تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما جاءت هذه الحكومة وعدت بأنها سترفع الكابوس. اليوم، أصبحت الحكومة هي الكابوس. فمن يرفعها عن كاهل هذا الشعبِ الصابرِ المقهورِ؟
فيا ليتَها ما وُلِدت حكومة الكابوس، ويا ليتَ رئيسها بقي في موقعه الأكاديمي، في الجامعة الأميركية، ولم يلتصق بالسراي الحكومي.
على الأقل، كان الضررُ سيبقى محصوراً وقابلاً للمعالجة!
***
لقد أتحَفْتَنا يا دولة الرئيس، خلال ستةِ أيامٍ، بما لم تُتْحِفْنا به خلال ستةِ أشهرٍ!
أنت بلغتَ الذروة في أسطوانة النقّ ورمي الكرة على الآخرين والشكوى من مؤامرة تستهدف الحكومة وتمسّ بشخصكم الكريم!
وفي كل يومٍ ترفعون الشكوى: يتآمرون علينا ويمنعوننا من أداء دورنا...
فهل فعلاً يتآمر عليك الصديق الفرنسي لودريان، الذي جاء يحاول إنقاذ البلد وغادر يائساً؟
وعندما غرّدتَ على "تويتر" عن مؤامراتٍ تتعرضون لها… هل سارعتَ إلى حَذفِ التغريدة ندماً؟أنتم رئيسُ الحكومةِ ولا يجب ان تتراجعوا.
باختصارٍ، يا دولة الرئيس، لو تخرجون لحظةً من عقدة الاضطهاد والشعور بالعظمة، وتستمعون إلى الشعب، لربما أوقفتم النقّ وبدأتم العمل الجدي!
***
أيّ نوعٍ من الفضائحِ تنتظرون بعد؟
ماذا تقولون ردّاً على ما قاله نائب ووزير سابق ومستشار لرئيس الجمهورية، أي من صلب الفريق الحاكم، في مسألة المساعدات الخاصة بـ"الكورونا"؟
فمعالي الوزير الصديق النائب الياس بو صعب شكّك في مصير أموال "كورونا" المرسلة إلى لبنان، وبينها على الأقل 25 مليون دولار جاءت من ألمانيا، فأين هي؟ والأنكى، كما يقول، هو أن "لا مراكز تمّ تجهيزها كما وعدت الحكومة".
فما هي الحقيقةُ يا دولة الرئيسِ؟ رجاءً ان تغردوا على التويتر دون الحذفِ لاحقاً؟
ولكن، عندنا، هناك طريقةٌ ثالثةٌ للتعاطي مع الفضائح، هي الإهمالُ: عندما يتحدث أحدٌ عن فضيحةٍ، ولو كانت خطرةً، لا تردّوا عليه. غداً ينسى الناس ما قيل، وينشغلون بمسائل أو فضائح أخرى.
***
في العلن، كثيرٌ هو الكلام على أن أهل السلطة تراخوا في تدابير "الكورونا"، قصداً، لأنهم يريدون الدولارات الآتية إلى لبنان في الـــ high season.
ولكن، في الهمسِ، هناك من يسأل: هل تراخوا وتركوها تتصاعد حتى مستوى معين، لتبرير المطالبة بدولاراتٍ أخرى من المؤسساتِ والجهاتِ المانحة؟
وهل صحيحٌ أن بعضها يذهب إلى "الكورونا" وبعضها إلى "كوروناتٍ" أخرى؟
نحن لا نعرفُ الحقائق في هذه المسألة، ولكن، أليس هذا ما يوحي به كلام بو صعب الجريء والصريح؟
وإذا لم يكن صحيحاً، نرجوكم، ان تُعلموا الرأي العام بالحقيقة، فكفاناً غموضاً!
***
هذه الحكومةُ جاءت إلى البلد للإصلاح، فبدلاً من "تكحيلها" تسبّبت بعماها!
كانت هناك ساعاتٌ من التقنين، فصرنا في لحظاتٍ قصيرةٍ من الكهرباء، وحتى المولدات انطفأت!
كنا بأزمةِ محروقاتٍ مضبوطةٍ، فصرنا اليوم أمام فقدان المحروقات وتحرير الأسعار لتحلّق بشكلٍ جنوني…
وكنا نحصلُ على بضعِ مئاتٍ من الدولارات الحقيقية من المصارف، فصرنا اليوم بلا دولارات… ولا حتى ليرات.
وكنا بدولار الألفين أو الثلاثة فصرنا بدولار السبعةِ والثمانيةِ والعشرة الآف… إذا وُجِد..
***
بصراحةٍ نسألكم: "هل بَعدْكُن مطوّلين هنا"؟
إذا كان جوابكم نعم، فنحن نقول لكم:
الناسُ ما عادوا يتحملون "برغشةً" تحومُ حولهم.
والأكيدُ أن الناس لن يرحلوا لأن البلد بلدُهم والأرضُ أرضهم والمستقبلُ لهم.
والمعنى في قلبِ الشاعر.