#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ الواضحِ أننا دخلنا في النفقِ الحربيِّ الطويلِ الذي لنْ ينتهيَ قبلَ أنْ يحقِّقَ العدوُّ ما يريدهُ وهو تصفيةُ حزبِ اللهِ وإيجادُ منطقةٍ آمنةٍ جنوباً.
في الجانبِ الاوَّلِ ينجحُ العدوُّ منْ خلالِ آلةِ القتلِ الوحشيَّةِ بتدميرِ المباني على رؤوسِ الناسِ وبتصفيةِ القياداتِ العسكريةِ في مسلسلٍ صارَ خطيراً،
وضارباً عرضَ الحائطِ بكلِّ الاعرافِ والنُّظمِ الدوليَّةِ ومواثيقِ حقوقِ الإنسانِ والمنظماتِ الدوليَّةِ.
الاسوأُ أنَّ العالمَ يتفرَّجُ على مسلسلِ القتلِ والتدميرِ لعاصمةٍ وبلدٍ وناسٍ منْ دونِ أنْ يتحرَّكَ، وكأنَّ الجميعَ ينتظرُ تصفيةَ الحساباتِ قبلَ أنْ تأتيَ الحلولُ في اليومِ التالي،
وقد تعدَّلتْ موازينُ القوى ويُصبحُ بعدها تمريرُ الحلولِ والخياراتِ أبسطَ وأسهلَ.
***
عظيمٌ، ولكنْ بأيَّةِ كلفةٍ؟ منْ سيُعيدُ بناءَ المؤسساتِ والبيوتِ والمنازلِ وحتى البنى التحتيةِ التي بدأتْ اسرائيلُ بتدميرها، وآخرها عندَ الحدودِ اللبنانيةِ – السوريةِ؟
ومَنْ سيُعيدُ لحمةَ الناسِ بعضهمْ ببعضٍ حينَ يشعرُ قسمٌ منْ اللبنانيينَ بالهزيمةِ، وقسمٌ آخرُ بزهوةِ الإنتصارِ..
وها هي الحركةُ السياسيةُ التي تندفعُ مواكبةً لاتصالاتٍ خارجيةٍ نحوَ وقفِ إطلاقِ النارِ، وتطبيقِ القرارِ 1701، وفصلِ لبنانَ عنْ غزة، وانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ.
***
فما الذي تبدَّلَ؟
وهلْ كانَ الجميعُ ينتظرُ تصفيةَ "الحزبِ" مؤسساتٍ وقياداتٍ حتى يفرضوا الحلولَ؟
ولماذا لم يسعَ الجميعُ إلى تجنيبِ لبنانَ حربٍ كارثيةٍ،
بدلَ أنْ يغطي "النجيبُ" وحكومتهُ وحتى مجلسُ النوابِ (الصامتُ) كلُّ ما كانَ يجري منْ الجنوبِ إسناداً لغزة.
***
الخطيرُ في المسألةِ أنَّ الحركةَ ستكونُ بلا بركة وسيُمنحُ نتنياهو الوقتَ الكافي،
منْ الآنَ وحتى شباط منْ العامِ المقبلِ لتدميرِ ما تبقَّى قبلَ أنْ يأتيَ الحلُّ الديبلوماسيُّ المتأخِّرُ سنتينِ!