تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت رندلى جبور - في مانشيت "صوت المدى” تقول:
بعد حوالى نصف قرن من العيش في الحضن الاوروبي الواسع، وبعد أربع سنوات ونيف على تصويت البريطانيين على بريكست، وبعد مفاوضات شاقة وطلعات ونزلات، أُنزل العلم البريطاني عن مقر المجلس الاوروبي في بروكسيل البلجيكية وعن مقر البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ الفرنسية، وخرجت بريطانيا رسمياً وفعلياً من الاتحاد الاوروبي في بداية العام 2021. وستكون طيلة هذا العام في فترة انتقالية تفاوض فيها على العلاقة المستقبلية مع الدول الاوروبية وخصوصاً في مجالات التجارة والامن والسياسة.
بالنسبة لرئيس الوزراء بوريس جونسون، فإن “بلاده باتت تمتلك حريتها في يديها ويجب أن تستفيد منها إلى أقصى حدّ”، وتحديداً في العلاقات مع الدول اللا أوروبية وفي الدور العالمي للمملكة التي تطمح أن تبقى عظمى دوماً. وبالنسبة للدولة والبريطانيين فبريكست الذي بات واقعاً، يعني التوقف عن تطبيق قواعد الاتحاد الاوروبي والبدء بإجراءات جديدة تطاول خاصة مجالات السفر والهجرة والتجارة والامن.
ومن هذه الاجراءات المستجدة مثلاً ضرورة أن يحصل البريطاني المسافر إلى دولة أوروبية على تأمين سفر وأن يكون جوازه صالحاً لستة أشهر وأن يصرّح عن المبالغ التي تفوق عشرة آلاف يورو. وفي الاتصالات ستترتب على البريطانيين رسوماً إضافية على الهاتف الخلوي، وفي التجارة، خرجت من السوق الاوروبية المتحدة وباتت البضائع الخارجة من بريطانيا تخضع لفحص على أرض إيرلندا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الجمركي ايضاً وتغيّرت كل التدابير على صعيد التبادل التجاري. وفي الامن لن تحصل بريطانيا تلقائياً على قواعد البيانات الامنية للاتحاد الاوروبي بل عليها تقديم طلب كلما دعت الحاجة. وفي السياسة والقانون، لن يكون هناك نواب بريطانيون في البرلمان الاوروبي وبالتالي لن تشارك في صياغة وإقرار القوانين الاوروبية المشتركة كما أنها لن تكون عضواً في اليوروبول بعد الان. وفي النقد أصدرت المملكة المتحدة عملة معدنية جديدة كُتب عليها: “السلام والازدهار والصداقة مع جميع الدول”.
لن تتمكن بريطانيا من التراجع عن قرارها الخروج من الاتحاد الاوروبي بعد الان، وإذا ما غيّرت رأيها فعليها أن تبدأ من الصفر أي من تقديم طلب انضمام جديد، وهي اليوم ستعيد رسم العلاقات مع أوروبا بشكل جذري وهذا ربما ما سيعيد رسم علاقاتها مع كل دول العالم.
تدفع بريطانيا ثمناً غالياً والكثير من التغييرات التي تنعكس على كل ميادين الحياة مقابل ما يعتبر أكثر من نصف البريطانيين أنه الحرية التامة. فبين الشراكة العميقة وبين الحرية الكاملة، أيهما سيكون أفضل للدولة الملكية؟