تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كان السفيرُ الصديقُ الراحلُ فؤاد الترك يقول ، بديبلوماسيتهِ الدمثة : " نحنُ تحت ولم يعد تحتنا تحت " ... قـال هذا الكلام منذ أكثـرَ من ربـعِ قـرنٍ ، وكـان الـوضعُ " بألفِ خيرٍ" آنذاك، قياساً على وضعِ اليوم ، فهل فعلاً اليوم " لم يعد تحتنا تحت"؟
أكتبُ هذا الكلام لأنه بعد كل مقالٍ تأتيني تعليقاتٌ من قراءٍ اصدقاء واعزاء،
يسألونني : " بعد في شي اسوأ من الذي نحنُ فيه ولم تكتبي عنه " ؟
السؤال كارثةٌ ومُحزِنٌ في آن واحد . حين قال السفير الترك ما قالهُ ، كان يعتقد ان البلدَ في أسفلِ الأسفل .
لكن بعد ربعِ قرنٍ إكتشفنا ان الأسفلَ ليسَ له قعرٌ " ويا محلا هيديك الإيام " !
***
هذا الكلامُ ليس من قبيلِ التشاؤم ، فالتشاؤمُ له ألفُ سببٍ فيما لا سببَ واحداً للتفاؤل :
أي مواطنٍ قادرٌ على الإتصال بنا ليُعطينا سبباً للتشاؤم فيما لا نتلقى اتصالاً واحداً أو تعليقاً واحداً يُعطينا سبباً للتفاؤل .، من الآف القراء وأكثر يوميا على مراكز التواصل الاجتماعي.
هذه السنة ، إذا كانت هناك تسميةٌ يجب ان تُعطى لها ، فهي " سنةُ إقفالِ الجمهوريةِ " أو " سنةُ الجمهوريةِ المقفلةِ":
1- المدارس والجامعات ستكونُ مقفلةً، إما بسببِ العجزِ عن دفعِ الأقساط ، وهذا مثبتٌ . وإما بسببِ تفشي وباء كورونا ، وهذا مثبتٌ ايضاً .
2- المؤسساتُ الصناعيةُ والتجارية بدأت بالإقفال ، واصبحت نسبةٌ كبيرةٌ منها مقفلةً، وحتى آخر السنة سيكونُ عددٌ قليلٌ منها قادراً على الصمود .
3- المحلاتُ التجاريةُ تُقفلُ الواحدُ تلو الآخر ، ومَن يتجولُ في الشوارع لا يرى سوى محلاتٍ فارغةٍ وقد عُلِقَت عليها يافطةٌ : للبيع أو للإيجار ، ولكن " يا حسرة ، لا فيه بيع لأن ما فيه مين يشتري " ..
4- محلات " الماركات " تُقفِل الواحدُ تلو الآخر ... هناك محلاتٌ عريقةٌ كان يُكتب فوقها " منذ 1950 " او " منذ 1930 " كدليلٍ على عراقتها ، هذه المحلات بدأ اصحابها " على السكت " يبيعون منازلهم و" فيللاتهم " ويُسفِّرون عائلاتهم تمهيداً للإلتحاقِ بهم بعد إنجازِ بيعِ المنازلِ والبضائع والماركات لديهم .
***
مَن يتسنى لهم ان يزوروا باريس هذه الايام يُلاحظون انتعاشَ السوقَ العقاريةِ والأسئلة العقـاريـة من لبنانيين ، منهم مَن أصبحوا هنـاك ، ومنهم مَن يستفسرون "اون لاين" لأن اوضاعهم مرتبطةٌ بأوضاعِ ابنائهم سواءٌ في المدارس أو في الجامعات ...
مَن يُسافرُ مِن هؤلاءِ يؤسسُ في الخارجِ ويُقفِلُ في الداخلِ ليلتحقَ بمَن سبقوهُ مِن.. " جمهوريةِ الإقفالِ" او " إقفالِ الجمهوريةِ".