تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يَرحلُ عامٌ ويُطلُّ عامٌ، وأنتَ صامدٌ باقٍ إلى نهايةِ الدهورِ.
فكلِ عامٍ وأنتَ وطني.
تتقلّبُ السنونُ، ولا نخافُ عليكَ يا لبنان، فأنتَ الأبديُّ السرمديُّ.
هل نخافُ على الجبلِ أن يسقطَ؟ وعلى الموجِ أن يتوقفَ؟ وعلى الشمسِ أن تَجْمَدُ في قرصِ السماءِ؟
لا… لن نخافَ على هذا الوطنِ، وندركُ أنه سينتصرُ على كلِّ الشرورِ مهما استشرستْ، لأن اللهَ معنا، وقد باركهُ منذُ الأزلِ.
لا... لن نخافَ على لبنانَ "لِأنّا المؤمنونَ به"، كما أعلنها سعيد عقل، ونردّدها كل يومٍ.
***
في وداعِ السنةِ 2020، نجدّدُ الشكرَ أولاً للهِ الذي منحَنا الصحةَ والعقلَ والعزيمةَ لنواظبَ على الكتابةِ ونرفعَ صوتَ أبناءِ شعبنا الطيّبِ، بقدرِ ما أوتينا من قوةٍ.
إنه واجبنا الذي يُمليهِ الضميرُ المهنيُ والوطنيُ والإنسانيُ، فشكراً لكَ على كلِ عطاءاتكَ يا الله.
ثانياً، الشكرُ لكم يا أهلنا وإخوتنا وأبناءنا القرّاءَ الأعزاءَ، الذين تابعتموني يوماً فيوماً على مدى 52 أسبوعاً كانت صاخبةً وشهدتْ صدماتٍ وزلازلَ وجروحاً تلو جروحٍ، فكنتمْ أوفياءَ دائماً وعلى الموعدِ.
والشكرُ خصوصاً للأحبّةِ الذين واظبوا على متابعتي بإبداءِ تقديرهم وبتعليقاتِهم القيّمةِ. فكم كنت أشعرُ بـ"كِبَرِ القلبِ" عندما تأتي هذه التعليقاتُ أكثر مني جرأةً، وأكثرَ قدرةً على التشخيصِ ووصفِ العلاجِ.
فكل محبتي لكم، ووفائي دائماً.
***
سأعودُ إليكم صباحَ الاثنين، بإذنِ الله، ونبدأُ معاً سنةً جديدةً، عساها تكونُ سنةَ خيرٍ على الوطنِ وأهلهِ.
في العامِ الآتي، 2021، نتشبثُ بالرجاءِ والأملِ، ونعاهدكم بأن تكونَ العدالةُ غايتنا، وأننا لن ننسى أبداً دماءَ الشهداءِ الذين رَووا أرضَ لبنان بغزارةٍ، وأوجاع الجرحى والمعوَّقين، وذُلّ المشرّدين والمحبطين والمخدوعين.
في العامِ 2021، سنطلبُ من اللهِ تعالى معونتهُ لنتابعَ الرسالةَ ونرفعُ الصوتَ الذي نؤمنُ بأنه صوتُ الحقِ، ونعاهدكم يا أهلنا مجدداً على قولِ الكلمةِ بكلِ صدقٍ وشفافيةٍ.
***
في هذا المقالِ، لا مجالَ للسياسةِ. فهي في بلدنا شؤمٌ ورياءٌ وقلةُ درايةٍ وفشلٌ وعجزٌ مما اوصلَ البلدَ إلى الافلاسِ والخرابِ.
اليوم سنجدِّدُ العهدَ بالوفاءِ واستمرارِ النضالِ من أجلِ الوطنِ والمواطنِ.
سنجدّدُ الإيمانَ بأن البلدَ سيحطّمُ الأصنامَ ويتحققُ فيهِ الخيرُ والازدهارُ والعدالةُ.
وسنعاهدُ أصحابَ الإراداتِ الطيّبةِ بأننا باقونَ معاً، يداً بيدٍ، لتحقيقِ التغييرِ الذي سينقذُ البلدَ.
***
وداعاً يا عامَ الشؤمِ 2020 وأعوامَ الشؤمِ التي سبقتهُ،
ويا سنة 2021 أهلاً وسهلاً.
كوني سنةَ التغييرِ المنشودِ، ولا تخذلينا، فأعمارُنا أكلَتْها سنواتُ الانتظارِ.
يا سنةَ 2021، لقد تعبنا كثيراً من تعدادِ السنينَ الفاشلةِ. فأهلاً وسهلاً بكِ سنةَ رجاءٍ، تسامحٍ،محبةٍ، خلاصٍ وإنقاذٍ بإذنِ الله تعالى.