تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب اسماعيل فقيه:
مبدع في الفنون السمعية والبصرية،موسيقار من طراز خاص ورفيع المستوى.بروفوسير يقود النغم بدهشة مذهلة. عبقري التأليف الموسيقي والعزف. قائد النغم الحنون قائد جوقة العزف . انه الصديق الكبير والاستاذ الكبير الذي علمنا الرهافة والسلطنة في السمع والاصغاء لرخيم الالات الوترية والاصوات الصاخبة.
قصدته في حصنه الفني الموسيقي في الجبل ، وحاولت أن أقطف منه ما لذّ وطاب للعين والقلب والقلم :
الدكتور سليم سعد مؤلف موسيقي و عازف على آلة الكمان و قائد أوركسترا ،بدأ مسيرته في الفن منذ سنه الثالثة عشرة بالعزف على أرغن الكنيسة في عين زحلتا دون إي معلم أو أية دروس و توصل إلى أداء ألحان معروفة ومحبوبة و راح يعزفها على آلة ألأكورديون متنقلاً من عرس إلى آخر و من مدينة إلى أخرى بحسب الطلب من المشجعين و محبي عزفه ، فأكمل دراسته التكميلية و الثانوية في العام 1969 و انتسب إلى كلية العلوم في الجامعة اللبنانية ليدرس البيولوجيا و بعدها درس الأدب الفرنسي في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية وعمل مدرساً لمواد العلوم و الرياضيات في التكميليات الرسمية متابعاً نشاطه العزفي و التلحيني حيث قام بوضع الموسيقى لمسرحية ” ألضيعة المنسية ” في مدينة حبوش في العام 1974 و هو طالب في المعهد الوطني للموسيقى و يحصل على جوائز لتفوقه في الإمتحانات الفصلية. و في العام 1975 حصل على منحة دراسية للموسيقى في روسيا (الإتحاد السوفياتي آنذاك) في موسكو ثم في يريفان عاصمة أرمينيا حيث تخرج بدرجة ماستر في العام 1983 و بدرجة دكتوراه في الموسيقى و علوم الفن في العام 1986 و عاد إلى لبنان و عمل عازفاً في معظم الفرق و المجموعات الموسيقية و من بينها الإذاعة اللبنانية و تلفزيون لبنان و معظم المهرجانات في لبنان و خارجه .
في العام 1987 بدأ التدريس في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية لمادتي الصوت و الغناء وأستحدث قسم التربية الموسيقية في العام 1996 في كلية التربية . و حاز على رتبة “أستاذ مساعد” في العام 1997 و بعدها في العام 2003 تم ترفيعه إلى رتبة ” أستاذ” (بروفسور). و قدم حفلاً غنائياً على مسرح قصر الأونيسكو في العام 1999 ضمن إطار “بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي” من تأليفه و قيادته للمجموعة الصوتية ” ألكورس ” . و في العام 2003 قدم حفلاً موسيقياً غنائياً و أوركسترالياً في مسرح الأونيسكو من تأليفه و قيادته أيضاً.
و في السياق العلمي ألف و نشر كتاباً بعنوان ” آلة الكمان – ماضيها و حاضرها ” في العام 1984 و في العام 2000 وضع كتاب ” ألصوت البشري آلة عبقرية ” و نال عليه الترفيع العلمي و جائزة سعيد عقل رقم 99 في العام 2002 . و في العام 2016 نشر كتاباً بعنوان ” ألكتاب الموسوعي في الموسيقى و فن المسموع في لبنان و العالم ” و حصل بموجبه على أعلى رتبة أكاديمية علمية من أكاديمية العلوم المركزية الروسية في موسكو في العام 2019 برتبة ” آكاديميك ” . و كان ذلك بعد تقديمه حفلاً موسيقيًّا عالمياً في جمهورية تشوفاشيا الروسية في التاسع عشر من تشرين الأول 2018 بدعوة من وزير الثقافة الروسي و بمواكبة وزير الثقافة في لبنان ، و تضمن البرنامج أربعة مؤلفات للدكتور سليم سعد إلى جانب مؤلفات لكبار المؤلفين مثل تشايكوفسكي و غلينكا وبيتهوفن و غيرهم و قام بقيادة الأوركسترا و من بين مؤلفاته غنائية Cantata “ألماء البارد” من كلمات الشاعر الفرنكوفوني اللبناني صلاح ستستية و تعريب الدكتور مروان فارس و ” ألموال الفلسطيني الذي كتبه في روسيا أثناء تدريبات الأوركسترا ورومانس ” ألحياة الغناءة ” من كلماته باللغة الروسية و قد غنته الميتسو سوبرانو Mezzo Soprano و قائدة الأوركسترا ناتاليا ياكلاشكينا ، و أغنية ” ناتالي ” و هي من كلمات صلاح ستيتية و تعريب الدكتور مروان فارس . و تم في هذا الحفل تكريم روسيا و تشوفاشيا و فلسطين ولبنان و نال إعجاب النخبة المثقفة التي حضرت الحفل و وصلت الأصداء إلى كل وسائل الإعلام و القيادات الروسية مما أدى إلى تكريم المؤلف من قبل رئيس منظمة الشعوب و رئيس مجلس حكماء تشوفاشيا ليف كوراكوف الذي توفي و خسرته الإنسانية في 21 كانون الأول 2020 ، حيث قدم إقتراح بمنح المؤلف الدكتور سليم سعد رتبة ” آكاديميك ” العليا من آكاديمية العلوم المركزية الروسية لأعماله العلمية . كما أصدرت وزارة الثقافة التشوفاشية كتاباً تؤكد فيه فخرها و إمتيازها الدولي بتنفيذ الأعمال الموسيقية للدكتور سليم سعد و كتاب شكر لوزير الثقافة اللبناني الدكتور غطَّاس خوري.
تكريم الدكتور سليم سعد أتى على خطين متوازيين :
1 – الأعمال الموسيقية التي أحدثت تفعيلاً للفن التجريبي الموسيقي العالمي الناجح النادر في عصرنا
2 – ألأعمال العلمية التي تضمنت علوماً جديدة تفوق التعليم الجامعي المعاصر
ميزة الأعمال الموسيقية لسليم سعد تمركزت في جديدها حيث أطلق المؤلف للأوركسترا دوراً جديداً لم تألفه التقاليد الموسيقية العالمية و تتمثل بأن تقرأ الأوركسترا الإيقاع الإلقائي للغة العربية بأوزان لم تألفها الموسيقى بل عادت بهذا الفن إلى أواخر العصر العباسي في القرن الثالث عشر لتعيد الحياة للغة العربية في الغناء لدى كبير و آخر موسيقيي بغداد آنذاك صفي الدين بن عبد المؤمن الأرموي الذي طبق إيقاعات وأوزان من القطع الطويل مثل 48\4 و 32\4 إنما بفارق أن سليم سعد حافظ على كسرية الأيقاعات الإلقائية مثل 27\16 و 17\8 و 29\16 و غيرها مما عجزت عنه الكتابة الموسيقية العالمية و العربية و إمكانية التنفيذ منذ القدم وحقق المؤلف قدرة جديدة للأوركسترا العالمية بقراءة النص العربي بإيقاعه كما هو في الإلقاء وليس كما هو في الغناء فقط ، و هذا يعتبر فرادة لا مثيل لها حتى اليوم .
أما ميزة الأعمال العلمية للدكتور سليم سعد فقد تحققت في الإنجازات العالمية التي تضمنها مؤلفه العلمي تحت عنوان ” ألكتاب الموسوعي في الموسيقى و فن المسموع في لبنان و العالم ” الصادر في العام 2016 في بيروت ، و هي كالتالي :
1 – كشف سر ما يسمى ” وسطى زلزل ” ( منصور زلزل ) و برهن علمياً أن منصور زلزل هو أول من رفع دوزان آلة العود من البعد الثلاثي إلى البعد الرباعي و ليس فيتاغوروس. كما كشف إستفادة الكندي و من بعده الفارابي من إنجازات منصور زلزل دون ذكر إسم الأخير و اعتبر ذلك بكل جرأة ، تعدياً على حقوق الملكية الفكرية و الأدبية لمنصور زلزل.و كشف سر ” ألسلم الزلزلي بتقصير زند الطنبور”ألبزق” و زيادة الأوتار فأتى العود الجديد.
2 – كشف سر الأصوات الفوقية التي لا تسمعها الأذن بل تدخل جسد المستمع و هي تتواجد في العزف الحي للآلات الموسيقة و ليس في التسجيلات و هي التي تحقق الشفاء بالموسيقى Music Therapy و عليها نشأت موسيقى الغرفة Chamber Music عند ملوك أوروبا في عصر النهضة Renaissance ( 1650- 1850 رمزياً ) حيث كانوا ينامون و يستيقظون و يمضون معظم أوقاتهم على الموسيقى الحية في غرفهم .
3 – تحليل و حسم جدلية الإيقاع السداسي Hexameter 6\4 الذي ترتكز عليه أنواع ” دلعونا و ظريف الطول و غيرها… ” بمصدريته المتأرجحة بين اليونان و فينيقية وبلاد الشام أم أن هوميروس كتب الألياذة في القرن الثامن قبل الميلاد على الإيقاع أو الوزن الشعري السداسي الفينيقي السوري ؟.
4 – سر إزدواجية الصوت “أونيسون” Unisson الذي يرفضه الأوروبيون و الغرب و يتمتع به الشرقيون إستشهاداً بآلة ” ألمجوز” اللبنانية و العربية و هي الوحيدة في العالم التي تقوم على عزف الصوت المزدوج منذ آلاف السنين و هي فاعلة حتى اليوم ، و كذلك إزدواجية الوتر في آلة العود و الطنبور حيث إذا نزع وتر و بقى وتر واحد يفقد العود سر هويته الطنينية و الصوتية، و قد طرح المؤلف سؤالاً واحداً على موسيقيي العالم : ” لماذا يقوم صوت العود على وترين و صوت الغيتار المنبثق منه على وتر واحد ” و لم يتمكن أحد من الإجابة عليه و جاءت نتيجته بما حققه سليم سعد في هذا الميدان.
5 – تسمية الدرجات السبع الموسيقية العالمية A B C D E F G تحدرت من الأبجدية العربية و قد إعتمدها آخر موسيقيي العصر العباسي صفي الدين الأرموي ( أ ب ج د ه و ز ) و لا علاقة للتسميات غير الرسمية دو ري مي … بالتصنيف الرسمي الكلاسيكي العالمي.
6 – ألصوت الإلقائي و الغنائي يقوم على حركتين إيقاعتين فقط : ألمد و القطع و تزداد الأطوال في الغناء عنها في الإلقاء.
كل ذلك من إنجازات فريدة من نوعها و جديدة في العالم أجمع أدت إلى طرح أسئلة جدية و جديدة على كل موسيقيي العالم من الدكتور سليم سعد و هو أعطى الإسنادات العلمية في الكتاب الموسوعي الذي أوردنا اسمه آنفاً.
و لا ننسى أن سليم سعد أسس مركزاً ثقافياً في العام 2007 في منطقة عين زحلتا اللبنانية ، و قام بتلحين مئات الأغنيات و الموسيقى التصويرية لأفلام و مسرحيات غنائية عديدة و أعمال سيفونية و أوبرالية عالمية أوصلت لبنان إلى الأولية في بعض إبداعاتها الجديدة عبر المنبر العالمي الروسي و جعلت تلك الأعمال تدخل البرامج العالمية باللغة العربية بمرافقة الكابيللا السيمفونية . كما كتب سليم سعد مؤلفات لآلة الكمان و للبيانو و غيرهما . و يمكن القول بأن سليم سعد هو مثلث القدرات إذ أنه يجمع في شخصه ثلاث فعاليات إبداعية ندرجها كما يلي :
1 – ألتاليف الموسيقي و مهارة الكتابة الموسيقية العالمية
2 – الإبتكار العلمي و الإشراف على ألبحاث العلمية
3 – قيادة الأوركسترا و المهارات القيادية في مجالات الفنون و الثقافة
المصدر: https://bit.ly/3io18vm