تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعليقاً على مقالةِ الأمسِ والتي نعيْنا فيها الحكومةَ في الوقتِ القريبِ جاءني من احدِ القراءِ المخضرمين الاوفياء رسالةٌ مفادها انه على عكسِ ما كتبنا قد يحملُ الاسبوعُ المقبلُ ولادةَ الحكومةِ.
في زمنِ الاعاجيبِ اللبنانيةِ والتي بعضها يتحوّلُ الى اوهامٍ او كوابيسَ.. علينا ان نُصلي لتكونَ لنا اعجوبةُ "ولادةِ الحكومةِ". لكنَ الاجواءَ التي تسيطرُ في الكواليسِ لا تُوحي بالأملِ وسطَ هذا الكمِّ الكبيرِ من التوتّرِ والتشنُّجِ والسجالاتِ والملفّاتِ والانهياراتِ بالجملةِ في كافةِ القطاعاتِ والتي تفترض امس قبل غدٍ، اعلانَ حكومة... على العكس فان المسؤولينَ عندنا يتصرَّفونَ بإهمالٍ شبيهٍ بأهمالِ مرفأ بيروت الذي يقتربُ من المؤامرةِ... إهمالٌ ادى الى كارثةٍ وزلزالٍ دمّرا مدينةً وقتلا شعباً وشرَّدا عائلاتٍ...
فإلى أين سيأخذنا هذا الاهمالُ اليومَ؟ الى أي كارثةٍ؟ وإلى أي انهيارٍ بعد؟
***
في المراسلاتِ التي تظهر تباعاً حول انفجارِ مرفأ بيروت، يظهرُ حجمُ الاهمالِ والخفَّةِ التي تعاطى بها بعضُ القضاءِ وبعضُ الامنِ وبعضُ الادارةِ وبعضُ السياسةِ مع المراسلاتِ التي تحذِّرُ من خطورةِ الامونيوم في المرفأ، ومع ذلك ورغمَ انقضاءِ سبعِ سنواتٍ لم يردَّ احدٌ ولم يقمْ احدٌ بدوره... وها هم اليومَ يتنصّلونَ من مسؤولياتهم ويتقاذفون التُهم ويتمترسون وراء الطوائفِ والمواقعِ والدستورِ فيما الناسُ تنتظرُ الحقيقةَ .
هل نحنُ مقبلونَ على انهيارٍ شبيهِ بزلزالِ المرفأ نتيجةَ خفّةِ المسؤولين واهمالهم؟
***
حسب المعلومات فأن FBI سلم القضاء اللبناني تقريراً في الاسبوعِ الاول من تشرين الاول حول انفجارِ المرفأ .. لماذا لم يُكشفْ مضمونهُ للناسِ وهل من اسرارٍ خفيَّةٍ فيهِ؟ هل فقط ما جرى هو حادثٌ انفجارٍ نتيجةَ إهمالٍ أم اكثرُ من ذلك؟
وحدها الحقيقةُ تحرِّرُ الناسَ من خوفهم على المستقبل... حبذا لو نعرفُ ما جرى في المرفأ.
وحبذا لو يقولُ لنا المسؤولونَ عن انهيارنا ما هي حقيقةُ اوضاعنا حتى يُبنى على الشيءِ مقتضاهُ وحتى نعرفَ أي مصيرٍ ينتظرنا...
***
انتحارٌ جماعيٌ. اعدامٌ جماعيٌ. موتٌ بطيءٌ، نزيف..
فليقل لنا المسؤولون عن انهيارنا أيُّ موتٍ ينتظرنا واتركوا الباقي علينا... لا تنتظروا ماكرون... سيحمل معهُ يأسهُ من جديدٍ مودِّعاً ومودِعاً معهُ ما تبقّى من كرامةِ مسؤولين..عذراً.. انها الحقيقةُ.