تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
سنكون متعاونين في تشكيل الحكومة لإخراج البلد من الفراغ وتطبيق الاصلاحات
#الثائر
ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ، كلمة بعد تلاوة المصرع الحسيني بمناسبة العاشر من محرم، استهلها بالحديث عن المناسبة وظروف إحيائها في ظل تفشي وباء كورونا قائلا: "هذا العام يأتي يوم العاشر خصوصا عندنا في لبنان يأتي أكثر حزنا، الساحات والشوارع والميادين في لبنان، التي كانت تكتظ وتمتلأ بالمحبين والمواسين والمعزين في مثل هذه الساعات، اليوم خالية بسبب هذا الوباء الذي ضرب العالم، المشهد كل سنة كان قويا ومميزا وبشكل دائم، ويعبر عن الحضور الشعبي الوفي وعن البصيرة والوعي وعن العاطفة والحب والعشق لله ولرسول الله ولآل رسول الله، نسأل الله تعالى أن يرفع هذا الوباء عن جميع شعوب العالم، وعنا وعنكم، لتعود لنا الذكرى إن شاء الله في العام المقبل كما كانت طوال السنين".
أضاف: "عادة في اليوم العاشر نستحضر خلاصة الموقف في كربلاء وننطلق منها للحديث عن مسائلنا وقضايانا المعاصرة، هنا أستحضر موقفين معروفين لسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين.
الموقف الأول: عندما يسود الباطل، منطقه وسياسته وموقفه، ويصبح هو الحاكم والمتحكم ويضيع الحق ويصبح الحق غريبا، بل يصبح الحق مدانا، حينئذ المطلوب من كل المؤمنين ومن كل الشرفاء ومن كل الأحرار موقف للإحتجاج قد يصل إلى مستوى الشهادة أو يصل إلى مستوى الشهادة، الحسين في هذا الموقف قال: "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه" عندما كان يشرح سبب خروجه ومسيرته وصولا إلى كربلاء، حال الأمة في ذاك الزمان،" ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا"، إذا كل إنسان سيلقى الله عز وجل حتما، والمؤمن سيلقى الله فليلقاه وهو على الحق، يدافع عن الحق ويقاتل من أجل الحق ويستشهد في سبيل الحق، "فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما"، أي حياة هذه، عندما يصبح الباطل هو الذي يحكم كل قضايا الناس الكبيرة والصغيرة.
الموقف الثاني: عندما يضعك أو يتم وضعك من قبل الأدعياء والمتسلطين وناهبي العالم والغزاة والمحتلين بين خيارين: إما القبول بالحلول الذليلة والحياة المهينة وإما تحمل الحرب التي يفرضونها عليك، وتحمل تبعاتها، فسيكون الخيار في مدرسة كربلاء ومن مدرسة كربلاء واضحا وحاسما وقويا، "ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، (السلة أي الحرب، والذلة معلوم)"، "ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة"، لماذا؟ هل هو موقف مزاجي؟ كلا ، "وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"، هذه خلاصة الموقف يوم العاشر في كربلاء".
وتطرق نصر الله الى وضع المنطقة قائلا: "في صراع المنطقة اليوم، مشهدان أو موقعان واضحان لصراع الحق والباطل، يعني لا يوجد فيهم إلتباس.
الموقع الأول: فلسطين المحتلة، الإسرائيلي الصهيوني يحتل هذه الأرض المباركة منذ سنة 1948 و1967، إضافة إلى الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، هنا باطل واضح لا لبس فيه، إحتلال وإغتصاب ومصادرة حقوق الآخرين بالقوة وبالإرهاب وبالمجازر، وهناك حق واضح لا لبس فيه، حق الشعب الفلسطيني بكامل فلسطين من البحر إلى النهر، حق الشعب السوري بكامل الجولان المحتل، وحق الشعب اللبناني ببقية أرضه المحتلة، دائما هناك من يريد فرض باطل الإحتلال بالقوة العسكرية وبالحروب والدمار والقتل والإغتيال والتهجير والحصار الإقتصادي والتجويع، اليوم في مواجهة هذا الباطل، من يقف إلى جانب الحق ومن يتمسك بالحق ومن يقاتل من أجل هذا الحق هم المقاومون لهذا الإحتلال ، هم الرافضون لهذا الكيان الغاصب، من دول وشعوب وحركات مقاومة.
نحن في حزب الله اليوم، في المقاومة الإسلامية في لبنان، في اليوم العاشر من محرم، في يوم الموقف العقائدي الإيماني الراسخ والثابت، نؤكد إلتزامنا القاطع برفض هذا الكيان الغاصب وبعدم الإعتراف به ولو اعترف به كل العالم، لا يمكن أن نعترف بهذا الباطل، الباطل البين الواضح بهذا الظلم وبهذا الإغتصاب وبهذا الإحتلال وبهذا الغزو، وبهذه المصادرة للأراضي ولحقوق شعوبنا ولمقدساتنا، هذا إلتزامنا، وسوف نبقى إلى جانب كل من يقاتل من أجل مواجهة هذا الكيان الغاصب للقدس ولفلسطين وللجولان السوري المحتل ولأرض لبنانية ما زالت تحت الإحتلال، والذي يهدد كل المنطقة.
الموقع الثاني: ليس فلسطين المحتلة وحدها وإنما المنطقة التي نعيش فيها، فيما يرتبط بواقع ومصير شعوبها وحكوماتها ودولها وخيراتها، أيضا هناك صراع حق وباطل، الحق تمثله هذه الشعوب وتمثله الحكومات التي تعبر عن إرادة هذه الشعوب، هذه الشعوب في منطقتنا تريد أن تعيش في دولها وفي مجتمعاتها حرة وكريمة وعزيزة، أن تكون خيراتها لها، أن يكون نفطها لها وغازها لها وماؤها الذي لا يقل قيمة عن النفط والغاز أن يكون لها، أن تكون سيدة قرارها، والباطل الذي تمثله الهيمنة الأميركية والإدارة الأميركية، التي تريد السيطرة والتحكم وفرض الحكومات على الشعوب، وفرض الحلول المذلة لمصلحة العدو الصهيوني، والتي تريد أن تنهب وهي تنهب النفط والغاز، وتسلب المال بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، هي تمثل هذا الباطل الواضح، هذا الباطل الصريح".
اضاف: "عندما ننظر إلى مظاهر هذا العدوان الأميركي على منطقتنا وعلى شعوب منطقتنا وعلى دول منطقتنا، من مظاهر هذا العدوان وهذه الهيمنة ومحاولات الإخضاع، السياسات الأميركية تجاه فلسطين المحتلة وقضية الشعب الفلسطيني، الحرب المفروضة على اليمن منذ ست سنوات، وهذه الحرب بالدرجة الأولى أميركية، السعودي والإماراتي فيها أدوات، أدوات في القتال وأدوات في بذل المال وأدوات في شراء السلاح وتشغيل مصانع السلاح الأميركية، أما القرار الحقيقي هو قرار أميركي، الأميركي اليوم إذا يريد للحرب على اليمن أن تنتهي فإنها اليوم تنتهي، هو الذي يريد لهذه الحرب أن تستمر، وهؤلاء أدوات عند الأميركي، ينفذون رغباته وقراراته، الحصار الظالم على سوريا وقانون قيصر الأخير، والإحتلال الأميركي المباشر لأرض سورية في شرق الفرات، والنهب المباشر لحقول النفط السورية في شرق الفرات من قبل شركات أميركية، الدعم الأميركي لأنظمة التسلط في منطقتنا، وفي مقدمها ما يجري من معاناة كبيرة على شعبنا في البحرين منذ سنوات طويلة، الوقاحة الأميركية في محاولة فرض الهيمنة على العراق، ونهب خيراته وثرواته بعناوين مختلفة، ومن أكبر مظاهر العدوان والطمع والتدخل الأميركي في منطقتنا العدوان المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران منذ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة سماحة الإمام الخميني ( قدس سره الشريف)، حروب مفروضة وعقوبات، حصار وتواطؤ إقليمي ودولي بإدارة وبقرار أميركي، نحن أمام هذا الصراع بين الحق الذي تمثله هذه الشعوب وهذه الحكومات وحركات المقاومة والتي نختصرها بمحور المقاومة، وبين الباطل الامريكي الذي يريد ان يهيمن ويسيطر ويسلب وينهب ويحلب مال وخيرات شعوبنا ويتركها في البطالة والجهل والامية والجوع والمرض والخوف والقلق، لا يسعنا في العاشر من المحرم في يوم كربلاء، الا وأيضا من الموقع العقائدي والايماني الا أن نقول لا نستطيع الا أن نكون الى جانب موقع الحق، الى جانب المقاتلين من أجل الحق والمدافعين عن الحق في منطقتنا في مواجهة هذا الباطل الاميركي وفي هذه المعركة وخلافا لما يحاول البعض أن يشيعه من أرقام كاذبة. نحن كما انتصرنا خلال كل السنوات الماضية وكما انتصرنا في لبنان وانتصرنا في فلسطين وينتصر الصامدون الصابرون في اليمن وانتصرت سوريا وانتصر العراق على داعش على الجماعات التكفيرية التي صنعتها الادارة الاميركية وانتصرت ايران في حربها في صمودها وفي ثباتها، أيضا مستقبل هذا الصراع في موقعه الاول في فلسطين وفي موقعه الاوسع في المنطقة في رأينا هو الانتصار الآتي. المسألة هي مسألة وقت. أحد المؤشرات المهمة لقوة هذا المحور أنه خلال السنوات الماضية واجه حربا كونية في أكثر من بلد وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان وخرج منتصرا ومرفوع الرأس، وهذا هو الذي سيحصل في المستقبل الآتي إن شاء الله".
وتابع: "المسألة الثانية في الوضع الاقليمي في وضع المنطقة، من واجبي أيضا في يوم العاشر من المحرم، يوم النطق بالحق وقول الحق مهما كانت الاثمان باهظة، نحن ندين كل محاولات الاعتراف بإسرائيل من أي دولة صدرت، من أي مجموعة، من أي شخصية، من أي فئة، من أي حزب، من أي نظام، وندين أي شكل من أشكال التطبيع مع هذا العدو.
في هذا السياق، نجدد ادانتنا لموقف المسؤولين في دولة الامارات العربية المتحدة والذين ذهبوا الى هذا الخيار، طبعا انتقلوا كما قلنا سابقا من السر الى العلن، لكن انظروا، للعبرة أيضا، حتى ماء الوجه، الاسرائيلي لم يحفظ لبعض المسؤولين في الامارات، وهذا شاهد جديد للعلو الاسرائيلي في العتو، للاستكبار، للكبرياء. مثلا قال بعض المسؤولين الاماراتين أقدمنا على هذه الخطوة الآن لمنع نتنياهو من ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية الى الكيان الاسرائيلي، هنا لم يصبر الإسرائيلي عليهم حتى ساعات، نتنياهو كذبهم وقال الضم ما زال موجودا على جدول أعمال حكومتي، كذبهم. "طول بالك عليهم يومين تلاثة بس" ليمرروا الكذبة على شعبهم وعلى الشعوب العربية وعلى فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني ويبيعوها لهم ويخرجوا أنهم "عاملين انجاز سياسي عظيم وقابضين ثمن" مقابل هذه الاتفاقية. طبعا أي اتفاقية من هذا النوع ليس لها ثمن مهما كان كبيرا وعظيما، هي خيانة أيا يكن الثمن الذي يحصل عليه في المقابل، فكيف اذا لا يوجد ثمن. هو أهرق ماء وجههم، اذا كان في وجههم ماء بعد، وكذبهم مرة واثنين وثلاثة، وعقد مؤتمرا صحافيا سريعا، وأنزل تغريدات على تويتر".
وأردف: "الموقف الثاني، روج الاماراتيون أن هذا الاتفاق سيفتح الباب وأنه جزء من اتفاق سيفتح الباب أمام حصول دولة الامارات مثلا على طائرات أف 35 وعلى أسلحة نوعية وتكنولوجيا أمريكية عالية، مباشرة خرج نتنياهو وأعلن أن هذا غير صحيح وليس جزءا من الاتفاق، واسرائيل ترفض أن تحصل دولة الامارات على طائرات أف 35، مع العلم أن نتنياهو وأسياد نتنياهو وعبيد نتنياهو يعلمون جيدا أن أف 35 لن تستخدمها الامارات ضد الكيان الاسرائيلي، لكن اسرائيل لا تثق بدولة الامارات ولا بأي دولة في المنطقة ولا بأي شعب في المنطقة، وضمانتها الحقيقية هو تفوقها العسكري الاستراتيجي. هكذا يتعاطى المحتل في مقابل من يزحفون اليه بعنوان السلام وتحت عنوان التطبيع، بل أكثر من ذلك قالوا نحن انتقلنا من الارض في مقابل السلام، الى السلام في مقابل لا شيء، لا شيء على الاطلاق، سوى الذل والعار والمهانة. وانا ذكرت سابقا وأعيد القول إن ما قامت به دولة الامارات هي خدمة مجانية لترامب في أسوأ أيامه السياسية، وهي خدمة مجانية لنتنياهو في أسوأ حياته السياسية. على كل، هذا موقف مدان ويجب أن يدان وسنسأل يوم القيامة عن إدانتنا لهذا الموقف" .
وفي الوضع اللبناني قال: "هناك نقاط عدة أيضا نعرضها بالسرعة اللازمة، النقطة الاولى مسألة الحكومة، نحن نفترض ونأمل إن شاء الله أن يوم غد الذي تنطلق فيه الاستشارات النيابية، أن تتمكن الكتل النيابية في مجلس النواب اللبناني والنواب من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة دستوريا ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. نحن نعلق آمالا كبيرة على ما سيجري أو يجري خلال هذه الساعات، والذي سيترجم إن شاء الله غدا خلال الاستشارات. نحن نحتاج الى حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي والحياتي وإعادة الاعمار وإنجاز الاصلاحات، الاصلاحات هي مطلب وطني وهي مطلب الجميع. نحن نؤيد الذهاب في الاصلاحات الى أبعد مدى ممكن، طبعا بعض المنافقين والكذابين في لبنان يقولون إن حزب الله هو عقبة أمام إجراء الاصلاحات، ونحن إن شاء الله سواء في تسمية رئيس للحكومة أو في تشكيل حكومة، سنكون متعاونين ومساهمين في إخراج البلد من الفراغ الذي كنا نرفضه دائما ونحذر منه دائما.
النقطة الثانية: هناك دعوات دولية من بعض الدول في العالم، الاقليمية وأيضا محلية داخلية في لبنان عنوانها الاستجابة لمطالب الشعب اللبناني والشارع اللبناني، أن الشعب اللبناني عنده مطالب، الشعب اللبناني يريد مجموعة من الاصلاحات، نريد حكومة تعبر عن الشعب اللبناني، تمثل الشعب اللبناني، تعبر عن ارادة الشعب اللبناني. ممتاز، هذه دعوات محقة بلا نقاش أيا تكن الخلفية التي تنطلق منها هذه الدعوات. لكن هي كلام حق، رغبتنا نحن في لبنان كما في كل منطقتنا والعالم، رغبتنا دائما بأن تعبر الحكومة والدولة بكل مؤسساتها عن رغبات شعبنا وتطلعاته وأن تترجمها عمليا وواقعيا، لكن هنا يجب أن نكون محددين وواضحين، هنا توجد مغالطة أساسية، قد يأتي أحد من الخارج أو من الداخل ويضع لوحده أو يفترض مجموعة مطالب، ثم يقول هذه مطالب الشعب اللبناني، يفترض لوحده شكلا من أشكال التمثيل، ثم يقول هذا يمثل الشعب اللبناني. أنا اليوم لاننا نتحدث بمواضيع أساسية أدعو الى معالجة هذه المسألة، بمعنى نحن كلنا متفقون على ان أي دولة، أي حكومة، أي مجلس نيابي، أي قضاء، أي مؤسسة في نظامنا السياسي، يجب أن تستجيب لمطالب الشعب اللبناني وتحقق أمله وأمانيه. حسنا في هاتين النقطتين، في الشعب اللبناني وفي تطلعات ومطالبات الشعب اللبناني، واضح من هو الشعب اللبناني، الا اذا أردنا أن نختلف بتحديد الشعب اللبناني، الشعب اللبناني هو اللبنانيون واللبنانيات الموجودون في لبنان، والموجودون في الخارج، وعددهم، الآن لا توجد احصاءات رسمية، لكن المتداول يقارب خمسة ملايين أو أدنى بقليل بين مقيم ومنتشر ومغترب على اختلاف الاصطلاحات. حسنا، هذا الشعب اللبناني، مطالب الشعب اللبناني كيف نحددها، كيف نعرفها، كيف نكتشفها؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات كما يحاول أن يعتمد البعض الآن، مثلا اذا نزل عدة مئات الى الشارع، في اي منطقة ليس شرطا ساحة الشهداء، في أي مكان في لبنان نزل عدة مئات، يوم واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، واعتصموا وطرحوا مطالب، فهل تصبح هذه مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل عدة الاف وطرحوا مجموعة مطالب تصبح هذه هي مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل بوجه هؤلاء عشرات الآلاف وطرحوا مطالب مختلفة، فيكون هؤلاء يعبرون عن الشعب اللبناني. حسنا، اذا استفزت فئة اخرى من الشعب اللبناني ومقابل عشرات الآلاف خرج مئة ألف أو مئات الآلاف، فهل يكون هؤلاء يعبرون عن مطالب الشعب اللبناني؟ هل نعتمد التظاهرات والحضور في الشارع آلية للتعبير واستكشاف مطالب الشعب اللبناني؟ دعونا نتفق، اذا اتفقنا على هذه الآلية، نتكل على الله ، وحينئذ نستخدم كلنا هذه الالية عن آمال ومطالب وأماني وتطلعات الشعب اللبناني التي يجب على الحكومة والدولة والمجتمع الدولي أيضا أن يحترمها ويعترف بها ويدافع عنها ولا يتنكر لها. حسنا هذه مثلا آلية، طبعا، لا أقترح. هل نعتمد مثلا آلية الاستفتاء، الاستفتاء الشعبي في كثير من الدول الديموقراطية في العالم، اللبنانيون يتحدثون دائما عن سويسرا، وان لبنان سويسرا الشرق، حسنا، هذه سويسرا في القضايا الاساسية تجري استفتاء شعبيا، هل تحبون أن نعتمد هذه الآلية ونجري استفتاء شعبيا على المطالب والأماني والآمال والتطلعات، أو هناك أناس لا يقبلون الاستفتاء الشعبي ومباشرة يحدثونك بالاكثرية العددية وأن لبنان لا يسير بهذه الطريقة وأن لبنان ..، هل تعتمدون مثلا آلية استطلاعات رأي موثوقة وعلمية ومتعددة ومتقاطعة ومضمونة وموضوعية ويبنى عليها؟ هل هناك آليات أخرى؟ أي وسيلة تفضلون نحن حاضرون لمناقشتها، لكن هذا الموضوع يجب أن يتعالج في لبنان لنفهم على بعضنا".
وقال نصر الله: "في لبنان، يجب أن نحدد ماذا يريد شعبنا وما الذي تجب معالجته حتى نقطع الطريق على كل من يفرض مطالب أو آمالا وأماني ويقول إنها مطالب الشعب اللبناني ومطالب شعبية. تريدون أن تعتمدوا الانتخابات النيابية، حسنا، أجرينا انتخابات نيابية وعلى أحسن قانون ممكن أن يركب في الوضع اللبناني، ونسبية، وانفتحت الفرص أمام الجميع، وفاز المجلس النيابي الحالي، وبعد مدة قصيرة وباكرا جدا، خرجت دعوات الى الانتخابات النيابية المبكرة. حسنا ماذا تريدون بالتحديد؟ سؤالي اليوم للقوى السياسية، للمرجعيات الدينية، للنخب القانونية والاعلامية، وللشعب اللبناني كله، سؤال حتى للشعب اللبناني: ما هي الآليات التي تريد أيها الشعب اللبناني أن تعتمدها لتعبر عن تطلعاتك وآمالك ليعرفها الحكام في لبنان، الوزراء والنواب والرؤساء، ليعرفها العالم ودول العالم والمجتمع الدولي. هذه المسألة تحتاج إلى حل، هذه ليست محلولة، لا يستطيع أحد في لبنان بدون استثناء، لا مرجعية دينية تخرج وتقول هذا ما يريده الشعب اللبناني. أنت كيف عرفت؟ يعني أنت قمت باستطلاع رأي، ذهبت وسألت الشعب اللبناني، قمت باستفتاء ؟ لا يستطيع أي زعيم سياسي أن يخرج ويقول هذه هي إرادة الشعب اللبناني، فضلا أن يخرج شخص ما يمكن أنه يمثل نفسه حتى يمكن زوجته أن تكون غير مقتنعة بخياراته السياسية ويفرض على الشعب اللبناني أن هذه خياراته وهذه مطالبه وهذه آماله، لا، حتى نحن كحزب لو أتينا وادعينا أننا وبنتيجة الانتخابات والأرقام والوقائع، نحن أكبر حزب سياسي في لبنان، وأكبر جمهور لحزب موجود في لبنان، وإذا ذهبنا أوسع، الثنائي حزب الله وأمل، وإذا ذهبنا أوسع مع حلفائنا لا نستطيع أن ندعي اننا نعبر عن إرادة كامل الشعب اللبناني، نحن نعبر عن إرادة من نمثلهم. كونوا صادقين وموضوعيين، هذا الموضوع يحتاج إلى علاج حتى نستطيع وضع بلدنا على سكة المعالجة السليمة والصحيحة. وحتى عندما يتحدث عن الحكومة من قال إن الشعب اللبناني مثلا يريد حكومة حيادية، من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة مستقلين، من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة تكنوقراط وأيضا من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة سياسية، أو حكومة تكنو سياسية. لا توجد وسيلة. نعم هناك وسيلة واحدة إذا اعتبرنا الانتخابات تعبر عن رأي الشعب اللبناني والأكثرية النيابية مثلا تطالب بحكومة من نوع معين، يمكننا أن نقول إن هذه الحكومة هي مطلب أغلبية الشعب اللبناني".
وعن دعوة الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان إلى عقد سياسي جديد في لبنان، قال: "سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان، وإن هذا النظام لم يعد قادرا على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته، أود أن أقول اليوم، نحن منفتحون على أي نقاش هادئ في هذا المجال، في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد، لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية، فإذا كان هناك أناس يخافون من أن يحصل نقاش أو الذهاب إلى عقد سياسي جديد يجب أن نحترم هذه المخاوف.
فمن الجيد بعد مئة عام على إنشاء الكيان اللبناني الحالي ودولة لبنان الكبير أن يجلس اللبنانيون ليناقشوا هذا الأمر. لكن لدي ملاحظة في الشكل، وهذه ليست مسألة فقط بالشكل، هي ظاهرها في الشكل لكن مضمونها مشكلة في الثقافة السياسية اللبنانية والعقلية السياسية اللبنانية، لو افترضنا قامت مرجعية دينية لبنانية أو مرجعية سياسية أو أحد الرؤساء الثلاثة أو مجموعة من النواب أو حزب لبناني ودعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد، ما الذي يحصل في البلد؟ يكفر ويخرج عن الوطنية، ويعتبر عميلا، ويخدم مشروعا فلانيا وتركب ويؤخذ لها أبعاد طائفية وأبعاد مذهبية الخ.
أذكر قبل سنوات، أنا لم أتحدث عن عقد سياسي جديد، تحدثت عن مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف، لتطوير عقد سياسي موجود وقائم، ونذكر وقتها ردود الأفعال من بعض الجهات وبعض المرجعيات، وتحدثت لاحقا وقلت له "يا عمي لا تعذبوا حالكم وخلص سحبناها"، بالشكل عندما يأتي هذا الطرح من الخارج، من رئيس أي دولة، طبعا ليس أي رئيس، لو كان مثلا رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران هو الذي دعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد ما الذي كان جرى بالبلد؟ لو كان مثلا رئيس الجمهورية العربية السورية دعا إلى عقد سياسي جديد في البلد ما الذي جرى، وهكذا آخرون، لكن الآن بعض الدول، مصنفة أنها صديقة، وحتى من يختلف معها هو يتعاطى باحترام، مثلنا نحن نتعاطى باحترام. بالشكل هذه تعبر عن مشكلة في الثقافة السياسية اللبنانية والعقلية السياسية اللبنانية، أن يأتي أي رئيس من الخارج، ولو كنا نحترم زيارته ونحترم أفكاره ونحترم مساعيه، ويقول تفضلوا إلى عقد سياسي جديد تجد كل البلد سكت، لم يعترض أحد، ولم يقم أحد قيامته، ولم يتهم أحد أو يأخذ خلفيات معينة وآخر سكت. هذه طبعا مشكلة في الحياة السياسية والعقلية السياسية اللبنانية، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ان هناك أحد جاء من مكان ما في العالم والناس في لبنان حاضرة ألا تعقب سلبا على ما طرحه، وبالتالي يفتح باب نقاش من هذا النوع. في يوم من الأيام يجب أن يفتح هذا النقاش".
انفجار المرفأ
وعن الانفجار في مرفأ بيروت، قال: "نحن نؤكد على المتابعة القضائية الحازمة، وهذا تحدثنا عنه في البدايات، لا يجوز أن تخفت أو تضعف مع الوقت، ويجب على المسؤولين وخصوصا في السلطة القضائية أن يتابعوا هذا الأمر بدون حسابات سياسية وبدون أي مجاملات. دماء الشهداء والجرحى والمفقودين المجهولي المصير وآلام الناس لا يجوز أن تضيع أو تضيع. نؤكد على الاسراع في التعويض على الناس ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وأيضا ندعو الجهات المختصة، هنا، بالتحديد أدعو الجيش اللبناني لأنه هو الذي قام بالتحقيق التقني واستعان بخبراء من الخارج أدعو إلى الاعلان عن نتائج التحقيق التقني والفني، وهنا لا اتحدث عن التحقيق القضائي، من المسؤول، من المدير، من الوزير، من رئيس الدائرة، من المعني، هذا بحث ثان متعلق بالقضاء. لكن من المفترض أن يكون هناك شيء قد أنجز أو في نهاياته، إذا أنجز نتمنى أن يعلن، وإن كان في نهاياته نتمنى أن ينتهي ويعلن. وليتم حسم نقاش وافتراءات موجودة في البلد، نطلب من التحقيق الفني والتقني أن يقول لنا هل كان بهذا العنبر رقم 12 أو بغيره من العنابر أو بكل مرفأ بيروت، هل كان يوجد صواريخ، هل كان يوجد سلاح، هل كان يوجد ذخائر، فليقل ذلك. الآن إعلان هذا الأمر سينهي الكذب، وسيقطع الألسنة المفترية، التي عملت على هذا الموضوع لأيام ومازالت تعمل به بالرغم من وضوح المسألة، لكن هناك إصرار على هذا الموضوع".
أضاف: "وفي موضوع النيترات، لأنه عندما بات معلوما أنه لم يكن هناك لا صواريخ ولا ذخيرة ولا سلاح ولا أي كلام فارغ من هذا النوع، ومعروف من الذي أتى بالنيترات، الآن قلبوا على موجة ثانية، أن هذه النيترات هي لحزب الله، وجاء بها وأدخلها حزب الله، وطلعها حزب الله، وبنك لحزب الله، والسفينة لحزب الله، نفس السالفة السابقة، وذات طريقة الكذب. الآن بكل بساطة يستطيع أي لبناني أو أي أحد من الخليج أن يدفع مالا لصحيفة أجنبية، تنزل مقالا أن هذه معلومات، يأتي بعض اللبنانيين ووسائل إعلامهم وبعضهم يأخذ الصحيفة الفلانية في العالم، وأنها قالت أن هذه النيترات قصتهم كيت وكيت. نحن نتمنى على الجهات المعنية بالتحقيق، على الجيش اللبناني بالتحديد أن يحسم هذه المسألة وأن يعلن النتائج".
وتابع: "طبعا هناك أمر ثان سيترتب وهذا يجب أن نتابعه ونحن سنتابعه، هل من المعقول مثلا أن تخرج محطة تلفزيونية يوما واثنين وثلاثة، الآن رئيس الجمهورية يدافع عن نفسه، التيار الوطني الحر يدافع عن نفسه، الآخرون يدافعون عن أنفسهم، أنا سأتحدث عن المقاومة، تخرج يوما واثنين وثلاثة وأربعة، تصنع مناخا في لحظات عاطفية وانفعالية حساسة، وتقنع شريحة أو تحاول اقناع شريحة أن هذا الانفجار المدمر المدوي المؤلم المحزن، هذا سببه حزب الله وصواريخ حزب الله وسلاح حزب الله؟ تبين أن هذا الكلام ليس له أساس، انتهينا، يعني عفا الله عما مضى، كل واحد يستطيع أن يخرج ويأخذ البلد إلى جو كريه وقبيح بهذا المستوى من التشويه، من التحريض، من الظلم، وانتهى وكأنه لا يوجد شيء، لا، يوجد جهات حكومية يجب أن تتابع الموضوع، صودف ان الحكومة مستقيلة، هناك جهات قضائية يجب ان تتابع الموضوع، وهناك جهات معنية في لبنان يجب ان تتابع هذا الموضوع. والمهم ان يحاسب الناس هذه المحطات الكاذبة، الناس يجب ان يحاسبوا، لأنهم بالنهاية يتأثرون، بعقولهم، قلوبهم، عواطفهم، يبنون على هذه الأكاذيب قناعات خاطئة، ومواقف خاطئة، بالنهاية هذا مصير بلد".
ذكرى التحرير
وتحدث عن "الذكرى السنوية للتحرير الثاني في البقاع بعد التحرير الأول في الجنوب في أيار عام 2000"، فقال: "نتذكر معاناة أهلنا في البقاع، وخصوصا في بعلبك الهرمل، في القرى المحاذية التي كانت تواجه الاعتداءات من قبل الجماعات التكفيرية والمخاطر والتهديدات الدائمة باقتحام هذه القرى وبعض العمليات الانتحارية وبعض العبوات التي تم تفجيرها وبعض العبوات التي تم كشفها، ونستذكر أيضا الاعتداء الصارخ لهذه الجماعات التكفيرية على الجيش اللبناني، على القوى الأمنية، وخطف وقتل ضباط الجيش اللبناني وجنوده والقوى الأمنية والإذلال الذي مارسوه من خلال وسائل الإعلام المتاحة لديهم، هذا كله كان موجودا وعلى مدى سنوات، الرد الحاسم منذ البداية جاء من الأهالي والمقاومة لأن الجيش اللبناني في مواقعه كان يلتزم الدفاع ولكنه لم يقدم على الهجوم لغياب القرار السياسي الذي جاء لاحقا في عملية الجرود. الرد الحاسم والمعركة الحاسمة الأخيرة كانت انتصارا جديدا صنعته معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ودائما نحن نقدم مصداقية لهذا الطرح من خلال انجازات الميدان. التحرير الثاني هو واحدة من انجازات الميدان كما التحرير الأول، واحدة من انجازات الميدان. الصراخ والشكوى والبكاء لم يكن ليحرر جرودنا في البقاع، لم يكن ليهب بلداتنا في قرى بعلبك الهرمل المتنوعة السكان، لأن التركيبة طائفية عندنا بالبلد، والذي حمى، الذي دفع، الذي حرر، الذي حقق هذا الانجاز، الذي جاء بالأمن، هو هذه المعادلة الذهبية، مجددا الجيش والشعب والمقاومة".
أضاف: "في هذه الذكرى، من واجبنا أن نتوجه إلى الشهداء، إلى عوائل الشهداء، إلى الجرحى، إلى المقاتلين جميعا من أبناء المقاومة الاسلامية، المقاتلين في حزب الله، ضباط الجيش اللبناني وجنوده، ضباط الجيش العربي السوري وجنود، وأنا ذكرت أيضا بعض القوات الشعبية السورية التي قاتلت معنا في منطقة القلمون في الناحية الثانية من الجرود. هؤلاء جميعا بذلوا جهودا، دماء، جراحا، تضحيات، شهادة، حتى تمكنا من الوصول إلى هذه النتيجة، وأيضا البيئة الشعبية المتنوعة والحاضنة لهذا الخيار، وبكل بساطة أنا أقول لكم، هناك قيادات سياسية لها قواعد شعبية في الجرود كانت متناقضة مع خيارات قياداتها السياسية، كل البيئة الشعبية في القرى هناك، كانت تطالب بحسم هذه المعركة مع الجماعات التكفيرية، لا ترى فيهم ثوارا، ولا ترى فيهم حركة اصلاح وإنما كانت ترى فيهم مجموعة من الإرهابيين التكفيريين القتلة".
وتابع: "اليوم يجب ان نحذر من جديد، لأن هناك محاولة لإعادة انتاج داعش في العراق يوميا، توجد الآن عمليات أمنية في سوريا، هناك محاولة لإعادة انتاج داعش في شرق الفرات، ولكن على الأكثر في منطقة الجزيرة التي توصل للسخنة وتدمر، الجيش السوري اليوم وحلفاؤه المتنوعون يقاتلون هذه المجموعات التي يتم استيلادها من جديد، وهم في الحقيقة هنا يدافعون عن أمن سوريا وايضا يدفعون عن لبنان وعن حدود لبنان وعن جرود لبنان، ولكن في الجزيرة. لكن للأسف لو تمكن في يوم من الأيام هؤلاء من الوصول مجددا إلى تدمر، بالتأكيد ستكون هذه الجرود وهذه المواقع واحدة من الأماكن التي يتطلعون إليها مجددا. يجب أن نكون حذرين في الحقيقة، وفي عيد التحرير الثاني يجب أن نثمن لكل أولئك الذين يقاتلون اليوم في منطقة الجزيرة في سوريا دفاعا عن سوريا وعن لبنان وعن كل المنطقة".
الوضع الاقتصادي
وتطرق الى الوضع الاقتصادي، فقال: "كل ما تحدثنا عنه سابقا من خيارات واقتراحات لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والحياتي في لبنان، سنتابعه مع الحكومة الجديدة التي نأمل أن تتشكل سريعا. وكل ما أعلناه من الدعوة إلى جهاد زراعي- صناعي وإلى جهود شعبية لمواجهة أي محاولة للتجويع، هناك خطوات بدأت، هناك خطوات ستتابع، يجب أن نواصل هذا العمل، نضع له البرامج ونتعاون على المستوى الوطني، حكومة وشعبا، فهذا تحد كبير أمام الشعب اللبناني".
ذكرى تغييب الصدر
كما تحدث عن "ذكرى اختطاف سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخويه العزيزين سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدرالدين، أعادهم الله جميعا بخير إلى عائلاتهم وإلى وطنهم. هذه ذكرى وطنية جامعة لما كان يمثله الإمام السيد موسى الصدر على المستوى الوطني وعلى المستوى الإسلامي وليس فقط على المستوى الشيعي، وهي قضيتنا جميعا، الإمام الصدر هو إمام المقاومة وهو نهج واضح وبين ورسم لنا جميعا نهجا واضحا وبينا في قضية الصراع مع العدو الصهيوني وفي كيفية التعاطي مع القضايا الوطنية ومع قضايا المنطقة. نحن في ذكرى اختطافه نؤكد أننا جميعا في حزب الله وفي حركة أمل ننتمي إلى هذا الإمام العظيم والكبير، إلى عقله، إلى روحه، إلى فكره، إلى خطه وإلى نهجه. نؤكد في ذكرى تغييبه على أمرين: الأمر الأول، على عمق العلاقة بين حزب الله وحركة أمل والتعاون والتنسيق والتكامل بينهما، هذا برأينا وخلافا لرغبات كثيرين في البلد، هذا في رأينا هو الذي يحقق دائما أهم وأكبر مصلحة للبنان، وهي حماية لبنان من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ويخدم الكثير من المصالح الوطنية".
وقال: "إن بعض الأحداث المؤسفة التي تجري بين شباب هنا وهناك في هذه البلدة أو في ذاك المكان، وإن كان الحمدلله بعض هذه الأحداث تجري بمسافات زمنية متباعدة جدا، يعني الحمدلله لا يوجد شيء متتابع، بفواصل زمنية متباعدة تحصل بعض الأمور المؤسفة، المحزنة، المؤلمة والمرفوضة والمدانة، والتي يجب أن تواجه بوعي من الشباب جميعا، لكنها بالتأكيد وبفعل الثقة والعلاقة المتينة والمتبادلة بين قيادتي حركة أمل وحزب الله، نستطيع أن نتغلب حتى على هذه الأحداث المؤسفة ونتجاوزها بوعي وبمسؤولية وبحزم، ونقطع الطريق على كل الآمال الخائبة التي تراهن على فتن بين الأخوة هنا أو هناك. كما اننا في حزب الله كنا وسنبقى دائما نقف داعمين ومساندين لقيادة حركة أمل وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولعائلة سماحة الإمام السيد موسى الصدر ولعائلات سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدرالدين، يعني لكل العائلات، في كل الخطوات التي اتخذوها أو يمكن أن يتخذوها في متابعة هذه القضية، نحن إلى جانبهم وخلفهم لأنهم هم الذين يحملون المسؤولية وتصدوا لتحمل هذه المسؤولية وهذا أمر طبيعي جدا، نحن إلى جانبهم وكل ما يمكن أن يطلب منا في هذا الصعيد نضع أنفسنا في تصرفهم".
الوضع على الحدود
ثم تناول الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فقال: "منذ عدة أسابيع وفي غارات إسرائيلية على محيط مطار دمشق سقط شهداء من بينهم أخونا المجاهد الشهيد على كامل محسن، نحن ملتزمون بمعادلة ودائما كنا نطبق هذه المعادلة ونحرص عليها وهدفنا ليس الانتقام بمعنى الانتقام، هدفنا أن نعاقب القتلة وأن نثبت ميزان الردع للحماية، هذا المعتمد من العام 2006. حسنا، الإسرائيلي لوحده من دون ان نقول أي كلمة، فقط أصدرنا بيانا وقلنا إن الأخ الشهيد على كامل محسن استشهد نتيجة غارة إسرائيلية على مطار دمشق، فقط قلنا ذلك ولم نقل أي شي آخر، الاسرائيلي لوحده لأنه يعرف تماما وهذا طبعا من انجازات المقاومة، الاسرائيلي يتعاطى باستكبار وعلو وعتو مع أنظمة بكاملها وجيوش بكاملها ولكنه يتعاطى مع المقاومة بطريقة مختلفة، وهذا لم يأت بالكلام والخطابات، هذا جاء نتيجة تاريخ، 38 سنة من التضحيات والجهاد والثبات والانجازات والانتصارات، وأيضا عند الإسرائيلي الخيبات والهزائم والفشل العسكري والأمني. لوحده- مثل ما نقول نختصر الموقف- وقف على اجر ونصف على الحدود من البحر إلى أعالي الجولان، ليس فقط على الحدود اللبنانية، على الحدود اللبنانية وعلى الحدود السورية مع فلسطين المحتلة، وقام بكل الاجراءات التي تعرفونها، أخلى مواقع عسكرية، الآن تذهبون هناك مواقع أصلا مخلاة، وهناك مواقع لم يخلها، لكن الجنود مختبئين، الدوريات ألغاها بالكامل، أو أحيانا يمكن أن يجري دورية بشكل سريع واستثنائي في أماكن إذا شعر أنه ليس هناك حركة للمقاومة، وصار يرسل لنا آليات مسيرة لأن عنده آليات مسيرة الآن، ويضع فيها تماثيل ويلبسهم ثياب جندي اسرائيلي ويضعه لنا في الآلية مثلما فعل السنة الماضية، فيقول إنهم استهدفوا هذه الآلية وبعد ذلك تأتي المروحية والاسعاف ويمددهم على الحمالة، يريد أن يضحك علينا بأنه يا حزب الله ماذا تريدون؟ تقتلون جنديا؟ قتلتم جنديا، تقتلون جنديين؟ قتلتم جنديين، أليس كذلك؟ هذا ما يقوم به الآن".
أضاف: "أمس شاهدتم على شاشات التلفزيون، أتى بروبوت يسير ووضع لنا جنديا لنتوهم أنه جندي وأن هذه فرصة. هذه الاجراءات ما زالت قائمة وموجودة منذ أسابيع، هذا جزء من العقاب، هذا جيش يعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة في مقابل المقاومة في لبنان، نعم أنا أقول لكم واقف على اجر ونصف على الحدود كلها، والقلق موجود في الطرف الآخر، اجراءات ليست فقط على الحدود حتى خلف الحدود، من يدخل إلى المستعمرات، من يخرج، الحواجز، عطل برامج التدريب، عطل برامج المناورات، أتى بمجموعات مدفعية وقوات، استنفر القبة الحديدية بانتظار المقاومة، هو يعرف أن هذه المقاومة عندها مصداقية وعندها جدية. وصار كل شيء يحصل على الحدود مثلما قلنا في البيان "يحسبون كل صيحة عليهم" وإذا شعروا بحركة معينة في نقطة معينة يبدأ بقصف محيط مواقعه في مزارع شبعا، محيط مواقعه بمنقطة المنارة يعني بمواجهة ميس الجبل وعيترون، وبمنطقة القطاع الغربي، هذا يعبر عن حالة الارتباك والقلق والهلع الموجود عند الاسرائيلي، لماذا يقصف أماكن ومن المفترض أن لديه معلومات وعنده سيطرة معلوماتية، المفترض أن يكون منتبها أو عنده معطياته بكل الأحوال".
وتابع: "نحن حتى هذه اللحظة نعتبر ما جرى منذ استشهاد أخينا إلى اليوم، جزءا من العقاب، نحن مقتنعون بذلك. لكن أنا أريد أن أكون أكثر وضوحا، من أجل أن يواكبنا الناس في لبنان ويفهموا علينا وأيضا من أجل الاسرائيلي، نحن لو أردنا أن نقوم برد فقط من أجل المعنويات أو للاستهلاك الإعلامي، كنا قمنا بهذا الموضوع من أول يوم، سأتحدث بالتفاصيل، يعني بكل بساطة مواقع بمزارع شبعا وحتى مواقع على الحدود، نحن بالنسبة لنا هذا الموضوع انتهى، بمرحلة من المراحل كنا نميز نقول مزارع شبعا وهناك الحدود، مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة من المفترض أن لا يناقشنا أحد بحقنا في المقاومة، لكن عندما يعتدي الاسرائيلي لا يعود هناك فرق بين مزارع شبعا وبين الحدود الدولية، هذا أنهيناه المرة الماضية. حسنا، بكل بساطة كان شباب المقاومة يستطيعون أن يختاروا موقعا عسكريا ويرمون مجموعة من الصواريخ ويصيبوا دشمهم ويصيبوا تجهيزاتهم ونصورها في الإعلام وننشرها في كل وسائل الإعلام والله أكبر، وردينا على استشهاد أخينا وطبعا لا يقتل جندي ولا يجرح جندي ولا شيء، ويمكن الإسرائيلي أيضا مثل ما قالوا بقصة مزارع شبعا أنهم يضعوا لنا السلم حتى ننزل عن رأس الشجرة، يمكن مثل ما فعل وقت ثكنة أفيفيم أنه يأتي بمروحيات ويأتي بحمالات مثل ما قلنا ويأتي بأناس ليظهروا أنهم جرحى وينتهي الموضوع. نحن لم يكن هذا هدفنا، نحن لا نسعى لإعلام ولا إلى ردود معنوية محضة، ولا الى استهلاك إعلامي على الإطلاق".
وقال: "هناك معادلة نريد أن نثبتها، سأكون صريحا اليوم أكثر من أي وقت مضى بهذه المعادلة، فليفهم الإسرائيلي، عندما تقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودكم، انتهى، هذه هي المعادلة، وليس تقتل واحد منا فنقوم نحن بقصف موقع وتلال ودشم وتجهيزات حديد وتنك، لديه أموال الدنيا يعوضهم، ليس هذا الذي يعمل معادلة ردع مع الإسرائيلي، وهو يعرف- أنا أول مرة أتكلم بهذه الصراحة- لكن هو يعرف من خلال مراقبته لأدائنا خلال الأسابيع الماضية أننا لا نبحث عن آلية نضربها، أخرج لنا آليات وكنا نعرف أن هذه آليات مسيرة لكننا لم نستهدفها، وكنا نستطيع أن نضربها، وهو يعلم ذلك أننا لا نبحث عن إنجاز إعلامي أو صورة وهو يعلم أننا نبحث عن جندي لنقتله، وهو يخبئ كل جنوده، مثل الفئران مختبئين، هذه نقطة قوة للمقاومة خلال أسابيع، هذه ليست نقطة ضعف، هذا ليس فشلا، الدقة هي أن المقاومة ليست آتية لتفريغ غضبها ولا تسعى للقيام بعمل إستهلاكي، المقاومة جدية في إنجاز هذه المهمة، الإسرائيلي يتمنى أن يحدث أي شيء لينتهوا، حتى يعود الوضع طبيعيا لديه في شمال فلسطين المحتلة، نحن بالنسبة لنا الموضوع ليس هكذا، حتى خلال الحادثة الأخيرة قبل أيام عندما أكثر من القنابل المضيئة وضرب قنابل فسفورية وقام بإحراق أماكن وللأسف الشديد أصابت بعض القذائف بعض البيوت، وضرب أيضا أهدافا لها علاقة بمؤسسة زراعية "اسمها أخضر بلا حدود"، لكن الحمد لله لم يصاب أحد بكل القصف، ولم يستشهد أحد، اقتصرت الأضرار على الماديات، نحن لم نذهب إلى الاشتباك الناري، الى التراشق الناري، بكل صراحة لأن هذا ما كان يبتغيه الإسرائيلي، وأن هذا ما يقتصر عليه الموضوع، قصفوا جبهتنا وقمنا بالرد وحرقوا لنا بعض الأشجار ونحن قمنا بنفس الأمر وانتهى الأمر، نحن نشعر أن في هذا الشكل يضيع دم شهيدنا وتضيع معادلة الردع، ما فعله الاسرائيلي قبل أيام، وقبل أسابيع عندما أصابت قذيفة صح بالخطأ منزلا في الهبارية، هذا كله مسجل في الحساب وهذا حسابه آت، بالنسبة لنا هذا قرار قاطع وحاسم، المسألة هي مسألة الميدان، والمسألة هي مسألة الوقت، نحن حقيقة غير مستعجلين ولا حارقين أعصابنا، في نهاية المطاف، كم ستمكثون في جحوركم مختبئين؟ كم؟ أسبوع، أسبوعان، شهر، اثنان، ثلاثة، مهما كانت المدة، لا الوقت يشكل ضاغط علينا ولا يضغطنا أحد بموضوع الوقت، في نهاية المطاف ستخرجون الى الطريق وسنلاقيكم، وسنثبت هذه المعادلة، وكل تهديدات ناتنياهو وغينيتس ورئيس الأركان كوخافي تهديدات لا يمكن أن تثنينا عن تثبيت انجاز صبغ بدماء آلاف الشهداء".
كورونا
وعن فيروس كورونا المستجد، قال: "العدد في لبنان يزداد للأسف الشديد، كل يوم العدد يكون غالبا فوق الـ 650، قرارات الإقفال لا تنفذ، طبعا حكومة مستقيلة، تكون ظروفها صعبة، حتى لو تشكلت حكومة جديدة، لا أعرف إلى أي مدى نكون قادرين وجديين في معالجة هذا الأمر، من جهة ثانية الإقفال أمر صعب، بالنهاية يحتجون، المحال التجارية وأصحاب المطاعم وأصحاب الفنادق، الناس بحاجة إلى أن تذهب إلى أشغالها، لذلك يوجد طريقة والتي هي معتمدة اليوم في العالم ولكن هي بحاجة إلى إلتزام، لا نذهب إلى إقفال ولا شيء، وتظل العالم تعمل، وتظل العالم تحصل على أرزاقها، لكن اليوم بكل الكرة الأرضية يوجد كلمتان وهي تباعد وتباعد، هل نستطيع أن نطبق التباعد أو لا نستطيع؟ نستطيع أن نلبس كمامة أو لا نستطيع؟ حسنا، تباعد وكمامة، أحد الأطباء العارفين يقول: الكمامة والكمامة والكمامة، على كل حال، الى الان، لم تظهر نتيجة اللقاح، هذا الوضع قد يستمر لشهور وسنوات، ماذا نفعل؟ اليوم المستشفيات في لبنان، اليوم كان بعض المدراء والمسؤولين يقولون إنتهى لم تعد لدينا القدرة على الإستقبال، عدد الوفيات يزداد كل يوم، يعني هل نحن بحاجة الى أن تحصل مصيبة لكي تستيقظ الناس؟ لماذا لا يحصل إلتزام؟ هل يمكننا أن نتزوج من غير عرس؟ نعم نستطيع، هل يمكننا أن نعزي بعضنا عبر الهاتف ومواقع التواصل؟ نعم نستطيع، حسنا، أعز أمر علينا هذه السنة والله شهر رمضان قضيناه ملتزمين، أعز علينا هذه الأيام ليالي عاشوراء وهذا اليوم قضيناه ملتزمين، حسنا، هل يمكننا أن نلتزم بمناسبات أخرى؟ في سلوكنا وحياتنا؟ يمكننا ذلك، اليوم هذه مسؤولية كبيرة جدا، أعيد وأكرر هذا الذي له علاقة بالدين والآخرة وبالسؤال يوم القيامة، هذا واجب شرعي، واجب ديني، ليس أن هذا مستحب، وتركه مكروه، هذا واجب ديني يعني التخلف عنه معصية، سيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، إذا نريد أن نتكلم من منطلق ديني، من منطلق إنساني وأخلاقي ومن منطلق مسؤوليتنا تجاه عوائلنا وتجاه الآخرين، بكل الناس حولنا، هذا الموضوع يجب أن نجد له حلا، ما الذي يمكننا أن نفعله؟ نقول مثلا، نتوسل إليكم، نرجوكم، نقبل أيديكم أيها الناس، من أجل سلامتكم ومن أجل سلامة البلد ومن أجل سلامة كل المقيمين في هذا البلد، نريد إحساسا مختلفا بالمسؤولية".
أضاف: "أريد أن أخص، طالما أننا نتكلم في اليوم العاشر، ننهي من بوابة الحسين عليه السلام، نحن كلنا تألمنا أنه السنة لم نستطع أن نحضر مجالس، ولم نجتمع بالمجالس، يجب من الان أن نلتزم بإجراءات الكورونا لكي نستطيع أن نتخلص من هذا الوباء ونحاصره في لبنان ونستطيع السنة القادمة أن نقيم المجالس، إذا كان هناك وباء يكون أداؤنا بالإلتزام بالتدابير سهل وتحت السيطرة، ما هي البوابة التي يمكننا أن ندخل بها على الناس لكي نقول لهم يا أهلنا ويا أحباءنا ويا ناسنا الله يخليكم التبعاد الإجتماعي والكمامة، التباعد الإجتماعي والكمامة والتعقيم، أسال الله سبحانه وتعالى أن يسلم الجميع ويعافيهم".
وختم نصرالله: "في يوم عاشوراء، في يوم عاشر الحسين عليه السلام، نحن نجدد إلتزامنا وبيعتنا لإمامنا بمواصلة هذا الطريق، سوف نبقى نقول له مهما إمتد الزمن لبيك يا حسين، مهما تعاظمت التضحيات، لبيك يا حسين، بدمائنا بدموعنا بأشلائنا بأهاتنا، بصبرنا، بمظلوميتنا، بغربتنا، بآمالنا وآلمنا، سوف تبقى صرختنا لبيك يا حسين، لم يستطيع أي يزيد في هذا العالم أن يحول بيننا وبين الحسين وبين الحق الذي أستشهد من أجله الحسين وبين الحضور في ساحات الجهاد من أجل هذا الحق الذي دعانا الحسين من أجل القيام لأجله، لن يستطيع أحد على الإطلاق، سوف نبقى حسينيين كربلائيين عاشورائيين نحمل هذا الفكر وهذه الثقافة وهذا الوفاء والإخلاص وهذا الإستعداد الدائم للتضحية، بالأنفس والأموال والاولاد والأعزة من أجل الحق الذي نؤمن به".