تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سغيد فريحة "
ليل الخميس شهدَ اللبنانيون تدرجاً نوعياً وغريباً في الوقت عينه للذين افترشوا الساحات في رياض الصلح وساحة الشهداء.
فجأةً التحم الآتون من الخندق الغميق والضاحية الجنوبية بجمهور الثوار المطالبين بلقمةِ العيش والمحتجين على الارتفاع المجنون في سعر الدولار .
ما الذي جرى؟
وكيف تحرّكت العجلة في ساعات من التعيينات المالية في حاكمية مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف الى الاسواق المالية وصولاً الى الضغطِ لاقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة...؟
من الواضح ان قراراً على المستوى الكبير أُتخذ لتحريك الامور في المياه الراكدة، تسارعتِ الاجتماعات وتواصلت الاتصالات بين موافقٍ وغير موافق، وخائفٍ من تداعياتِ اقالة رياض سلامة ولكن هل تنتهي المسألة باقالة رياض سلامة وهل يُحّمل وحده مسؤولية ما آلت اليه اوضاعُ الناس؟
وماذا عن الحكومات السابقة التي فرضت عليه تديينها على مدى عشرين عاما،خطأهُ الجسيم انه لبى كل الطلباتِ التي في معظمها للهدرِ والفساد.
وفي تصريحٍ لافتٍ للرئيس نبيه بري من القصر الجمهوري، ورداً على سؤال حول ما اذا كان قد تم البحث في اقالة حاكم مصرف لبنان، اجاب:
"نحن بحاجةٍ الان الى كل الناس، وليس الاستغناء عنهم"؟
***
ماذا عن هذه الحكومة التي تخبطت منذ اكثر من اربعة اشهر في معالجةِ مشاكلِ الناس، وهل هي قادرةٌ رغم كل القرارات التي تتخذها في ان تعيد سعر صرف الليرة كما كان عليه قبل الثورة، ومن يعلم الى ان سيصل سعر صرف الدولار وماذا سيحلُ بالناس وبرواتب العاملين في القطاع العام؟
من يضمنَ سلامة الامن الاجتماعي من انفجارٍ يُطيح بالجميع في السلطة والمعارضة؟
المطلوبُ "قبعُ" او نسفُ كل من كان مسؤولاً عن انهيارنا المالي والاجتماعي والاقتصادي؟
حتى هذه الحكومة بخطتها الاقتصادية او بأوراقها المجمعّة بكل تناقضاتها مسؤولةٌ بفضلِ عبقريةِ من يكتبون لها عن كشفنا كدولةٍ فاشلة امام المجتمع الدولي وامام صندوق النقد وامام المؤسسات التي نطلب اللجوء اليها للانقاذ..
حتى الساعة تشتري الحكومة الوقتَ وتقدم للناسِ نفسها على انها المنقذةُ حاملةً قضايا الثوار والغاضبين... ولكن من يصدَق نوايا هذه الحكومة مع رئيسها الذي يرفضُ ثم يستسلم، يأخذ قراراتٍ ثم يتراجعَ عنها، يرفضُ تعييناتٍ ثم يسميها كما هي... ينتقدُ حاكم مصرف لبنان ثم يستقبلهُ ثم يعود فيحملُ عليه...
وزراء الحكومة أُتيَ بهم اقنعةً ليبصموا على قراراتٍ تُكتب في الاروقة الخارجية من دون ان يفهموا على ماذا يوافقون....
***
في الخلاصة، البلد فالت من دون مرجعية تماما "كحارة كل مين ايدو الو" ومساكين الناس... كم من الخطايا تُرتكب بأسمهم...
الجوع اينما كان، البطالةُ في كل البيوت، المؤسساتُ تُفلسُ...
لا تنتظروا من الناسِ ان تسكت....
ومن يعتقد اليوم انه بمنأى عن غضبِ الناس مخطىءٌ تماماً...
ومن يعش يرَ.