تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بلدُ العجائب والمفارقات واللامنطق.
في مقابلِ شعبٍ معطاءٍ ذكيٍ خلَّاقٍ.
كيف تصحُ هذه المعادلة؟
الطبقةُ السياسية، من سلطةٍ ومعارضة، كانت تعمل بطريقةٍ مرتجلة :
لا تخطيط، لا دراسات ... وإنْ قيلَ ان في لبنان تُخمةً من الدراسات والخطط، فإن الجواب الوحيد هو: الخططُ والدراساتُ توضَع، وعند الجَد ... تُوضَع جانباً !
فإذا كان الدستور في لبنان لا يُطبَّق، فما بالكم بقوانينٍ ودراساتٍ وخططٍ وأبحاثٍ وتعاميم؟ كلها لا تُطبَّق، والبلد ماشي على قاعدة: "سارحة والرب راعيها "
وتريدون أمثلة؟
منذ 17 تشرين الأول إلى اليوم ، كيف كانت العلاقةُ بين حاكم مصرف لبنان والمصارف ؟
وبين المصارف والمودعين ؟
تبايناتٌ يومية ومع ذلك كان كل طرفٍ يقول : نحن نُطبق قانون النقد والتسليف، كما اننا نطبق تعاميم مصرف لبنان .
لكن الكل يعلم ان الجميع وضعوا القانون جانباً والتعاميم جانباً وطبقوا ممارساتٍ يومية بعيدة كل البعد عن القانون وعن التعاميم، وهذا ما ادى إلى عددٍ لا يُستهانِ به من تسعيرات الدولار :
دولار ما قبل 17 تشرين، أي 1507 ليرات، وهذا لم يعد موجوداً .
دولار السحب من المصارف أي 3000 ليرة للدولار الواحد ، وهذا مقنن حتى باللبناني .
Fresh dollar وهذا الآتي من الخارج لكنه محدود جداً وغير متوافر .
دولار الصيارفة ، فوق الـــ 4000 ليرة، وهو ايضاً غير متوافر إلا في نطاقٍ ضيقٍ جداً .
إنطلاقاً من هذه السقوف كان الإجتماع في السرايا بين رئيس الحكومة والصيارفة، وهنا لا بدَ من تسجيل مفارقة بارزة :
كيف يكون معظم الصيارفة ، قبل اسبوع ، قيد التوقيف، ثم بعد اسبوع يجلسون على طاولة الإجتماع حول رئيس الحكومة في السرايا الحكومية ؟
أين هي صدقية الإعتبارات التي دفعت إلى توقيفهم؟ هذه مفارقةٌ تُعطي علامةً سلبية لمسار الأمور في البلد، ولكن المهم، إلى ماذا أفضى الإجتماع؟
ما يهم المواطن منه، ماذا سيحل بسعر الدولار؟ وهل هناك سعرٌ موحد؟
المؤشرات والدلائل والمعطيات تشير إلى ان الإجتماع أفضى إلى توافقٍ على البدء بالسير بتوحيد سعر الدولار سواءٌ لدى المصارف ولدى الصيارفة، وعلى الارجح فإن هذا السعر سيكون في المرحلة الاولى 3500 ليرة للدولار الواحد ، على أن يتدرج نزولاً وبهبوطٍ مريح أو كما يُقال بلغة الطيران soft landing ، لكن هذا الخيار يستدعي إلتزاماً من أكثر من طرف: من الحكومة أولاً وتحديداً من وزيري المال والداخلية، ومن مصرف لبنان والمصارف، والأهم من كل ذلك من الصرافين الذين سيعاودون العمل غدا الاربعاء .
***
إذا نجحت هذه التجربة، يكون لبنان وللمرة الأولى ربما، قد خطا الخطوةَ الاولى في رحلة الالف ميل للتعافي، لكن كثيرين لا يُصدِّقون :
ألسنا في بلاد: "إسمَع تفرح جرِّب تحزن"؟
ألسنا في بلادِ المفارقات ؟