تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
" نحن مستعدون لمساعدتكم لكن ساعدونا لنساعدكم" .
هل هناك أبلغُ من هذه الجملة؟
دولةٌ تطلبُ من الحكومةِ اللبنانيةِ ان تساعدها، لتستطيعَ هذه الدولةُ مساعدةَ لبنان!
إنها فرنسا، الأم الحنون، وهذا الكلام قالته على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان ...
المفاجأةُ ليست في الإهتمام الفرنسي بلبنان، بل في خروج هذا الإهتمام إلى العلنية،
ففي المعلوماتِ الموثوقة أن فرنسا تقودُ منذ فترةٍ مساعي لمساعدة لبنان، مع دولٍ غربيةٍ وعربية، لكن هذه المساعي ما زالت تصطدمُ بمعوقاتٍ لبنانية، وكأن المسؤولين اللبنانيين ضد أنفسهم، وبمعوقاتٍ خارجية إذ إن بعض الدول، سواءٌ العربيةِ منها او الغربية لديها شروطٌ لمساعدة لبنان، فيما لبنان لا يلبي هذه الشروط.
***
من هنا جاءت صرخةُ رئيس الديبلوماسية الفرنسية، علَّ الديبلوماسية العلنية تنفع .
يقول إيف لودريان في صرخته إنه قلقٌ من تدهور الأوضاعِِ في لبنان، ويتابع:
"أنا قلقٌ جدّاً وحزين بسبب الوضع في لبنان خصوصاً وأنّ الجميع يعرفُ تاريخَ العلاقةِ العاطفية والودية والتاريخية التي تربطُ فرنسا بلبنان".
جميعنا يعرفُ الواقع اللبناني الحالي وهو أنّ نصف الشعب اللبناني يعيشُ تحت خطِ الفقرِ مع استمرار تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية والدينُ اللبناني لم يتوقّف عن "الإنفجار".
"هذه الحكومةُ التي وعدت بإصلاحاتٍ يتمنّاها الجميع في مهلةِ مئةِ يوم ولكن هذه الإصلاحات لم ترَ النور. ونحن نعرفُ ما يجبُ فعله على صعيد الشفافيةِ وملف الكهرباء ومكافحةِ الفساد واصلاح النظام المصرفي، ولكن لا شيء تحرّك على هذه الصعد".
وخاطب لودريان المسؤولين اللبنانيين مباشرةً فقال لهم:"فرنسا والمجتمعُ الدوليُ لا يمكنهما القيامُ بشيءٍ إذا لم يقُم اللبنانيون بالمبادراتِ اللازمة، ونحن مستعدون لمساعدتكم لكن ساعدونا لنساعدكم".
***
والأكثر إيلاماً أنها ستكونُ صرخةً في وادٍ، فبالتأكيد السلطةُ ليست في وارد المساعي العملية بما يلبي شروط المجتمع الدولي ... فعلى سبيل المثالِ لا الحصر، مرَّ اكثر من ثلاثةِ شهور على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ومازلنا كأننا في الاجتماعِ الاول!
***
أكثر من ذلك، متى ستُدرِك السلطةُ التنفيذية ان الاصلاحات وحدها لا تكفي، بل هناك خياراتٌ سياسيةٌ، فلبنان بلدٌ صغيرٌ، وخياراتهُ محدودةٌ، ولهذا فإن أي ضغطٍ عليه يجبُ ان يؤخذ على محملِ الجد. فوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لوح بفرضِ عقوبات على لبنان إذا وقّع أي اتفاقٍ مع طهران لاستيراد النفط، معتبراً إن اتفاقاً من هذا النوع سوف تعتبره واشنطن خرقاً للعقوبات المفروضة على إيران.
***
أعانَ اللهُ الشعب اللبناني :
لا إصلاحات في الداخل ... ضغوطاتٌ من الخارج ... فإلى أين سنصل؟
بالإضافة إلى ذلك هناك الدول التي بدأت تضعُ لبنان على اللائحة السوداء لجهة منعِ سفر اللبنانيين إليها بسبب عودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا .
أيها الشعبُ اللبنانيُ الحبيبُ، بئسَ المصيرُ،الانهياراتُ من أمامكم ، وكورونا وراءكم ،فإلى أينَ المفرُ؟
حقاً اوصلنا السابقونَ الى الزمنِ الرديءِ.