تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أقيم في قاعة كنيسة بلدة الفوارة في الشوف الأعلى، لقاء وطني جامع، حمل عنوان "لقاء الفوارة"، وهو جاء بعد الإشكال الفردي الذي وقع بين عدد من الشبان في البلدة.
حضر اللقاء رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ممثلا رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ، والنواب: جورج عدوان، ماريو عون، نعمه طعمه، بلال عبد الله، فريد البستاني، مروان حماده، محمد الحجار، ووائل أبو فاعور، راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، النائب العام في مطرانية صيدا المارونية الأب مارون كيوان، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبد ابو كسم، مستشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الدكتور ناصر زيدان، مستشار النائب تيمور جنبلاط حسام حرب، وكيل داخلية الشوف في "التقدمي" الدكتور عمر غنام ووكيل داخلية بيروت باسل عود، وحشد من المشايخ الدروز، مسؤول "القوات" في الفوارة نزار طانيوس، وآباء وأهال من الفوارة والقرى المجاورة ورؤساء بلديات ومخاتير.
طانيوس
وقد وصل النائب تيمور على رأس وفد كبير من المشايخ الدروز الذين حيوا الجميع، ورد الحضور بالترحيب، ثم استهل اللقاء بالنشيد الوطني، تلاه تقديم من كاهن الفوارة عيد بو راشد، وألقى رئيس بلدية الفوارة غسان طانيوس كلمة رحب بالحضور، مؤكدا ان اللقاء اليوم هو للتأكيد على العيش الواحد الذي كرسه مثلث الرحمة البطريرك صفير والاستاذ وليد جنبلاط بالمصالحة التاريخية، مستشهدا بقول البطريرك صفير" إذا كان الجبل بخير، لبنان بخير"، وشدد على أن "مشكلة صغيرة بين الاخوة لا تزعزع العلاقة، فبريح والفوارة بلدة واحدة".
لحود
وقال رئيس بلدية الفوارة صبحي لحود في كلمته: "أنتم أصحاب الجباه العالية ونخبة هذا الحبل، نحن لسنا ضيوفا عند الدروز كما أن الدروز ليسوا ضيوفا عند المسيحيين، نحن والدروز عنوان للاصالة في هذا الجبل ولولا هذه الاصالة لما تمت المصالحات في الجبل وعادت الأمور إلى مجاريها".
أضاف "بقدر ما نحن نستغني عن أي سياسات استفزازية في المنطقة، وبقدر ما نحن نستغني عن أي استغلال سياسي لأي مشكلة ممكن أن تحدث في أي قرية من قرانا، فنحن بنفس القدر بحاجة إليكم والى تضامنكم ووحدتكم مجتمعين، ونحن حريصون على العيش المشترك والسلم الأهلي وعلى المصالحة واستكمال العودة".
العمار
وشكر المطران العمار "كل من فكر وحضر واشترك في هذا اللقاء وكل من يسعى في هذا الجبل الحبيب، ولا ننسى إقليم الخروب هو بابنا وكذلك منطقة عاليه، في فكره وحضوره وإنسانيته وماله، إلى الحفاظ على صورة هذا الجبل البهية، بكل مشاربها وأطيافها وانتماءاتها وجمالاتها، وأشكر نوابنا على تعاونهم من أجل الحفاظ على صورة الجبل البهية، والشكر لكل أصحاب المبادرات الخيرة، الصغيرة والكبيرة التي تعمل على توطيد الحوار والأخوة والتعاون المسؤول".
وتابع "إن رمزية اللقاء في الفوارة أن نجتمع في الفوارة، وأهل الفوارة من أبناء الجبل المميزين بحبهم لمنطقتهم، وقد أثبتوا ذلك بشجاعتهم وسخائهم المالي والإنساني وخصوصا بترددهم المستمر إلى بلدتهم والسكن فيها، وهم إذ أحبوا شفيعهم مار انطونيوس الكبير، والشكر الخاص لوليد بك جنبلاط على تردده غير المعلن على الفوارة لتفقد البلدة ومساعدته في بناء الكنيسة، في وقت كانت فيه البلدة بأمس الحاجة إلى هذا الحضور المميز".
وختم "نقول لأهلنا في الجبل: إن اختلافنا بالسياسة لا يعني أبدا اختلافنا بالشخصي، ولا يعني اختلافنا على محبة أهلنا واخوتنا في الجبل، أهلنا بحاجة إلى صورتنا الجامعة وخصوصا في هذه الظروف الصعبة لكي تطمئن قلوبهم، ونذكرهم بالخير الذي نريده لوطننا ولجبلنا الذي قال عنه مثلث الرحمة البطريرك صفير خلال المصالحة التاريخية: إنه قلب لبنان النابض ولكي يكون لبنان بخير، يجب أن يكون قلبه بخير".
المطران الحداد
واستحضر المطران الحداد في مستهل كلمته عبارات قالها البابا بنديكتوس السادس عشر وفيها "لعل قمة الحضارات هي التلاقي والحوار والمصالحة، ولا يمكن أن نبني ذواتنا ومجتمعنا أن لم نضع يدنا بيد الآخر، الذي يكون معنا هذا المجتمع، وإلا فنحن في واد انحداري حتى الموت"، مضيفا: هذه الخطوة هي خطوة حضارية، هكذا تبنى الأوطان والمجتمعات بالتلاقي والحوار والمصالحة".
وتابع "قال البابا يوحنا بولس الثاني: لبنان رسالة، وأقول إن الجبل هو جوهر هذه الرسالة، وما نراه اليوم يؤكد ذلك ويبني على هذه الروح التي تسود اليوم بين الفوارة ويريح وفي كافة مناطق الجبل، أن تسود في كل بيت من بيوت لبنان، ونحن هنا نتطلع إلى الثورة في وسط بيروت اليوم، ولا يسعني إلا ان أصلي إلى الله، أن يمد روح هذه المصالحة إلى وسط بيروت والى كل اللبنانيين، لينعم لبنان بالميزة الحضارية التي طالما تميز بها".
وقال "الثورة الحقيقية هي ما نشهده اليوم هنا ثورة الأخلاق والتلاقي والحضارة، نحن نؤمن بفعاليات هذا الجبل كلهم، ونؤمن بعائلاتها وبالتربية التي تلقاها كل فرد في العائلة الحبلية مسيحية ودرزية وإسلامية، نؤمن بكل المؤسسات التربوية التي دعمت هذه الروح الأخلاقية التي أوصلتنا إلى هذه القاعة اليوم لنقول نعم للوحدة الوطنية، نعم للبنان".
عدوان
ثم تحدث النائب عدوان فقال:"نلتقي اليوم لنؤكد مرة جديدة أن العيش سويا في الجبل هو خيار وقناعة ومسؤولية، أخذناها عندما جددنا المصالحة بين غبطة البطريرك صفير والأستاذ وليد جنبلاط، لنطوي صفحة من ماضي اليم إنما لتفتح صفحة جديدة تعلمنا كلنا لنستفيد من تجارب الماضي ومما مررنا به".
أضاف "نحن على قناعة بأن الكل أدرك أنه بعد هذه المصالحة اذا حافظنا على وحدة الجبل، نكون بذلك نؤسس لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله في هذه المنطقة، فحذار من أي اهتزاز في الجبل انعكاساته تكون على السيادة والوحدة الوطنية، هذا هو حجم المسؤولية التي تترتب على كل فرد منا، لأن عيشنا معا هو فتح صفحة لبناء تاريخ ثابت وصامد في المنطقة، والمسؤولية كبيرة لأن واجب كل فرد منا أن يتصدى للشواذ وأن يمنع تجاوز الخط الأحمر، بأن نخطئ ولا نعتبر كرامة الغير من كرامتنا وحق الآخر من حقنا، ما يضيم جيراننا يضيمنا وما يصيبهم يصيبنا وما يؤثر عليهم يؤثر علينا، وعندما نتبادل هذه القناعات يدا بيد نبني المستقبل".
وختم "سنقف سدا منيعا أمام كل من سيتجاوز هذا الخط الأحمر، سواء بالكلمة النابية او العمل الشاذ، وعندما يواجه كل مكون الخطأ عنده، لا تأخذ الأمور طابعا بين مكونين بل تقف عند المكون الواحد، هذه مسؤولية كل فرد منا وهذه رسالتنا لكل الناس، ونحن واياكم سنبقى معا والجبل جيلنا كلنا، والوطن وطننا جميعا مسؤوليتنا أن نحافظ عليه، ولكي نحافظ عليه علينا أن نعيش معا بكرامة وحرية وعنفوان".
عون
من جهته قال النائب عون: كم أنا سعيد بهذا المشهد اليوم، والذي نراه بعد انتخابات 2018 والذي يجمع نواب قضاء الشوف كافة، هذه صورة جميلة جدا، وهي معبرة عن أصالة الشوفيين بمختلف أطيافهم وأديانهم، فبغير هذه الصورة لا تكون الأوطان، وللأسف خلال سنوات حاول البعض النيل من هذه الوحدة، ولكننا عدنا اليوم وبنيناها من جديد ولا شيء سيزعزعها، والحادثة الصغيرة التي حصلت مؤخرا في الفوارة برهنت أن لا شيء يمكنه النيل من التأكيد على سلمنا ووحدتنا والحفاظ على الأمن، لأننا شعب واحد".
وأثنى عون على الدور المسؤول الذي لعبته البلديات والفعاليات في المنطقة للحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، مؤكدا أن الشوف "كان ولا يزال غنيا بعطاءاته، ولا أحد يستطيع المس بأمننا الداخلي والعلاقات بين أهل الجبل، ونحن كنواب الشوف نعمل كفريق واحد ولا نتأخر عن أي جهد يصب في إنماء الشوف".
البستاني
وقال النائب فريد البستاني :"نحن هنا اليوم لتجديد وتثبيت العيش الواحد، هذا العيش الذي إمتاز به أهل الجبل على مر العصور من عهد الإمارة إلى عهد الجمهورية، إننا هنا لنبعث برسائل الوحدة والوئام والعيش الواحد من قلب الجبل إلى كل أنحاء الوطن، لا سيما في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا والأزمة المعيشية التي باتت تهدد وحدة لبنان، ووحدة نسيجه الديمغرافي المتنوع."
أضاف "اقف هنا لأقول جهارا أن الشوف سيبقى مساحة وئام ومحبة وتلاقي، وذلك بفضل وعي أبنائه وسهر رعاته الدائم على تثبيت هذه المبادىء، وهنا إسمحوا لي أن أوجه تحية إلى صاحب السيادة المطران مارون العمار وصحبه من رجال دين، الذي يبذل قصارى جهده في كل مرة يتعرض فيها مجتمعنا لمشاكل وأخطار، إن وقوفنا إلى جانب الدولة، دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، هو السبيل الوحيد لإنقاذنا من كل المطبات والمشاكل التي تهدد وحدتنا، وإننا نعلن وقوفنا إلى جانب إخواننا في الخط الوطني المناهض لمشاريع التفتيت والتقسيم التي تتربص بنا، ونعلن تمسكنا بوحدة وسيادة لبنان، في أرضه ومياهه وأجوائه ضد أطماع ومخططات العدو الغاشم".
وختم "أوجه تحية إلى فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون، الذي بارك ويبارك خطواتنا في سبيل وحدة جبلنا وعيشنا الواحد، وأريد أن أستشهد بما قاله معالي الوزير وليد جنبلاط من على منبر القصر الجمهوري في بعبدا منذ أقل من شهر، حيث تكلم عن توافقه مع فخامة رئيس البلاد وتمسكه بأمن الجبل، وهذا شعارنا وهذا طريقنا وهذا خيارنا".
النائب جنبلاط
وفي ختام اللقاء تحدث النائب جنبلاط، فقال: "نجتمع اليوم لأن التجارب الأليمة علمتنا أن لا بديل لنا عن وحدتنا وعيشنا المشترك، ومع تأكيدنا أن ما حصل في الفوارة هو إشكال فردي مدان، فإننا نصر على أن يأخذ القانون والقضاء مجراه، ولن يكون هناك غطاء لأي متورط".
اضاف: "سيادة المطارنة، لكم الجهود المقدرة في الحفاظ على ما صنعناه من خلال المصالحة الوطنية مع البطريركية المارونية، ومع كل الفعاليات والأحزاب في الجبل، هذا الحرص المتبادل ليس إلا تمسكا منا بحياة طبيعية يجب أن تبقى سائدة في الجبل، كما في كل لبنان".
وتابع: "يكفي ما يعانيه المواطنون من أزمات معيشية وصحية واقتصادية، لذلك سنواصل العمل المشترك بالتعاون مع الجميع لكي يبقى الجبل معقل المصالحة والعيش الواحد، لنتكاتف جميعنا لمساعدة الناس بالحد الأدنى الممكن، لكي يتمسكوا بالأرض والعمل فيها".
وختم "ما تعرض له أهالي الفوارة أصابنا جميعا، التمنيات بالسلامة لمن أصيبوا في الإشكال، ولتأخذ العدالة مسارها".