تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت رندلى جبور - في “المدى” تقول:
عادت إلى السوق الاعلامية والسياسية نغمة الفدرالية، والأنكى لصقها بالتيار الوطني الحر. من اخترع هذه المعركة الوهمية اليوم داهية يتقن فنّ إلهاء الناس بأوهام، ليبعدهم عن الوقائع والحقائق.
فبالله عليكم من “جاب سيرة” الفدرالية أو التقسيم أو ما شاكل؟ هل لفظ مؤسس التيار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذه الكلمة؟ هل نطق بها رئيس التيار جبران باسيل ؟ من أين اخترعتم هذه “الهمروجة” اليوم لاتهام التيار بها بعدما أفرغتم كل حقدكم وسمومكم على صناعة الاتهامات الكاذبة وفبركة الإشاعات بحقه وبحق الرئيس عون… حتى الموت؟
فنحن لا نحتاج إلى أدلة وبراهين لنؤكد رفضنا للتقسيم والطروحات التفتيتية.
نحن من مدرسة البطل الذي أطلق شعار “أكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم” في ثمانينات القرن الماضي، حين كان الكل غارق إما ببيع لبنان للخارج القريب والبعيد وإما بالسيطرة الميليشياوية على بقع جغرافية ضيقة مرفقة بالاحلام بالكانتونات!
ونحن من مدرسة الكولونيل ميشال عون الذي رفض تشكيل ألوية طائفية في الجيش ليدافع عسكر كل طائفة عن أبناء طائفته، فشكّل ألوية النخبة المختلطة وأعاد الجيش موحداً يدافع فيه الجميع عن الجميع.
ونحن من كتبنا في مبادئنا “التأكيد أنّ لبنان اختبار إنسانيّ مميّز، بفضل ما يتّسم به من تعدّديّة وتفاعل فكريّ وانفتاح على الحضارات، وبفعل تجربته الديمقراطيّة الرائدة في العالم العربيّ.” وأعلنّا أن أحد أهم أهدافنا “التربية على المواطنيّة من أجل تحقيق المساواة بين اللبنانيّين، ووضع قانون مدنيّ اختياريّ للأحوال الشخصيّة، وفصل الممارسة السياسيّة عن الدين، سعياً إلى الدولة العلمانيّة”. فهل من يجرؤ ويلاقينا إلى العلمانية والدولة المدنية الحقة؟
ونحن الممتدوّن على مساحة كل الوطن من شماله إلى جنوبه وبقاعه مروراً بجبله، حيث لنا في كل منطقة وفي كل طائفة وفي كل مذهب مناضلون كبار وملتزمون ومناصرون هم إخوة لنا في القضية اللبنانية التي حملناها وحدنا إلى كل العالم.
ونحن من صِغنا التفاهمات مع كل المكوّنات السياسية والطائفية، والشاهد الأكبر يبقى مار مخايل ووثيقته التي حمت لبنان بصيغته وتنوّعه.
ونحن من حوّل لبنان إلى مركز لحوار الحضارات والأديان، فبربّكم هل من يفكّر بالتقسيم، يفكرّ بأكاديمية عالمية للتلاقي؟
ونحن من أطلقنا الاحتفالات بمئة عام على لبنان الكبير، وليس الصغير على قياس عقول البعض وتفاهاتهم.
ونحن لدينا رئيس على رأس الجمهورية اللبنانية الممتدة على مساحة كل لبنان، فهل يُعقل أن نطالب بالانتقال من جمهورية 10452 كلم مربّع إلى كانتون ضيّق لا يتجاوز مئات الكيلومترات ورشّة تقوقع وانغلاق؟
نحن من مدرسة الانفتاح والتفاهمات والعيش الواحد وقبول الآخر وحق الاختلاف. نحن أبناء لبنان الواحد، لبنان القوي، ويكفي مزايدة واختلاق أوهام أو أضغاث أحلام، هذا هو موقفنا ونقطة نهائية. مشروعنا معروف، ففتشّوا عند غيرنا عن مشاريع التقسيم. نحن لنا لبنان الرسالة الممتدة بالحضارة آلاف السنين، وبالجغرافيا حتى آخر هذا الكون!