تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
ثورةُ الشعبِ اللبناني انطلقت من تدهورِ أدنى حقوقِ الناس الى الحد الأدنى.
انتفضَ في مثل هذا اليوم ، 17 تشرين الاول ، من السنة الماضية ، مليونُ لبنانيٍّ حضاريٍ ، غاضباً محترماً اصولَ الحضارةِ المدنيةِ، مطالباً بكل بساطةٍ بكل ما سُلب منه من حقوقٍ ومالٍ .
وكانت ثورةٌ حقيقيةٌ ليس بمعنى العنفِ والتكسيرِ واشعالِ الحرائقِ في المتاجرِ والمحلات.
انطلقتْ ثورةُ الشبابِ والشاباتِ اولاً يريدون استرجاعَ حلمهم الذي ضاعَ في وطنهم من الطبقةِ السياسيةِ.
ثورةُ الشيوخِ الذين حقهم في ان تحتضنَهم الدولةُ وترعاهم في تقاعدهم ،
ثورةُ الطبقةِ العاملةِ الشريفةِ في كافةِ القطاعاتِ .
انطلقت ثورةٌ على الظلمِ الكاسحِ من الطبقةِ السياسية للشعبِ الحضاري الذي يحبُ الحياةَ والعيشَ الكريم المشترك.
***
اليوم بعد عامٍ على ثورةِ الشعبِ الحضاريِ أين نحنُ؟
وبماذا نحتفلُ ولو صورياً اليوم؟
طبقةٌ حاكمةٌ متحكّمةٌ اخرُ همِّها من يصرخون من الجوعِ والذلِّ والوعودِ الكاذبةِ وبدل استعادةِ الاموالِ المنهوبةِ هدراً وفساداً زاد الطينُ بلةً بارتفاعِ مستوى الفقرِ، وتصنيفُ لبنان بأدنى درجاتِ التصنيفِ الائتمانية عالمياً.
***
يقول الشعبُ الثائرُ المحقُ، لا حياةَ لمن تُنادي، انزلونا الى "نارِ جهنمٍ" قبل قرارِ اللهِ عزَّ وجلَّ علينا.
لقد خالفوا ارادة اللهِ تعالى، وأنزلونا الى أقصى وأقسى العقوباتِ،
حتى كأنهم اوصلونا الى مثوانا الاخير، وكأنهم الآمرون الناهون بحياتنا .
اليوم 17 تشرين الاول ، تاريخُ ثورةِ الشعبِ اللبناني الحبيبِ الأبي الذي اطربنا بانتمائهِ وحبهِ للبنان وطنِ الارز.
لكن كم من الجرائمِ ارتُكِبتْ بحق الشعبِ الثائرِ الحضاري الشريف منذ عامٍ ؟
حتى اوصلوهُ الى التفكيرِ فقط بلقمةِ الخبزِ وحبةِ الزيتون ،
كما تلقى الشعبُ اللبنانيُ الحضاريُ الحبيبُ الضربةَ القاتلةً:
ان انفجار مرفأ بيروت وتدميرَ العاصمةِ الحبيبةِ ومقتل 200 مواطن بريء و 7000 جريح و 300 الف نازح، و 30 الف وحدةٍ سكنيةٍ مدمرةٍ كلياً.
يا شعبَ لبنان الحضاري البطل،
فبعد صولاتٍ وجولاتٍ من الصمودِ، ما زالوا يمارسون عليكم التحدي لإنزالكم الى "جهنم" .
إنها الذكرى السنوية الأولى ، سيقوم الشعبُ بجردةٍ لِما تحقق، ولِما لم يتحقق . ومخطئٌ مَن يعتقدُ بان الثورةَ انتهت، بمعنى اهمال كل الحقوقِ ونعمةِ العيشِ
الكريم،
فأنها اصبحت في ضميرِ ووجدانِ كل مواطنٍ، غضباً عارماً من الطبقةِ السياسية "كلكمْ يعني كلكمْ".