تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
شهر مر على تفجير المرفأ، وما زال في الجمّيزة نبض تحت الركام، هو نبض بيروت والشعب الذي لا يموت .
شعب قاسى الأمرّين من حكام يقبعون في مكاتب مكيّفة ومن حولهم حاشية الحراس والخدام، ولم يكلّفوا أنفسهم عناء النزول إلى الشارع وتفقّد حال الناس، مخافة أن يسمعوا كلمة غاضبة، أو شتيمة أو حتى عبارة عاتبة تُزعج خاطرهم ومقامهم الرفيع .
هرع العالم إلى بيروت لمساعدة المنكوبين، ورئيس دولة عظمى زارها مرتين في شهر واحد، ومساعدات حتى من أفقر دول العالم، وبعض أباطرة السلطة والمال في لبنان لم يتبرعوا بقرش واحد .
وحده الجيش اللبناني يقف إلى جانب الناس ومعهم ليل نهار، يبحث تحت الركام ، ينظم العمل ويحمي الممتلكات، ويوزّع المساعدات، ويواسي المتألمين والمنكوبين. ولم نرَ احد من السياسين يمد يد العون ويساهم في اعادة إعمار بيوت بيروت، باستثناء وليد جنبلاط الذي، قدم ألفي طن ترابة، ولم يثق سوى بالجيش لتوزيعها .
هي فرصة أخيرة من ثلاثة أشهر فقط، أعطاها ماكرون باسم المجتمع الدولي لحكام لبنان، وأرفقها بعِظة «عصى العقوبات»، للإنقاذ والتغيير الحقيقي، وبعدها اذا لم تقوموا بالإصلاحات المطلوبة سأقول للمجتمع الدولي الحقيقة كاملة، وأنه لا أمل بكم .
ثلاثة أشهر تفصلنا عن السقوط الكبير، فإما عودة جميع الأطراف إلى وقفة ضمير وتنفيذ الإصلاحات اللازمة، وإمّا البقاء في دوامة المحاصصة والمناكفات والخلاف على الخيارات الاستراتيجية، من هانوي إلى كراكاس ومن طهران وبكين إلى واشنطن .
الحرب أمامنا ولا تحتاج إلى صواريخ ومدافع لتندلع، فيكفي ما هو موجد الآن من سلاح لإشعالها، والباقي سيصل خلال ساعات أو أيام، وسنجد الكثيرين يقولون لنا: أقتلوا بعضكم بعض وخذوا ما شئتم من السلاح .
فهل من يفهم أو يتّعض؟
كم من سنة وكم من قتيل وجريح نحتاج بعد، كي نفهم أنه لا يمكن لطائفة أو فريق أن يحكم وحده هذا الوطن؟؟ لماذا ما زال البعض يكابر ويهدد؟ لماذا لا يريد البعض أن يسمع صوت الآخرين ورأيهم من اصحاب هذا البيت الذي اسمه لبنان؟ لماذا يريدون خنق صوت الثوار، وشيطنة انتفاضة الشعب على ظلم الحكام وفسادهم؟ .
كفى نقاشاً عقيماً حول اقتصاد إنتاجي أو ريعي، والتوجه شرقاً أو غرباً، ومحاور إقليمية، وتخوين واستراتيجيات وأيديولوجيات لا طائلة منها، ولنهتم لمرة واحدة بلبنان ومصالح شعبه، فالمشكلة في خياراتنا السياسية، ونظام المحاصصة الطائفي، وفساد الحكام والمسؤولين، وتفضيل المصالح الضيقة والخاصة على مصلحة الوطن .
الأمعاء الخاوية لا تُشبعها الخطابات والعنتريات، بل خبز الأيادي الصالحة النظيفة .
إنها الفرصة الأخيرة والخيار متاح، فهل سيهدر حكام لبنان آخر فرصة للنجاة وإنقاذ الوطن؟
الدكتور مصطفى اديب آخر بارقة أمل !
هذا يريد الطاقة، وذاك يريد المالية، وآخر الصحة، فإذا انزلقت في تلك المتاهة وأُعيد استنساخ حكومة دياب، فهذا يعني على الإصلاح السلام، وعلى الوطن الرحمة والسلام .