تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أمرٌ ما يثير الريبةَ والقلق في سلوك الطبقة السياسية. "يَحورون ويَدورون" ثم يعودون إلى "سيرة" أموال المودعين. وتتدفَّق "العواطف" من كل حدبٍ وصوب، على أساس "كلكن يعني كلكن" تحرصون على المودعين ومدخراتهم وتحمونها بــ"رموش عيونكم".
ولكن، "إسمع تفرح، جرِّب تحزن". يا ليتهم بدل أن يُغرقونا بـ"العواطف" المهترئة، يُعيدون إلينا أموالنا، والباقي "خلّيه عندهم"، فعندنا مخزونٌ هائل من العواطف.
***
ركنٌ بارز من أركان خطة الحكومة الاقتصادية سألناه صباح أمس:
ما الحقيقةُ في مسألةِ أموالِ المودعين… هل فعلاً طارت وتبخَّرت؟
أجابنا بكل براءة:
لا لا.. إنه تهويلٌ يا صديقتي. هناك حلولٌ يتم البحث عنها وستتبلور. وكلها لا تمسّ بأموال المودعين.
فوق ذلك، الرئيس نبيه بري وعدَ بأن الودائع مُصانةٌ مهما حصل، وأن المجلس النيابي لن يمرِّر أي قانونٍ يعاكس هذا التوجّه. فاطمئنوا…
ولكن، عندما سمعنا الأخبار والتقارير، خلال النهار، عادت "سوسةُ" القلقِ مجدداً… إلينا وإلى كل من لا يزال يعيشُ ويتنفس في هذا البلد!
***
دعونا نسأل بصراحة:
ما ذنب المودعين في كل هذه الكارثة؟ دُلّونا على ذنبٍ واحدٍ ارتكبه المودعون ويتحملون مسؤوليته، ونقصد هنا الأوادم طبعاً؟
ومصرف لبنان يتحمّل جزءاً من المسؤولية لأنه تمادى في "تدليع" الطبقة السياسية، ولم يحسم الأمر مع السلطة التنفيذية ويوقف تمويل الفساد والهدر فوق طاقتهِ، ومن حساب المصارف والمودعين.
وأما المودعون، فكل ذنبهم أنهم صدَّقوا المصارف والمركزي والسياسيين، وآمنوا بلبنان واقتصاده، وتعبوا و"بقّوا الدم" لسنواتٍ وسنوات من أعمارهم، في لبنان والغربة، واستودعوا مدخراتهم ببراءة في مصارف لبنان!
***
بالتأكيد، رأسُ العلّة هو هذه الطبقة السياسية... هؤلاء السياسيون معروفون "مِن وجوههم تعرفونهم". وكذلك من جيوبهم و"بَهوراتهم" التي بها أكلوا البلد.
هؤلاء فتكوا بالشعب. فتكوا بالمال والمصارف والمودعين والودائع والليرة والمؤسسات. فتكوا ببلدٍ كامل، بأمّه وأبيه، بلا حسابٍ ولا محاسبة.
هؤلاء الذين نهبوا وسلبوا… حتى في عزّ انتفاضة 17 تشرين، استغلوا الوجع والجوع وهرَّبوا أموالهم الحرام إلى الخارج…
ومن هؤلاء مثلاً، مَن أكلوا مال الإسكان زوراً مِن أمام الفقراء، ثم شغَّلوه بفائدة 8%… و"الله يشبع الفقراء ولا يشبعهم"!
***
"كلكن يعني كلكن" أهل السلطة والاختصاص والخطط الاقتصادية "أستحوا واتقوا الله". أعيدوا للناس ودائعهم التي جمعوها قرشاً وراء قرشٍ.
هؤلاء، منهم من باع أملاكاً ورثها عن أجدادهِ ليورث أولاده اختصاصاً جامعياً لائقاً، فأكلتم حقوقه!
ومنهم الموظف الذي حَلمَ كل عمره بتعويض نهاية الخدمة، كي "يستر آخرته"، فابتلعتموه "وجِبْتُم آخرته"!
وحتى التاجر أو الصناعي الكبير البارع، ما لكم ولأمواله، ولو كانت بالملايين أو حتى مئات الملايين، ما دامت حلالاً وجمعها بشرف؟
***
افهموها: "كلكن يعني كلكن" مع كل خططكم الاقتصادية فأنكم ملزمون بإعادة الأموال إلى الناس الشرفاء، وإلا فالشعب سيقف لكم بالمرصاد!
ومجدداً اعيدوا اموال الهدر والفساد وطبقوا قانون الاثراء غير المشروع،هذا وحده كفيلٌ بحلّ نصف المشكلة، والباقي سهلٌ ببعض الخصخصة وبيع أصول الدولة… حسب الأصول، بدل الشحادة من الدول...
... فلننتهِ من هذه الأزمةِ بخيرٍ وسلامٍ، وإلا فالشعبُ اللبناني الأصيل سيحاسبكم، والتاريخُ سيشهدُ ضدكم.