تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
العلاقةُ أكثرُ من ملتبسةٍ وسلبيةٍ بين "الحكومة والحاكم" ... فيها مدٌّ وجزر ... فيها "طلعاتٌ ونزلاتٌ" وفيها شكوكٌ متبادلةٌ، والشعبُ الثائرُ يدفع دوماً الثمن ...
لدى أنتهاء الجلسة النيابية في اليونسكو، سئل رئيس الحكومة حسان دياب عن رأيه في التعميم الاخير الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن إمكان المودِع سحب امواله بالدولار ولكن بالليرة اللبنانية على سعر 2600 ليرة للدولار، فجاء جواب رئيس الحكومة الاكاديمي :
الحاكم لا يُنسِّق مع الحكومة في تعاميمه، وسيكون لي كلامٌ صارمٌ في هذا الموضوع اليوم الجمعة.
***
دولة الرئيس، أسمح لنا اولا لماذا لم يرفَ لكم جفنٌ عندما قام مصرف لبنان وتحديداً حاكمه العظيم بـــ Haircut لودائع الدولار وأجبر الناس على سحبها بسعر 1515 ليرة وخسروا بذلك 40 % من قيمتها.
إذا كان ذلك التعميم لم يُعجِبْكَ، والآراء انقسمت حوله بين مؤيدٍ ومعترضٍ، فأن الشعبَ الثائرَ يقول لكم :
"كلَكُم يعني كلَكٌم" وآخر همومنا أنتم، ولا يهمنا سوى مصلحتنا، وكفانا منذ سنوات فسادٌ بفساد وبعين "بلقة".
ثالثا: دولة الرئيس الاكاديمي:
لماذا لم تُطرَح إشكالية "ان الحاكم لا ينسق مع الحكومة في التعاميم" قبل ذلك؟
قارب وجودكم في رئاسة الحكومة حوالى مئة يوم، صدر اثناءها أكثر من تعميمٍ عن المهندس العام حاكم مصرف لبنان،في زمن الافلاس.
فلماذا لم تعترضوا منذ اول تعميم؟
ولماذا لم تبلِّغوه بأنكم تريدون ان تضعوا موافقتكم المسبقة على التعاميم قبل صدورها ؟
هنا نفتح مزدوجين لنقول: لا شيء في قانون النقد والتسليف، يشترط ان توافق الحكومة على التعاميم "الأخفِ ثقلَ دمٍ" .
والسلطة السياسية الفاسدة السابقة هي التي جعلته :" حاكماً منفرداً".
***
ما يريده الشعبُ كل الشعبِ من كل هذا السِجال، الموبوء بأشرس وانكد من فيروس الكورنا، عدم خسارة امواله ...
وان ما جاء في التعميم الأخير بارقةُ أملٍ من كيسِ الشعبِ، نبادر الى القول: يا رب احمنا من الهندساتِ وما وراءها.
قبل التعميم كان سحب الف دولار يوازي مليونا ونصف مليون ليرة .
بعد التعميم سيصبحُ سحبُ ألف دولار يوازي مليونين و600 الف ليرة أي بفارق مليون و100 الف ليرة عن كل ألف دولار .
هذا الفرق يُنعِش المودعين الأصيلين اصحابَ الجبينِ الناصعِ، صحيح ان الذي يُنعشهم اكثر... هو ان يستطيعوا سحب اموالهم بالدولار كما وضعوها، لكن ألله يعين اللبناني،الصابر، الغاضب بين "الكحلِ بالليرة والعمى بالدولار" .
دولة الرئيس حسان دياب اذا كان لديكم دراسةٌ ورؤيةٌ بتأمين تعميمٍ آخر يدفع للمودِعين اموالهم بالدولار، فهذا بلاءٌ حسنٌ.
اما اعتراضكم مجرد اعتراض لتثبيت موقعكم؟ .
أليس أنتم القائلون: "أنا كنت قد وعدت اللبنانيين بأن ودائع ما لا يقل، أكرر ما لا يقل، عن 90 بالمئة من المودعين لن تتأثر. لكن، وبعد الدراسات المعمّقة، وبناء على الأرقام العائدة إلى آخر شهر شباط 2020، يمكنني أن أُعلِنَ اليوم أن نسبة الذين لن يتأثّروا لن تقلّ عن 98 بالمئة من المودعين".
يا لروعةِ الفكر الاكاديمي لدولة الرئيس، بعالم المال،
افرجوا أسارير الشعب اللبناني الغاضب، كيف ان 98 بالمئة من اللبنانيين لن تتاثر ودائعهم؟
وبالتالي من هم بالاسماء الــ 2 %، وما قيمةُ وديعةِ كلِ واحدٍ منهم؟
والأخطر ان الشعب مدركٌ كل ذلك،وهل يتكلمون عن الــ 2 % في لبنان وفي مصارف الخارج؟
***
فعلاً لم نعد في وطننا لبنان .
بل في ما يشبهُ مسرحاً ممثلوه بارعون بالنكدِ والأحقادِ والفسادِ.
وللأسف هذا المسرح فصوله لن تنتهي، الا من خلال غضبِ الشعب اللبناني الأصيلِ النزيهِ أبً عن جد.