تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اللغةُ العربيةُ على رغم غِناها في التعابيرِ ، تكادُ ان تستنفدَ كلَّ المصطلحاتِ للتعبيرِ عمَا آلتْ إليهِ الأوضاعُ المزريةُ التي وصلَ إليها لبنان ، ولن نحددَ على أيِّ مستوى ، بل على كلِّ المستوياتِ . إلى درجةٍ أننا نحارُ من أينَ نبدأُ :
لم يسبق في لبنانَ ان هجرَ هذا العددُ من الأطباءِ ...
" سلِّموا على لبنان مستشفى المنطقة " لن يكونَ بعدَ اليومِ هذا المستشفى طالما أطباؤه اصبحوا في الخارج .
لم يسبق في لبنانَ أن هَجرَ هذا العددُ من الممرّضينَ والممرّضات ... هجروا إلى حيثُ يأخذونَ بدلَ اتعابهم ما يتيحُ لهم حياةً كريمةً .
وما ينطبقُ على الأطباءِ والممرّضين والممرّضات ينطبقُ على أساتذةِ الجامعاتِ ، منهم مَن التحقَ بالجامعاتِ الخارجيةِ سواءٌ في الدولِ العربيةِ أو في الدولِ الاجنبيةِ ، ومنهم مَن جهَّزَ أوراقهُ ليلتحقَ في الفصلِ الثالثِ من هذهِ السنة .
***
في ما مضى كانت عبارةُ " هجرةُ الأدمغةِ " تمرُ مرورَ الكرامِ ، اليومَ اختلفَ الأمرُ ، صارت تعني الكثيرَ الكثيرَ لأنها صارتْ مرتبطةً بأمورٍ كثيرةٍ تحتَ عنوانِ الهجرةِ، فهناك :
هجرةُ الأدمغةِ ، هجرةُ الإختصاصيينَ ، هجرةُ أو تهجيرِ رؤوسِ الأموالِ ، فماذا يتبقى في لبنانَ ومن لبنانَ ؟
للأسفِ لم يبقَ شيءٌ إلا الفشلُ الذي اصابَ كلَّ شيءٍ :
1- فشلوا في حلِّ أزمةِ النفاياتِ التي مازالت تجرجرُ منذُ العام 2013.
2- فشلوا في مقاربةِ أزمةِ كورونا ، ولأنعاشِ الذاكرة ، ألم يُعلِنْ وزيرُ الصحةِ في نيسان الماضي ان لبنانَ يستعدُ لأعلانِ الإنتصارِ على وباءِ كورونا ؟ فأين هو هذا الإنتصارُ ؟
3- فشلوا في المحافظةِ على ودائعِ الناسِ.
4- فشلوا في ملفِ الموادِ الغذائيةِ الفاسدةِ والمنتهيةِ الصلاحيةِ، وما زالَ هذا الملفُ يجرجرُ إلى اليومِ .
***
يا مَن لا تملكونَ سوى آذانٍ صمَّاء :
لن يرحمكمْ المستقبلُ ، وستلفظكمْ الأجيالُ الآتيةُ ، ولن يكونَ لكم مكانٌ في الوطنِ الذي ينتفضُ ومازال .
أنتم جزءٌ من مأساةِ لبنانَ الذي لم يعدْ قادراً على تحمُّلِ " عظمَةِ فشلِكُمْ ".