشفياتُ وصلتْ إلى أقصى طاقاتها في الإستيعابِ.
الأطباءُ والممرضونَ والممرضاتُ وصلوا إلى اقصى طاقاتهم في الجبهة .
وزراءُ لا يقومونَ بواجباتهم سواءٌ في منعِ التهريبِ أو في ضبطِ الأسعارِ .
ووسطَ هذا النفقِ الظالمِ والمظْلمِ ،أنجزتِ الموازنةُ..
الدكتور غازي وزني ، وزيرُ المال ، ليس غريباً عن " أورشليم المال " يعرف " حلَّتها ونسبها " ،وفي ظلِ المعمعةِ القائمةِ يُقدِّمُ أرقامَ الموازنةِ للعامِ 2021 بما يُشبهُ " ضربَ الجنون"،
العارفونَ بقرارِ الوزيرِ غازي وزني يُدركونَ انه يفضِّلُ ان تتأخرَ الموازنةُ شهراً ، والاَّ يعودوا إلى الصرفِ على القاعدةِ الإثنتي عشريةِ التي امتدتْ على مدى 11 عاماً،اذ ان السلطةَ التنفيذيةَ تهوى الصّرفَ خارجَ الموازنة "للغوغائيةِ"،
فالوزير وزني يفضِّلُ الإنتظامَ العام .
المهمُ ان الموازنةَ صارتْ في الأمانةِ العامةِ لمجلسِ الوزراء ، فهل ينعقدُ مجلسُ الوزراء لاقرارها أم ينتظرُ لتتشكلَ الحكومةُ الجديدةُ "على ايامنا" وتتولى هي إقرارها .
في مُطلق الاحوال ، هناك بنودٌ لافتةٌ في الموازنةِ لتحقيقِ شيءٍ من الإيراداتِ ، فالمادةُ 37 تتحدثُ عن " ضريبةِ التضامن الوطني " وهي ضريبةٌ استثنائيةٌ تُفرضُ لمرةٍ واحدةٍ على قيمةِ كلِّ حسابٍ مفتوحٍ لدى المصارفِ وقيمتهُ من المليون دولار وما فوق.
نعتقدُ ان هذه المادةَ ستشطبُ، اذا كانَ هناكَ بعضٌ من رحمةٍ في المجلسِ النيابي.
وهناكَ بندٌ يجيزُ لكلِّ عربيٍّ أو أجنبيٍّ يشتري وحدةً سكنيةً في لبنان الاستحصالَ على إقامةٍ طيلةَ مدةِ ملكيتهِ ، شرط ان تأتي الأموالُ للشراءِ من الخارجِ .
أيُّ عربيٍّ او اجنبيٍّ وفي وضعِ بلدٍ مفلسٍ، منهارٍ ومفككٍ اداريا،يمكن ان يستثمرَ فيهِ، حتى ولو لشراءِ مرقدِ عنزةٍ.
***
إذا كانتْ الموازنةُ تستلزمُ كلَّ هذا الجهدِ للدراسةِ والمناقشةِ ومن ثم المصادقةُ عليها ونشرها في الجريدةِ الرسمية لتصبحَ نافذةً،
فكمْ من آلافِ الملفاتِ المشابهةِ تستدعي من باقي الوزراء الآخرين ان يقوموا بجهدٍ ما،
فالحكومةُ المستقيلةُ كان واجبها من الاساس ان تكونَ عبارةً عن "ورشةِ عملٍ " استثنائيةٍ، لا حكومةَ وجاهةٍ ومواكبَ فضفاضةٍ.
والسؤالُ هنا :
متى تُرفَعُ " بلاطةُ تصريفِ الأعمالِ " عن صدورِ اللبنانيينَ ليستطيعوا التنفُّسَ ؟ الا يكفيهم ضيقُ التنفُّسِ بسبب كورونا ؟