#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فجأةً، عادَ المعارضونَ او مَنْ يُسمُّونَ أنفسهمْ معارضينَ، عادوا إلى اوكارهمْ المذهبيةِ والطائفيةِ والسياسيةِ وتحجَّجوا بألفِ حجَّةٍ،
حتى لا يشاركوا بلقاءِ "معرابِ الوطنيِّ" كما سمتهُ القواتُ اللبنانيةُ،
وبغضِّ النظرِ عنْ ظرفِ كلِّ فريقٍ فما السببُ،
أنْ يقاطعَ مَنْ يُقاطعُ عوضَ الذهابِ للنقاشِ والخروجِ بموقفٍ واحدٍ، بدلَ الشماتةِ منْ القواتِ اللبنانيةِ ومَنْ مؤتمرها الهشِّ..
على الأقلَّ: لقد بادرتْ القواتُ اللبنانيةُ في وقتٍ لم يقمْ احدٌ بأيِّ خطوةٍ.
وبغضِّ النظرِ عنْ توقيتِ المؤتمرِ وعنْ عنوانهِ فكانَ حريَّاً بمنْ قاطعوا او ارسلوا ممثلينَ عنهمْ درجةً ثالثةً او رابعةً أنْ يقولوا للبنانيينَ كيفَ يواجهونَ المرحلةَ،
وكيفَ يتحضَّرونَ للمرحلةِ المقبلةِ، او حتى أنْ يقولوا لسمير جعجع "الآنَ ليسَ وقتُ الحديثِ عنْ الــ 1559 وهو مشروعُ فتنةٍ داخليةٍ ربَّما نحنُ بغنى عنها،
وهو ينصُ ايضاً على نزعِ كلِّ سلاحٍ،
فمنْ هو القادرُ على نزعِ السلاحِ بما فيه سلاحُ المخيماتِ الفلسطينيةِ،
ومنْ هو الرئيسُ الذي سيتعهَّدُ بذلكَ وبأيِّ طريقةٍ"؟
لقد كنَّا يومَ السبتِ امامَ مشهدِ معارضةٍ حزينةٍ مشتَّتةٍ وضعيفةٍ يُسالُ معها السؤالُ:
أبهذهِ المعارضةِ يُمكنُ الوقوفُ بوجهِ مَنْ وما تبقَّى منْ "قادةِ الحزبِ"؟
***
المضحكُ وسطَ كلِّ هذا ، أنَّ رئيسَ مجلسِ النوابِ الممسكَ الحقيقيَّ اليومَ بقرارِ الحربِ ووقفِ النارِ، عرفَ كمْ أنَّ ايران:
الدولةُ، مأزومةٌ وموضِعُ تساؤلاتٍ وشكٍّ، فطلبَ مَنْ الصحافيينَ بعدَ لقائهِ رئيسَ مجلسِ الشورى الايرانيِّ،
"عدمَ تثقيلِ الدمِ" بالاسئلةِ وكأنهُ يطلبُ سلفاً عدمَ إحراجِ الضيفِ بالاسئلةِ الصعبةِ والمستحيلةِ،
وهو في الوقتِ نفسهِ يقولُ لضيفهِ أنَّ اوضاعكمْ صعبةٌ مع الناسِ،وأنتمْ مُطالبونَ بتوضيحاتٍ كثيرةٍ وأنَّ الغضبَ يتملكُ الناسَ منْ جراءِ زجِّ البلادِ بحروبٍ ليستْ قادرةً عليها.
***
الأهمُّ، أنَّ الضيفَ الايرانيَّ الجديدَ تعلَّمَ منْ تجربةِ مَنْ سبقهُ، وأوقفَ الاستفزازَ والتعالي والفوقيَّةَ،
ونزلَ عنْ الشجرةِ لأنَّ وقائعَ الارضِ تدعوهُ للعودةِ إلى الارضِ والنزولِ عنْ الشجرةِ،
ولكنْ.. بعدَ خرابِ البصرةِ!