تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " أكرم كمال سريوي " خاص "الثائر"
بعد قرار وزير التربية الوطنية الدكتور طارق المجذوب ، إلغاء الامتحانات الرسمية لهذه السنة وترفيع الطلاب، صدرت بعض الأصوات المتخوّفة من عواقب هذا القرار، وتأثيره على المستوى التعليمي في لبنان. فيما غرّد الوزير أن الشهادات الرسمية ليست هي النهاية، بل لعلها البداية لمرحلة جديدة من حياة تلامذتنا الأعزاء، أو هي خطوة على طريق نجاحهم بإذن الله .
وعلّق خبراء التعليم على الموضوع بأن قرار الوزير حكيمٌ، كونه يضع سلامة الطلاب في أولويات الوزارة، ولا خوف على المستوى التعليمي لعدة أسباب :
١-إن التلامذة سيعودون إلى متابعة دروسهم العادية في العام المقبل، وسيخضعون للامتحانات العادية، وسينجح من يبذل الجهد ويستحق النجاح. وإنّ إعطاء الفرصة في ذلك لجميع الطلاب، أفضل بكثير من حرمانهم منها .
٢- بالنسبة لطلاب الشهادة الثانوية العامة، فإنهم سينتقلون إلى الجامعات، وهي عادةً تُجري اختبارات دخول، ولن يتخرج منها سوى من يستحق النجاح عن جدارة .
٣- يبقى الموضوع الأهم، أن البرامج اللبنانية فيها الكثير من الحشو وتحتاج إلى تعديل كبير، وقد باشرت الوزارة في ذلك، وسيتم لاحقاً استكمال هذا المشروع، واعتماد مناهج جديدة تُناسب التطورات التي حدثت على مستوى العالم .
٤- إن جيل المستقبل سيكون قادراً على التحاور بكل لغات العالم في وقت واحد، عبر تطبيقات إلكترونية بسيطة. كما سيكون بمتناول يدهم كمٌّ هائل من المعلومات في كافة المجالات، ولهذا من المهم جداً تغيير أساليب التعليم القديمة، التي تعتمد التلقين وحفظ المعلومات وتعلّم اللغات وغير ذلك. وعلينا السير في موكب الحداثة، والتركيز على أنواع جديدة من العلوم، ومعرفة كيفية الحصول على المعلومات، واستخدامها بالشكل الصحيح .
٥- يعتمد العالم على التخصصية، وإذا كان من الجيد أن يعرف الإنسان الكثير من العلوم، لكن التجارب أثبتت أن المتخصصين في مجال محدد، هم الأكثر نجاحاً وقدرة على التطوير والإختراع. وهذا يعني أنه علينا الإختصار لكثير من الأمور التي تُرهق الطلاب دون فائدة، خاصة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي .
لا شك أن المستقبل سيحمل تقليصاً لسنوات الدراسة، وسيتم الإستغناء عن الكثير من الدروس والحقائب المدرسية الثقيلة، وحتى ساعات التدريس لن تتجاوز الأربع ساعات في اليوم، وستقتصر المرحلة ما قبل الجامعية على ثمان إلى عشر سنوات فقط، وسيكون بإمكان طلاب المستقبل، الحصول على معلومات أكثر بوقت أقل .
لن يُشكّل التعليم في المستقبل معاناة للتلامذة، ولن يحرمهم من الإستمتاع بحياتهم، ولن يكونوا مجبرين على سجن أنفسهم لساعات طويلة في قاعات الدرس، كما هو الحال اليوم. وسيصبح الشعر والأدب وتعلّم اللغات من الهوايات فقط، وليس من ضرورات الحياة. فالجيل القادم سيكون مختلفاً، وأكثر عبقرية وتطوراً وذكاءً، ومن يُراقب أطفالنا يعلم ذلك حق اليقين .