تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
علِمت مصادر "الثائر" أنه بعد الإندفاعة التي شهدتها الأيام الماضية، لإسقاط حكومة الرئيس دياب، والسعي لإتفاق على حكومة جديدة لإنقاذ الوضع الإقتصادي المُتأزّم، طالب حزب الله الأطراف الداعمة للحكومة بالتروّي، نظراً لخطورة الأوضاع، وصعوبة الوصول إلى اتفاق سريع على حكومة جامعة، كما لا يجوز تسليم ورقة إسقاط الحكومة، قبل بدء التفاوض مع باقي الأطراف والرئيس الحريري، لأن ذلك سيجعله ممسكاً بالقرار الحكومي .
وبنظر الداعين لتغيير حكومي، أن ما وصل إليه البلد لم يعد مقبولاً، خاصة أن الحكومة فشلت في تحقيق الإصلاح، وتدهور سعر صرف الليرة بشكل غير مسبوق، وباتت المجاعة تدقّ مضاجع أكثر من نصف الشعب اللبناني، دون أن تتمكن الحكومة من وقف المسار الإنحداري، في ظل إحجام الدول الصديقة عن تقديم العون، ما لم يتم تغيير جذري في السياسة اللبنانية، وهذا يستوجب وجود حكومة جديدة خارج عباءة حزب الله .
والأهم من الوضع الداخلي المأزوم للحكومة، هناك الرسائل التي وصلت من الخارج، وأهمها الزيارة المرتقبة لمبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، الذي سيوفد في الأيام القادمة رئيس دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية كريستوف فارنو إلى بيروت، في محاولة لاستطلاع المواقف وتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين .
وأوضح مصدر دبلوماسي أن فارنو سينقل رسالة من الرئيس ماكرون إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، يؤكد فيها حرص فرنسا على سيادة واستقلال لبنان، واستعدادها لمساعدته في تخطي الأزمة الحالية، شرط أن يتم تنفيذ الإصلاحات بسرعة، واتفاق جميع الأطراف على خطة الإصلاح. أما عن الإمتعاض الأمريكي من الحكومة الحالية، فيقول المصدر أن فارنو لن ينقل رسائل أمريكية، وأن السفيرة الأمريكية في لبنان عبّرت بشكل واضح عن موقف بلادها، وأبلغت ذلك إلى المسؤولين اللبنانيين .
ورغم تلميح الرئيس الحريري بإمكانية العودة إلى رئاسة الحكومة بشروط، يقول مصدر مقرب: أن الحريري غير متحمس لذلك، ويرى أن الظروف ما زالت غير مهيئة، رغم التبدل الحاصل في موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والذي برز من خلال بعض التسريبات، وتلويح بعض وزرائه في الجلسة الأخيرة بالأستقالة من الحكومة .
ويقول مصدر مقرّب من رئيس الحكومة الحالية: أن الرئيس دياب كان مستاءً جداً من كلام وزراء التيار الوطني الحر، وهو أكّد أنه لن يستقيل. وفيما يضع بعض المراقبون هذا الكلام من قبيل الضغط على دياب، لتمرير بعض القرارات، يرى البعض الآخر، أن الأمر جدّي وأن قرار إسقاط الحكومة قد اتُخذ بانتظار الإخراج المناسب .
وتُضيف المعلومات، أن زيارة نائب رئيس المجلس النيابي النائب ايلي الفرزلي إلى بيت الوسط، والتي تلتها زيارة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، كانتا بهدف البحث عن مخرج، وأن الحريري أبدى تجاوباً واستعداداً للحوار .
أما على خط آخر، فيبدو أنها فشلت عملية استدراج الرئيس نجيب ميقاتي، الذي وصلته الرسالة الأولى على لسان الوزير السابق وئام وهاب، بطرح اسمه لترؤس حكومة إنقاذ، واستُكملت بزيارة موفد رئيس الجمهورية سليم جريصاتي، حيث أبلغه ميقاتي تمسُّكه بالوفاق السني وموقف رؤساء الحكومات السابقين، الذي رشّح الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة .
لا تسوية في القريب العاجل، وينتظر البعض جلاء الوضع الدولي والأقليمي، ويُلوّح الأمريكي بزيادة الضغط، فيما تم تسريب أخبار عن تحضيرات لأعمال شغب في الشارع، تستهدف الجيش والقوى الأمنية. وقيل أنه اتُّخذت الاستعدادات اللازمة لمواجهتها .
وقد وضع البعض هذه التسريبات في خانة التخوين، الذي درجت عليه بعض الجهات اللبنانية، والهجوم المسبق على أية احتجاجات قد يشهدها الشارع، على أثر استفحال الأزمة المعيشية، مما يُنذر بعواقب وخيمة، وتخوّف من احتمال وقوع صدامات دموية، ربما تجرّ إلى تدخلات خارجية، تُحوّل لبنان إلى ساحة صراع، وتبادل للرسائل بين القوى الأقليمية والدولية .