تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بعد أسبوعين من الانتظار واللوعة وحرقة القلب، استقبلت بلدة قرطبا شهداءها الثلاثة، أبطال فوج إطفاء بيروت، الرقيب شربل حتي والاطفائيين نجيب حتي وشربل كرم الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت إثناء قيامهم ورفاقهم السبعة بواجب إطفاء النار المشتعلة في العنبر 12. ووصلت الجثامين الثلاثة الى ساحة بلدة قرطبا، حيث تم انزال النعوش المغطاة بالعلم اللبناني وحملها على الاكتاف الى كنيسة السيدة في البلدة، على وقع الاسهم النارية ونثر الورود والارز، حيث أقيمت الصلاة لراحة انفسهم في الرابعة بعد الظهر، ترأسها راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون.
وقال المطران عون في وداع شهداء قرطبا: "ليس فقط قرطبا تبكي شهداءها إنما كل اللبنانيين، لأن شربل حتي ونجيب حتي وشربل كرم ماتوا مع رفاق لهم وكثر من الضحايا وهم يقومون بواجباتهم ولكن في الوقت نفسه ماتوا نتيجة الاهمال وعدم الاهتمام بالانسان وعدم تحمل المسؤولة وبالمطلق نتيجة الفساد وكلنا مدعوّون لمحاربته في وطننا".
وكان ذوو الشهداء الثلاثة الذين تجمعهم صلة الدم والروابط العائلية وصلوا في الصباح الباكر الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي لمرافقة أبنائهم في طريق عودتهم في سيارات إسعاف فوج إطفاء بيروت من مهمتهم الأخيرة الى مثواهم الأخير في مسقط رأسهم قرطبا، معرجين في محطة أولى على مركز فوج الإطفاء في الكرنتينا حيث تلقفهم رفاق الواجب حاملين نعوشهم على الأكف.
وتقدمت النعوش الثلاثة التي لفت بالعلم اللبناني تسعة أكاليل من الزهر قدمت للشهداء من قبل قيادة فوج بيروت، ضباطا ورقباء وعناصر إطفاء وإسعاف، ومن محافظ بيروت القاضي مروان عبود، فيما علا التصفيق وصدحت أصوات الأسهم النارية وأبواق الآليات تحية الى الشهداء الأبطال من الرفاق الذين اصطفوا في جانبي الباحة التي زينت بصورهم.
وتخللت يوم عرس الشهداء محطات تكريمية في جونية، نهر ابرهيم، فتري، عين الدلبة، علمات، مدخل قرطبا، حجرتا، ساحة قرطبا، حارة التحتا- الشميس ومنها سيرا على الأقدام باتجاه كنيسة سيدة الحرزمانية حيث ستقام الذبيحة الإلهية لراحة أنفس الشهداء.
إشارة الى أن شربل كرم تطوع في الفوج في العام 2008 ورقي الى درجة رقيب أول بعد استشهاده، أما الإطفائيان شربل ونجيب حتي فتطوعا في الفوج في 2018 ورقيا الى رتبة عريف بعد استشهادهما، ولا يزال البحث جاريا عن جثة الشهيد العاشر الإطفائي جو بو صعب، التي يرجح أنها لا تزال تحت الأنقاض.
المركزية