تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في عزّ تزاحم اخبار البلد الحزين والمفتوحةِ على الفِ ملفٍ وملف يُلفت تقريرٌ اخباريٌ تلفزيوني يتحدث عن تصاعد حالة بهاء الدين رفيق الحريري في لبنان ... صحيح ان انشغالات الثوار تركز على استئناف حركة الارض في مواجهة هشاشة اداء السلطة لكن دخول اسمٍ جديدٍ على الساحة السياسية من خارج النادي التقليدي المعمول به منذ سنوات وتبنيه الى حدٍّ بعيد الكثير من هواجس ومطالب الثوار يطرح سلسلة اسئلة في التداول:
لماذا اليوم وفي هذا التوقيت يخرج الى العلن اسم بهاء الحريري وهل ثَمةَ من يقف وراء هذا الظهور الذي تبدو الاوساط السياسية والاعلامية تتابعه بحذرٍ من جهة وبترحيبٍ من جهة ثانية.
السؤال التالي:
لماذا بامكان بهاء الحريري الساكن خارج لبنان ان يقدّم للبلد، وماذا يعرف عن البلد ومشاكلهِ وما الذي يمكن ان يقدمه الابن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولم يقدمه شقيقه سعد؟
اما السؤال الاساسي فهو هل تلقى حركة بهاء الحريري الدعمَ الشعبي المطلوب في بيئتهِ قبل ان تُعمم على كامل مساحات الوطن؟
حتى الساعة وباستثناء الفيديو الذي صدر على شاشات التلفزة اللبنانية والذي اُعلن فيه ان بهاء الحريري يدعم مكاتب المنتديات الشبابية التي أسسها منذ عامين وأولها ابصر النور في عاصمة الشمال طرابلس، ومؤخرا افتتح بهاء الحريري مكتبا ثانيا في مبنى ضخم، لكن هذه المرة في عاصمة لبنان بيروت في الدائرة الانتخابية التي كان يترشح فيها والده وسيفتتح قريبا مكاتب اضافية لتلك المنتديات في عكار وصيدا وحاصبيا وغيرها من المناطق.
ولم تظهر لبهاء الحريري مواقف مباشرة في لبنان ولا حضوراً جسدياً في أي مكان رغم ان ماكينتهُ السياسية والاعلامية تبدو انها تعمل في اكثر من منطقة ومكان، ولا يبدو ان له اتصالات مباشرة مع لبنانيين سياسيين او امنيين او اعلاميين.
***
لكن بعض من تحدثوا اليه هاتفيا ينقلون عنه حرصا في كلامه عن استعادة دور الدولة الحاضنة للجميع ، دولة المؤسسات التي بناها الرئيس فؤاد شهاب وهو شعار يقول من تحدثوا اليه انه يكرره على مسامعهم، وحتماً مثالهُ الاعلى الوالد الشهيد رفيق الحريري.
***
ولا يبدو انه بعيدٌ عن مطالب ثوار الارض الذين انتفضوا في 17 تشرين الاول ضد الطبقة الفاسدة لا بل يُقال انه يذهب معهم في مطلبهم لاجراء انتخابات نيابية لاعادة استيلاد سلطة سياسية تُخرج البلاد من كبوتها....
في الاجابة على الاسئلة المطروحة يتحدث عارفوه بحزم عن ان لا احد وراء ظهور بهاء الحريري سياسيا اليوم، ولا دولة ولا نظام ولا حزب...
فقط هو الفراغ الذي وجد له مكانا فيه في السياسة وهو كما يُنقل عنه ما كان ليتحرك لو ان احداً كان ليملأه وهنا ينقل عنه القول:
"الدليل انني ومنذ العام 2005 لم اتحرك احتراما لخيار شقيقي سعد السياسي وهو كما ينقل عنه لا يمكن ان يكون ضده ولا يمكن الفصل " بين العسلِ والسمنة ".
***
اما على صعيد العلاقات مع اطراف البلد فتبدو حركة بهاء الحريري كما ترد في وسائل الاعلام حريصةٌ على روحية العيش المشترك والصيغة المتوازنة للعلاقات بين المسلمين وخاصة طمأنة المسيحيين التي كرسها اتفاق الطائف وعمل عليها بقوة الشهيد رفيق الحريري".
***
لم يعد اللبنانيون يؤمنون بأي شيء، عاشوا الانكسارات الكثيرة والوعود الكبيرة وصدّقوا من جعلوهم ينامون على ثبات الليرة وسيادةِ البلد ومستقبلهِ.
اليوم وسط تخبط الحكومة والانقسامات التي تعيشها على مستوى اتخاذ القرارات...
يريد الناس افعالاً، يريدون الخروج من مآزقهم اليومية، من بؤسهم ومن فقرهم ومن تعاستهم...
***
هل من المعيبِ التفكيرُ من اجلهم بوجوهٍ جديدةٍ تطلُ عليهم تحمل ثوابت البلد، ولماذا لا تكون الانتخابات النيابية محطةً لنوجه صفعة على وجوه من خانوا أحلامنا؟
هل يكون هو وغيره من نخبةِ الشاباتِ والشبابِ، الذين يستطيعون ان يأخذوا الناس الى بلدٍ جديدٍ يستحقونه؟
لم لا نعطي فرصةً للتغيير.. كلنا نستحقُ... والبلدُ بحاجةٍ...