تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، احتفاليات عيد القديس شربل، حيث ترأس القداس الاحتفالي، بعد مسيرة أبو دقوشتو، التي انطلقت من بلدة حدشيت، ولاقتها مسيرة أخرى آتية من بلدة حصرون، والتقت المسيرتان في بلدة بقرقاشا، وتوجهتا صعودا إلى دير مار حوشب في بلدة بقاعكفرا، حيث ترأس الراعي القداس، يعاونه المطران جوزيف نفاع ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، نائبي بشري ستريدا جعجع وجوزيف إسحق، محافظ الشمال رمزي نهرا، قائمقام بشري ربى الشفشق، رؤساء بلديات، مخاتير، قادة أمنيين وعسكريين، قضاة، وممثلي جمعيات وأخويات وحركات رسولية في المنطقة، ممثلي مركز "القوات" في بقاعكفرا وحشد من الأهالي والمؤمنين.
في بداية القداس، ألقى الخوري ميلاد مخلوف كلمة، حيا فيها "البطريرك الراعي من أعلى قرية في لبنان والشرق الأوسط، حامل إرث الشهادة من البطريركين حجولا والحدشيتي، ووريث بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق مار يوحنا مارون، ووريث بطل الاستقلال البطريرك الحويك، ووريث بطل الفقرا الدكتور أنطون بطرس عريضة، ووريث بطل المقاومة والثبات البطريرك نصرالله صفير"، معتبرا أن "البطريرك الراعي، بطل الحياد الإيجابي، وكلمة الحق كحد السيف"، شاكرا له "رعايته ومباركته العيد"، مؤكدا أن "بقاعكفرا كانت وستبقى أمينة لأمها الكنيسة".
الراعي
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، بعنوان "حينئذ يتلألأ كالشمس في ملكوت أبيه"، تحدث فيها عن "حياة القديس شربل ابن بقاعكفرا، ومسيرة القداسة من هذه الأرض، إلى دير عنايا، وإلى العالم أجمع، بفضائله الرهبانية والإنسانية والمسيحية، لأن الله زرعه زرعا شديدا في تربة بقاعكفرا، ثم في حقل الرهبانية المارونية الجليلة، وفي رحاب كنيستنا المارونية، فحافظ على طبيعته كزرع جيد للملكوت، من دون أن تتسبب هويته بالخطيئة والشر، ونحن اليوم، نستشفعه من أرضه، كي يمنحنا الله بشفاعته نعمة الأمان".
وقال: "يسعدنا أن نحتفل بعيد القديس شربل، وأن نرفع أنظارنا إليه، من المكان الذي كان ينظر منه إلى الله، وكان يخشع ويصلي ويعيش جمال إيمانه المسيحي، حتى لقب هنا في سن الشباب بالقديس، وعلى قمة عنايا، في محبسة، عاش فيها 23 سنة، بالتقشف والمحبة الكاملتين، ومن تلك القمة، كان يحمل في قلبه كل اللبنانيين، وبات قديسا عالميا، يتلألأ كالشمس في الملكوت السماوي".
أضاف: "يعلمنا القديس شربل، أن نكون زرعا جيدا، لا يطغى عليه زؤان الشر، كلبنانيين أولا، ومسيحيين ومسلمين، على مختلف طوائفنا ومذاهبنا وعروقنا وانتماءاتنا، ولنكون زرعا جيدا، يميز وحدتنا وعطاءاتنا، فالقديس شربل، لم يرد شيئا لنفسه، بل للآخرين، ويحمل جميع الناس في سر الله، كلنا نمر ونزول، ولكن القديس شربل يتغلغل اسمه سنة بعد سنة، عبر التاريخ، لأنه زرع جيد، أراده في حقل هذا العالم، وهذا ما يريده من كل إنسان، رجاؤنا في لبنان، أن القديس شربل، لن يتركه، لأنه ابن هذا الوطن، الذي أحبه".
وتابع: "نتكلم في هذه الأيام عن نظام الحياد الناشط والتفاعل، فالبعض فهمه على حقيقته، والبعض الآخر لم يفهم معناه، ومن هنا أقول: انظروا إلى مار شربل، لقد عاش الحياد بكل المفاهيم، لم يعاد، أو يخاصم، أو يبتعد عن أحد، عاش الحياد، خدمة لكل الناس، متفانيا، ونقول إن لبنان مدعو بحكم طبيعته، وبحكم تنوعه الديني والثقافي والاجتماعي والحضاري، أن يكون حياديا، لكي يكون هذا الوطن، في خدمة هذه الشعوب، فالموضوع ليس موضوعا سياسيا ولا طائفيا ولا حزبيا ولا فئويا، الموضوع في الأساس موضوع روحي وأخلاقي، يصدر من أعماق الإنسان، ومن أعماق طبيعتنا اللبنانية، نحن نصلي إلى الرب بشفاعة القديس شربل، كي يدرك اللبنانيون أن سعادتهم وخلاهم هو نظام الحياد الناشط والفاعل، بالمعنى الذي شرحته، ومثلنا في القديس شربل، وهذا جمال لبنان، أن يكون صديق كل الشعوب وكل الدول وجسرا عطاء".
وإذ سأل: "لماذا يحب العالم لبنان واللبنانيين"، قال: "لأنه بلد معطاء وشعبه مضياف وسخي وهذه ميزة الحياد، لذلك نصلي كي نكون على مثال مار شربل، نعيش الحياد على مستوى الوطن، وعلى مستوى حياتنا الوطنية، كي يكون لبنان، كما دائما، بلدا منفتحا على الجميع، معطاء وسخيا، يعزز السلام والاستقرار والإخوة والعدالة وكرامة الإنسان".
وختم "نصلي من على هذا المذبح، كي يدرك اللبنانيون معنى الحياد، الذي فيه رسالتهم ونموذجهم في العيش، ونسأل القديس شربل، أن يفيض النعم على هذه البلدة، وعلى أهلها، وعلى كنيستنا والعالم أجمع، وليساعدنا لنعود إلى بيوتنا، حاملين شعلة الرجاء والأمل والفرح".
وكانت رعية بقاعكفرا، قد نظمت احتفالاتها الدينية والقداديس واللقاءات الروحية والاجتماعية والترانيم، بعيد ابنها القديس شربل، في تسعائية، قصدها في اليوم الأول الأب صليبا القزح مع الفريق الروحي، وبعدما شاركوا في التنشئة الروحية، مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، قصدوا البلدة، حيث ترأس القزح قداسا، بمعاونة كاهن الرعية الخوري ميلاد مخلوف، وألقى عظة شرح فيها "كيف نكون قديسين على مثال القديس شربل"، متحدثا عن "حياة التواضع والعفة والفقر والطاعة، التي أوصلته إلى الملكوت السماوي، فرفع اسم بلدته وبلده إلى أعلى المراتب الدولية"، وبعد القداس كان لقاء مع الشبيبة، اختتم بعشاء قروي في صالون الكنيسة.
وفي اليوم الثاني، زار "أصدقاء القربان المقدس" البلدة، وأقاموا بالقداس الاحتفالي، كما درجت العادة في كل عام.
واليوم الثالث، كان على موعد مع جماعة "أصدقاء القربان"، الذين أتوا من زغرتا وجونية وغزير "طلبا لشفاعة القديس شربل"، وكانت لهم جولة في الأماكن المقدسة، وشاركوا في قداس ترأسه خادم رعية زغرتا الأب حنا عبود، وبعد القداس كانت ساعة سجود من تنظيم "أخوية مار شربل".
وفي اليوم الرابع تردد صدى الريسيتال الكنسي، الذي أحيته المرنمة جومانا مدور، من ألحان الفنان جوزاف خليفة وعزف مارك أبو نعوم، في كل أنحاء بقاعكفرا.
وفي اليوم الخامس، التقت "عيلة مار شربل"، وأقامت مسيرة صلاة، انطلقت من باحة كنيسة السيدة في البلدة، قاصدة دير مار شربل، حيث أقيمت الذبيحة الإلهية في الباحة الخارجية للدير.
وفي اليوم السادس، احتفلت الرعية، بقداس المغتربين والمكرسين، من أبناء البلدة، تلاه عرس قروي، من تحضير وقف الرعية والأخوية والحركة الرسوليةالمريمية فيها، اختتم بتكليل العروسين ماريو إلياس ونانسي حبيب، في باحة دير مار حوشب، واختتم النهار بريسيتال روحي، مع جوقة مار إلياس المخلصية - زحلة في كنيسة السيدة.