تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل تعرفون بماذا يُلهون المسؤولينَ في هذهِ الايام ؟
باللقاحاتِ ! نعم باللقاحات !
الدولُ المتقدمةُ قطعتْ شوطاً كبيراً في تلقيحِ مواطنيها. ودولٌ اخرى تحثّ مصانعَ الأدويةِ على تكثيف إنتاجها ، اما نحنُ " غير شِكل " "خلقنا اللهُ وكسر القالب" . نعرفُ بكلِ شيءٍ وعن كلِ شيءٍ . نعرفُ فاعليةَ كلِّ لقاحٍ وعوارضهُ الجانبيةَ ، وما هو اللقاحُ الأفضلُ .
نعم ، نعرفُ كلُ ذلكَ لكننا ، وللمفارقةِ ، لا نجدُ حبةَ بانادول في الصيدلية !
***
" يا الله" ما هذهِ الدولةُ التي نعيشُ فيها ؟
فعلاً صارَ السؤالُ ممجوجاً ، فالحقيقةُ نحنُ لا نعيشُ بل نُعدُّ الأيامَ ، ونحنُ لسنا في دولةٍ بل في كلِ شيءٍ إلا دولةٌ .
دولةٌ تملكُ موهبةَ الجدلِ البيزنطي والنقاشِ في جنسِ الملائكةِ والاجتهادات والنظرياتِ والسجالاتِ ، وكلُّ ذلكَ فوقَ دموعِ الناسِ وآلامهم واوجاعهم ومآسيهم .
ولكن حين تبتعدُ عن هذا الترفِ تجدُ نفسها في قعرِ القعرِ :
هي غيرُ قادرةٍ على وقفِ تهريبِ الدواءِ إلى أفريقيا .
غيرُ قادرةٍ على منع تهريبِ المحروقاتِ إلى سوريا . غيرُ قادرةٍ على منعِ تهريبِ الموادِ الغذائيةِ المدعومةِ إلى تركيا .
إذا كانتْ غيرَ قادرةٍ على كلِّ ذلك، فبأي حقٍ تجيزُ لنفسها ان تحوِّلَ سياسييها الفاشلينَ إلى " علماءٍ " في مختبراتِ الأدويةِ يعرفونَ كيفَ يميزونَ هذا اللقاحَ من ذاك .
***
إذا كان اللبنانيون يتوقونَ إلى أن تنجحَ تجربةُ إعطاء اللقاحِ ، فما عليهم سوى الصراخِ في وجهِ المسؤولينَ المتحكِّمين:
" إرفعوا ايديكم عن اللقاح " ، فإذا بقي هذا الملفُ بين ايديكم فإن هناكَ خطراً كبيراً من ان لا تنجحَ تجربةُ التلقيحِ في لبنان .
***
وكما ان اللقاحاتِ في خطرٍ ، " اللقاحُ السياسيُّ والحكوميُّ والماليُّ والإقتصاديُّ والمعيشيُّ " في خطرٍ ايضاً .
ما زال السجالُ قائماً حول نوعِ الحكومةِ وعددِ وزرائها " ونحورُ وندورُ " لنعودَ إلى الدوامة ذاتها : 18 او 20 او 24 او 30 . ولكن بربِّكم ، ما الفرقُ بين كلِّ هذهِ الأرقام إذا كان الوزراءُ مجردَ ارقامٍ لمَن هُم خلفهم ؟
***
بصريحِ العبارةِ ،
إن السلطةَ التنفيذيةَ في لبنانَ هي الوباءُ وليسَ اللقاح ،
وحينَ تكونُ كذلك ، من المستحيلِ ان يُطلَبَ منها ان تكونَ المنقِذَ ، فالمتسببُ بالورطةِ لا يمكنُ ان يكونَ المنقذَ .
ونزيدُ من شكركمْ بصلواتنا...!!