تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
رحمةُ الله عليك يا ماركيز Vérité de La Palice. نتذكرك اليوم ونترحَّم، عندما نرى رئيس حكومتنا الأكاديمي يقول في مستهلّ الحوار الوطني:
اللبنانيون جائعون!
كان الماركيز مارشالاً في الجيش الفرنسي، وخاض معارك كبرى انتهت بمقتلهِ. وبعد 200 عام، شاعت أغنيةٌ شعبية طويلة تُعدِّد ميزاتهِ بأسلوبٍ تهكمي. فكلُ أبياتها تحاول التأكيد على حقائق بديهيةٍ لا حاجة أساساً للتأكيد.
ومنذ ذلك الحين، شاعت عبارة La vérité de La Palice. وأما نحنُ فنقولُ في العربية "اكتشفَ البارود"، وفي لبنان "اخترع المي السخنة".
والأرجح أن رئيس حكومتنا د. دياب الأكاديمي يتفوقُ بكثيرٍ على المرحوم الماركيز.
فهو ما زال يجري التجارب ليتأكد إذا كان البارود باروداً، و"المي السخنة" ساخنة فعلاً!
***
دولة الرئيس ،أنتَم معتادون على التقاليد الأكاديمية، حيث يكون هناك أطروحة thèse تجري مناقشتها والدفاع عنها.
ولنفترض أن الناس هم طلابك الذين ينتظرون منك الأجوبة على تساؤلاتهم.
فبماذا ستجيبون؟
هل ستكتفون بتردادِ أغنية الــ97% إنجازات،
وقصائد المديح لخطتك المالية والاقتصادية والنقدية التي أوصلت الدولار إلى 7 آلاف،
ونوباتُ الرثاءِ للشعبِ اللبناني الذي يأكلهُ الجوع...وبكل فئاته؟
إذا كانت هذه "الدولة دولتكم يا دولة الرئيس فقمح رح ناكل". وأيُ قمحٍ بقي لنا، وانتم تهددون بانتزاع الدعم عنه فيما لا يمسّ أحدٌ ورقة التين التي تحمي فساد الفاسدين!
دولاركم المزعوم في سوق الصيارفة والمصارف أكلتهُ المافيات وأنتم تتفرجون، ومعه المازوت والبنزين وحبّة الدواء، ثم تجلسون إلى الطاولات العامرة… تتفرجون على عذاب الناسِ وتحاضرونَ... في الحوار!
***
تقولون: "اللبنانيون جائعون". يا للتحفة! كيف التقطتَم هذه الحقيقة؟
كم أخذَت وقتاً معكم لتعرفوها؟
وتقولون: "المشكلةُ ناجمةٌ عن فسادٍ وهدرٍ عمرهما عقودٌ". وطبعاً، أنتم سارعتَم إلى الإصلاح وبدأتم بوضع الفاسدين في السجون، واحداً تلو الآخر، والأموال المنهوبة آتيةٌ وبالملياراتِ!
***
رهيبٌ دولة الرئيس. وصدِّقنا… مكانُكم ليس هنا!
نصيحةٌ منا نحنُ الشعبُ اللبنانيُ الأصيلُ الجائع:
اتركوا السراي مع ما اورثوكم اياه..واذهبوا إلى حيث يستحقونكم وتستحقونهم!
ربما تكون الأكاديمية الفرنسية أو جامعة أوكسفورد أو مثيلاتهما هي مكانكم الطبيعي.
أتركوا الــ3% التي لم تحققوها حتى اليوم، فربما نتوفقُ بأدمغةٍ لبنانيةٍ ذات عقلٍ اداري ورؤيوي تُحسنُ اخراجَ البلدِ من الافلاسِ، في اخطرِ مرحلةٍ يمرُ بها الوطن.
من كل قلوبنا اليائسةِ وبطوننا الجائعةِ.. نقول لكم:
كفاكم هدراً للوقت.