تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل تعرفون؟ الناسُ ملُّوا التكرار، وملَّتْ آذانهم من سماعِ ما يعرفونه وما لا يصدّقونهُ من وعودٍ ؟
لم يعد الزمنُ زمنَ إعطاءِ فرصٍ جديدةٍ على غرارِ " جَرِّبوني بعد مرة"!
باللهِ عليكم ، متى تفهمونَ ان شعبَ لبنان لم يعد حقلَ تجارب ؟
لقد جُرِّبَت فيه الحروبُ والقذائفُ والمتفجراتُ ، وآخرها نيتراتُ الأمونيوم .
وجُرِّبَت فيهِ كل صنوفِ الذلِّ والبهدلةِ والعوزِ والفقرِ والتعتيرِ .
وجُرِّبَت فيه بدعةُ حجزِ أموالهِ وجنى عمرهِ .
وجُرِّب فيه انقطاعُ الكهرباءِ والمياهِ والإنترنت .
والأهمُ من كل ذلك أنه جُرَّب بهِ سياسيون فاشلون، أثبتوا بالملموسِ أنهم لا يعرفونَ كيف يحكمون أو كيف يديرون السلطةَ التنفيذية ،
فكيفَ للشعبِ اللبناني ان يثقَ بهم مجدداً؟
***
وفِّروا الإرهاقَ للناس .... اللبنانيون ليسوا في مزاجٍ، لا باعترافاتكم باخطائكم، ولا بمن لم يسهّلوا لكم...
الناسُ يريدون " حج خلاص":
أموالهم بين مسروقةٍ ومحجوزةٍ .
دواؤهم بين مفقودٍ وعلى حافةِ رفعِ الدعمِ .
مدارسُ ابنائهم بين الأقساطِ التي لا تنخفض، والتعليم فقط " أون لاين"
فباللهِ عليكم ،ماذا تحضّرونَ بعدُ للناس ؟
***
إذا دققنا قليلاً في الجهودِ المبذولةِ لبدءِ استشاراتِ التكليف تمهيداً لاستشاراتِ التأليفِ ، فماذا نجدُ ؟
رئيس الجمهوريةِ حدد موعدَ الاستشارات النيابيةِ الملزمةِ لتكليفِ الشخصيةِ التي ستشكِّلُ الحكومةَ الخميس المقبل .
الدعوةُ بحد ذاتها جيِّدةٌ، لكن الكتلُ النيابيةَ لم تتلقفها بحماسةٍ ، ربما لأنها تُدرِك أنه ما لم يتم التوافقُ على التسميةِ قبل بدءِ الإستشارات ،
فإنهُ من المحتملِ ان يصارَ إلى إرجاء موعدِ الإستشارات إلى حينِ نضوجِ " طبخةِ التسمية".
***
وطبخةُ التسميةِ ، قبل ان توضَعَ على نارِ الإستشاراتِ في القصر الجمهوري ، لا يستبعدُ البعضُ ان تجولَ على عواصمِ القرارِ سواءٌ غربياً او عربياً أو إقليمياً :
واشنطن لها رأيٌ
وباريس لها رأيٌ
والرياض لها رأيٌ
وطهران لها رأيٌ ...
إلى هذا الحد صار الإختيارُ صعباً ، وكأن لبنانَ يحتاجُ الى توافقٍ عربيٍ إقليميٍ دوليٍ في كل مرةٍ يريدُ فيها ان يكلِّفَ شخصيةً لتأليفِ حكومةٍ .
بالتأكيدِ الآليةُ بحاجةٍ إلى تسهيلٍ، لكن الآن ليس أوان سوى الإسراع في تشكيلِ حكومةٍ من وجوهٍ جديدةٍ : رئيساً وأعضاءً ...
وهنا نسأل: اذا كان الجميعُ مازالوا مقتنعين بالمبادرةِ الفرنسية ، فعليهم ان يراجعوا تجربة الرئيس ماكرون في تشكيلِ الحكومات :
هل شكَّلَ مرةً حكومةً سبق لرئيسها ان كان رئيساً للحكومة ؟
ام كانت الوجوهُ كلها جديدةً :
من رئيسِ الحكومةِ إلى الوزراء ؟
إذا كنتم مقتنعين بمبادرةِ الرئيس ماكرون ، تمثَّلوا بها ، وإذا لم تفعلوا، وربما لن تفعلوا، نحن اساساً في "آتونِ جهنمٍ" بفضلكم جميعاً.