تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الأمثالِ " قلبي على ولدي وقلبُ ولدي على حجرٍ " ...
الدولُ كالإنسانِ ، أحياناً يكونُ " قلبها " على دولةٍ معيَّنةٍ لكنَ هذهِ الدولةَ المعينةَ تكونُ غالباً " غير سألانة " أو غيرُ مكترثةٍ !
فرنسا قلبها على لبنان والفاتيكان قلبهُ على لبنان .
فرنسا زار رئيسها ، إيمانويل ماكرون ، لبنانَ مرتين منذ انفجارِ المرفأ في الرابعِ من آب الماضي ، قدمَ مقترحاتٍ ومساعداتٍ ،
فكيفَ قابلهُ المسؤولونَ والسياسيونَ والحاكمونَ والمتحكّمونَ ؟ بلا شيءٍ ولا مبالاةٍ واستهتارٍ ما بعدهُ استهتارٌ كأن المشكلةَ في باريس وليست في بيروت، وهو مستعدٌ ليأتي في زيارةٍ ثالثةٍ لكن الحاكمينَ والمتحكّمين على تعنّتهم.
حتى المؤتمرُ الذي سينعقدُ عن بُعدٍ منتصفَ هذا الأسبوعِ ، ماذا سيقدِّمُ أكثرَ من حفنةِ مساعداتٍ ؟ فليس هذا ما يطلبه اللبنانيون ،
" كتِّر خيرها فرنسا " لكنَ المطلوبَ أكثر،وما هو مطلوبٌ يجب ان يبدأ من الداخلِ .
***
ومن فرنسا إلى الفاتيكان ، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وجّهَ دعوةً إلى البابا فرنسيس لزيارةِ لبنان ،
رفعَ إليهِ تقريراً مفصّلاً عن أوضاعِ اللبنانيينَ ولاسيما المسيحيينَ منهم ، وكيف ان انفجارَ مرفأِ بيروت أصابَ الجزءَ الذي يغلبُ على سكانهِ الطابعُ المسيحيُ ، وكيف ان سوءَ الأوضاعِ يدفعُ المسيحيينَ أكثرَ من غيرهم إلى الهجرةِ إلى البلادِ البعيدةِ التي تبدو العودةُ منها ليست بالسهولةِ ككندا واوستراليا والولايات المتحدة الأميركية .
زيارةُ البابا إذا ما تحققتْ ، هل من تأثيرٍ إيجابيٍ لها أكثرَ من المعنوياتِ؟ من دونِ التقليلِ من أهميةِ الفاتيكان في التأثيرِ في الدولِ،
يروي رئيسُ وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في مذكِّراتهِ، أنّه عندما أبلغَ الزعيمَ السوفياتي جوزيف ستالين، أثناء مؤتمر يالطا في شباط 1945، أن الفاتيكان قد قرّرَ مواجهةَ هتلر، أجابهُ ستالين:
" كم دبّابةٍ عند الفاتيكان"؟
هذا ليس تقليلاً من شأنِ الفاتيكان ، لكن في عصرنا الراهن القرارُ ، وللأسفِ ، هو للتأثيرِ المُرفَقِ بالقدراتِ الماليةِ وتأثيراتِ الضغط ، فمَن يردَعُ المتسلِّطينَ والمتجبِّرين ؟ " ليسَ بالصلاةِ وحدها " .
***
نكتبُ هذا الكلامَ والألمُ يعتصرنا مثلنا مثلُ هذا الشعبِ الطيّبِ الذي بين ليلةٍ وضحاها استفاقَ ليكتشفَ حجمَ " سرقةِ العصرِ " التي تعرَّضَ لها.
مع الإحترامِ والتقديرِ الكلّيْينِ لمبادراتِ الخارجِ من الدولِ الصديقةِ ، فإنه ما لم تبدأ المعالجاتُ من الداخلِ ، وبسرعةٍ ، فعبثاً ان تأتي المعالجاتُ من الخارج .