تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أمس، 13 أيار، كان يوماً مشهوداً يستحقُ أن يوضَع في خانةِ الأيامِ التاريخية في لبنان ... إنه يوم بدء لبنان بمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، سعياً الى التوصل الى موافقة الصندوق على إعطاء مساعداتٍ نقديةٍ للبنان على شكلِ قروض، وفق شروطٍ يضعها ويفاوض لبنان لقبولها .
***
أهميةُ هذه المفاوضات تظهرُ من حجم الوفد اللبناني الذي تألف من ثلاثة عشر شخصاً (مع ان البعض مازال يرى نذيرَ شؤمٍ في الرقم 13)، فبالاضافة إلى وزير المال والمدير العام للمال، هناك مستشاران للوزير ومستشار رئيس الجمهورية ومستشاران لرئيس الحكومة، أما الملاحظة والمفاجأة فتمثلت في غياب حاكم مصرف لبنان لكنه تمثلَ بستةٍ من كبارِ الموظفين في مصرف لبنان .
السؤالُ الأول في الشكل: لماذا غاب حاكم مصرف لبنان شخصياً عن الإجتماع؟
السؤال الثاني: الطرف الثاني المصرفي في الملف المالي هو القطاع المصرفي، وهو الذي يُقرِض الدولة، لماذا غاب ايضاً عن الأجتماع؟
الأجوبةُ متشعبةٌ ودقيقة، فغيابُ الحاكم يحملُ أكثرَ من مغزى :
هل يقع في خانةِ العلاقة الإشكالية مع رئيس الحكومة؟
هل هو اعتراضٌ على الخطة المالية للحكومة؟
هل هو انحيازٌ للقطاع المصرفي الذي يعترضُ بدوره على الخطة ويُعدُ لخطةٍ بديلة عن خطة الحكومة، او خطة مكمِّلة لها؟
***
أسئلةٌ مشروعة وتشغل الذهن لكن متى الأجوبةُ من المعنيين وأصحابِ الشأن؟
المهم ان الإجتماع الأول انطلقَ، والملاحظة الأولى ان ما صدر عن الإجتماع بيانان لا بيانٌ واحد:
بيان للوفد اللبناني وبيانٌ لصندوق النقد الدولي .
صحيحٌ ان البيانين مقتتضبان، لكنه ليس وضعاً عادياً ان لا يكون هناك بيان واحد .
في موازاةِ هذا التباين، لا بد من طرح الثوابت التالية :
صندوق النقد الدولي هو الخيارُ الوحيد الذي يُخرج لبنان من الإفلاس، الذي يبدو أنه محتومٌ، حتى إشعارٍ آخر .
هناك أطرافٌ وممثلون في الوفد اللبناني مقتنعون بأفكار " التوزيع العادل للخسائر بين المصارف والمودعين ومصرف لبنان والدولة، علماً ان هناك أطرافاً اخرى في الوفد ترفضُ تحميلَ المودعين أي خسائر، فكيف يكون الوفد اللبناني بوجهتَي نظر تجاه وفد صندوق النقد الدولي المحترف الذي يعرف ماذا يريد والذي لديه خطة متماسكة في المفاوضات، سواء اكانت لجهة الافكار المطروحة، ام لجهة الخلاصات المتوقعة .
***
هناك ثلاثةُ امور يجب التحوط لها بدقة :
مدة المفاوضات
إحتمال النجاح
إحتمال الفشل
واستطراداً، هل يتحمَّل لبنان هذا الوضع إلى حين انتهاء المفاوضات؟
المفاوضات يمكن ان تستمرَ شهوراً، في هذه الأثناء، كيف يمكن تجميد الوضع إلى حين انتهائها؟
في حال نجاح المفاوضات، فبأي ثمنٍ سيكون هذا النجاح؟ وبأية شروط؟ وهل ستلقى الإجماع؟
في حال فشل هذه المفاوضات، وفي غياب البدائل، ما هو المصير أمام لبنان؟
***
إنها أسئلةٌ لا مفرَ منها ... ويبقى ان نقول:
أعانَ اللهُ لبنانَ والشعب اللبناني ؟