تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "المشكلة ليست في السلطة بل بناسها وبيئتها وشعبها ومجتمعها وطريقة أغلبيتها في الحكم، لأن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، و"كيفما تكونوا يولى عليكم"، وكل سلطة تعكس حقيقة الشعب الذي ينتخبها أو يسكت عنها، كما هو حالنا في لبنان، إلا أن وضع لبنان مدول، والقوى الدولية تتعامل معه كخط تماس مشتعل على طريقة المحاور، وتستعمل لتحقيق مصالحها كل إمكانياتها المالية والنقدية والاقتصادية والسياسية المشبوهة وغيرها، والتي تمكنها من هندسة الانتقام من لبنان، بخلفية مصالح وأولويات وخيار. رغم أن هذا الخيار دفع البلد نحو الهاوية، وتركه بين أنياب الإسرائيلي، وحشد عليه أكبر حملة تكفيرية".
وقال قبلان في رسالة الجمعة لهذا الأسبوع التي ألقاها عبر أثير الإذاعة اللبنانية من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري "أما على المستوى الداخلي، ولأننا نعيش أكبر استحقاقات البلد، وسط جوع زاحف، وخلافات ملتهبة، وحرب اقتصادية نقدية، واحتكار وسخ للأسواق والأسعار، وأزمة إقليمية محلية، أحب ان اؤكد أن "لبنان بلد مستقل، ويجب أن يبقى مستقلا ما أمكنه ذلك، وعلى الحكومة وهذا أمر بديهي أن تؤمن مصالح البلد، سواء كانت في الشرق أم في الغرب، بخلفية مبدأ لا هيمنة ولا وصاية لأحد، ولا خطوط حمراء، وضمن حقيقة أن الحليف أو الصديق هو من ينجد لبنان لا من يحاصره أو يتفرج عليه، والمعادلة الآن مع الكارثة التي تأكل لبنان هي: نعم لكل دولة تنجد لبنان وتنقذ لبنان، وهذا يعني، نعم للصين نعم لإيران والعراق وكل دولة لا تريد ترك لبنان في مهب الرياح، لأن الميزان مصالح لبنان، وليس سكين أو سيف "سايكس بيكو" أو التبعيات الشبيهة في هذا الزمن".
وشدد قبلان على ضرورة "الدفاع عن مصالح لبنان، على قاعدة الانحياز لحق لبنان ومصالحه أينما كانت، والوقوف في وجه كل عدوان اقتصادي أو سياسي أو مالي وغيره من أنواع الحصار والاستنزاف والإخضاع والتركيع، وهو ما ندينه بشدة في موضوع الحياد، لأن الحياد بين مشروع يحاصر لبنان، ومشروع يريد إنقاذ لبنان، هو غير مقبول. فقصة لبنان بلد دعم محايد، وليس بلد مواجهة حسب مقررات العرب التاريخية، لم يمنع تل أبيب من احتلال بيروت، ولم يدفع العرب لإخراج إسرائيل من لبنان، بل أكثرهم وقف متفرجا على دمار بيروت وتهجير سكان الجنوب وغيرهم، ولتتأكد حقيقة أن من حرر لبنان هو العمل المقاوم كخيار منحاز لحق لبنان وسيادته، وليس الحياد الذي صلب لبنان في مجلس الأمن طيلة احتلال إسرائيل للبنان وما زال يسلب حقوقه المائية والنفطية"، لافتا إلى أن "المشروع الإنقاذي للبنان يعني أن ننحاز لحق لبنان ومصالحه، حتى لو كانت في الصين، مقابل الحياد القاتل. وبالتالي رفض الحصار، وكافة أنواع العدوان الصامت، وأخذ موقف من كل دولة لها مصالح في البلد، وهي قادرة على المساعدة ولا تفعل لحسابات سياسية، كما هي حال الغرب وأكثر العرب. ومن يدعي ضرورة الحفاظ على العلاقة معه دون خيار الشرق هو جزء رئيسي من أزمة سقوط لبنان".
وقال المفتي قبلان: "علينا المبادرة سريعا، لأن البلد يحتضر، ونحن بدورنا نرحب بأي دعم غربي أو شرقي للبنان دون أي حسابات سياسية، رغم تحفظنا على تجربة الغرب المخيبة، لكننا لن نتراجع عن خيار الإنقاذ الشرقي، لأن البلد يهوي أكثر نحو القعر، وقصة أموال سيدر ومحادثات صندوق النقد الدولي وتجميد المساعدات انتظارا للإصلاحات وإنذارات المدد وقصة الوعود الوردية، فيما البلد يكاد ينفجر من الداخل، لا تختلف كثيرا عن العروض الأميركية بالإنقاذ الأسود، مقابل تجنيس النازحين وتوطين اللاجئين واللعب بهوية السلطة، يوجب علينا شد الأحزمة والتوجه لأي مكان لتأمين مصالح لبنان، لأن انتظار الدعم أو المساعدات من الغرب ليس أكثر من لعبة الغرب في ليبيا وسوريا واليمن وتمزيق السودان واقتطاع سيناء ومنع ماء مصر والسودان"، مكررا تأكيده "أننا لا نريد أن نعادي الغرب، لكن على الغرب ألا يعادينا أو يدوس على مصالحنا، ولن نقبل أن نخسر بالحصار ما ربحناه بالتحرير، ونحن نملك قوة وإمكانيات إن شاء الله تعالى".