تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مياه لبنان الثروة المهدورة، أو المنسية في باطن الأرض. كميات هائلة تذهب سنوياً إلى البحر. إنه الكنز الضائع الذي حُرم منه سكان القرى والمدن اللبنانية لسنوات طويلة .
غلبون قرية وادعة في قضاء جبيل، ترتفع ٥٠٠ متر عن سطح البحر، وتمتاز بجمال طبيعتها، وأرضها الخصبة. لكنها عطشى منذ مئات السنين، ولم تكن تعلم أنها تختزن من الماء، ما يكفي لري غلبون وقرى الجوار .
تحدث رئيس البلدية المهندس إيلي جبرايل إلى «الثائر» عن مشروع رائد قامت مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان بالاشتراك مع البلدية: فروى لنا كيف تم حفر بئر إرتوازي بعمق ٤٢٥ متر، لتتدفق منه مياه جبال لبنان النقية الصافية، التي كانت وفقاً للدراسات الجيولوجية تجري تحت الأرض وتنبع في البحر، مثل مئات اليانبيع الأخرى على الشاطئ اللبناني .
تبلغ طاقة البئر ١٦٠٠ متر مكعب من المياه يوميا، ونقوم ببناء المحطة قرب مجرى نهر غلبون، الذي يفصلها عن شامات. وعندما ينتهي العمل، ستكون هناك قدرة على تأمين مياه الشفا، إلى غلبون وشامات وعدة قرى أُخرى في المنطقة .
ونظراً لوفرة المياه، سيكون بالإمكان أيضا تأمين مياه للري، التي ستساهم في زيادة الانتاج الزراعي، خاصة من الخضار والفواكه. وستسمح للسكان بالإستفادة من مساحات زراعية كانوا قد أهملوها سابقاً بسبب شح المياه .
وأضاف جبرايل أن البلدية مع مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أجرت كافة الدراسات البيئة اللازمة لتنفيذ المشروع، وتبين أن لا صحة لما يدّعيه بعض الأشخاص عن ضرر بيئي أو تعدي على مجرى النهر، أو الأملاك الخاصة. موضحاً أن كل شيء تم وفقاً للقوانين المرعية الإجراء، وأن الهدف الأساسي للمشروع، هو تأمين مياه الشرب لغلبون وقرى الجوار،
وأشار جبرايل إلى أن نهر غلبون هو مجرى شتوي للمياه، ينقطع معظم أيام السنة، ولا يوجد أي تأثير سلبي أو ضرر بيئي للبئر والمحطة المنشأة عليه، وأن الأصوات القليلة المعترضة على المشروع، هي من باب النكد ليس أكثر، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أهمية هذا المشروع الحيوي لغلبون.
ليس هذا هو المشروع الأول الذي ساهمت به بلدية غلبون، فلقد تم تنفيذ عدة مشاريع إنمائية سابقاً. فتم تأمين الكهرباء ٢٤/٢٤، ومنذ ٢٠١٣ يتم جمع وفرز النفايات للحفاظ على البيئة النظيفة، والطبيعة الخلابة التي تتمييز بها غلبون. وكذلك تم تنفيذ عدة حملات تشجير على جوانب الطرقات، وتسعى البلدية لتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية، للإستفادة من هذه الطاقة المستدامة، التي تنعم بها غلبون .
تُقدّم بلدية غلبون نموذجاً يُحتذى في العمل البلدي، والإهتمام بالمصلحة العامة، وتطوير وتحسين ظروف العيش في القرية .
من أسرة «الثائر» كل التقدير والود لأهالي غلبون الطيبين، والتهنئة لمجلسها البلدية على هذا النشاط الإنمائي الرائد والمميز، على أمل أن تلتفت الدولة اللبنانية إلى هذا الكنز المائي المتجدد المهمل والمنسي في أعماق الأرض، بينما تحلم شعوب عدة في الجوار، لو تشرب قطرة واحدة منه .