تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " فادي غانم "
ما إن أدار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهره وغادر بيروت، حتى عاد المسؤولون اللبنانيون إلى حساباتهم الضيقة، ومحاولتهم الوضيعة في تحقيق مكاسب صغيرة، وتسجيل النقاط على بعضهم البعض .
البلد ينهار يوماً بعد يوم، أمّا قادة البلاد فما زالوا يختلفون على الحصص الحزبية، التي يقتنصونها باسم الطوائف المخطوفة، ومزاعم الحفاظ على حقوقها المرتهنة لديهم .
فلا اتفاق على اسم رئيس الحكومة، ولا على الحصص الوزارية، ولا استشارات نيابية، ولا وقف للهدر، ولا اصلاح، ولا كهرباء، ولا القضاء المهترئ يحاسب، ولا تدقيق مالي وجنائي، ولا كابيتال كونترول، وما زالت المصارف والصرافون فوق أي قوانين أو تعاميم ورقية لحاكم المركزي، يعجز عن فرض تطبيقها، واصبحت بلا معنى أو مفعول.
خاب أمل الرئيس الفرنسي ماكرون العائد إلى لبنان بعد أيام قليلة، ليجد المسؤولين الذين جمعهم على طاولة مستديرة في قصر الصنوبر، واعداً إياهم بالمساعدة في إنقاذ لبنان من أزمته الأقتصادية، ليجدهم على حالهم من الإستهتار بمصالح الوطن والشعب، وجل همهم تعويم أنفسهم وتلميع صورتهم المهشمة، وبعض الأسماء التي تدهور حالها إلى الحضيض في الشارع، ويسعون للعودة ليُتحفوا الناس بأسمائهم الرنانة الطنانة، في حكومة ربطات العنق الفاخرة، والمواكب الفضفاضة، التي تجوب الشوارع فوق أشلاء المواطنين.
عذراً إيمانويل ماكرون !!!
فيبدوا أنك أخطأت العنوان والهدف، باجتماعك بهذه الزمرة الفاسدة من حكام لبنان، الذين نكثوا بوعودهم لك حتى قبل أن يغادروا قصر الصنوبر، وفعلوا ما اعتادوا أن يفعلوه دائماً مع هذا الشعب الطيب، من حيل المراوغة والخداع والوعود الزائفة.
إرحلوا ! إرحلوا ! إرحلوا !
نعم إرحلوا وافسحوا المجال أمام رجال شجعان مخلصين راغبين في العمل وقادرين على إنقاذ لبنان.
إرحلوا غير مأسوف عليكم !!!
لم يعد لنا أمل بكم، ولا بوعودكم بالحفاظ على الوطن، ولا نصدّق تفاهتكم وادعاءاتكم بالحفاظ على حقوق الطوائف، وأنتم صادرتم وتصادرون الوطن لتملأوا جيوبكم من ودائع الناس المسروقة في مغاور البنوك التي تختبؤن خلفها .
إرحلوا! قالها لكم الشعب ونكررها اليوم،
إرحلوا قبل أن يجرفكم صوت الحق الطالع من حناجر الفقراء، فقراء لبنان. أو بالأصح هؤلاء اللبنانيين الذين سرقتوا أموالهم وجعلتوهم فقراء.
إرحلوا نكررها اليوم، وسيقولها لكم غداً ماكرون العائد إلى بيروت، بعد أن يتكشّف له رياؤكم وزيف ادعائكم تمثيل هذا الشعب ومصالحه.