#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
غَداةَ اليومِ الذي ارسلَ فيهِ رئيسُ دولةِ الاماراتِ الحبيبةِ الشيخ محمد بن زايد حفظهُ اللهُ، مكرُمَتهُ للبنانَ،
الشعبِ المنكوبِ، وجَّهَ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ نداءً للدولِ المانحةِ لإرسالِ مساعداتٍ إلى لبنانَ بقيمةِ نصفِ مليارِ دولارٍ،
منْ دونِ أنْ ينبسَ بكلمةِ شكرٍ إلى الرئيسِ العربيِّ الوحيدِ الذي هبَّ لنصرةِ لبنانَ ولتقديمِ المساعدةِ لهُ،
ومنْ دونِ أنْ يقولَ لنا كيفَ وأينَ ومتى سيُصرفُ المساعداتَ،
وعبرَ أيَّةِ آليةٍ وكيفَ ستُحترمُ الشفافيةُ في التعاملِ مع هذهِ المكرُمَةِ منْ المبادرِ الاوَّلِ الشيخ محمد بن زايد.
هذا جانبٌ اساسيٌّ ومهمٌّ في التعاملِ مع الدَّعمِ العربيِّ الاوَّلِ،
والدوليِّ في مرحلةٍ ثانيةٍ (إذا اتى)،ومع طريقةِ صرفِ هذهِ المساعداتِ خصوصاً أنهُ صارَ واضحاً أننا في اوَّلِ طريقِ الحربِ لا في نهايتها.
***
لا سيَّما بعدَ دخولِ ايران على خطِّ الردِّ الذي لم يُصبْ احداً في اسرائيل (للمفارقةِ)،
والإستعدادِ الاسرائيليِّ للدخولِ في مواجهةٍ أعنفَ منْ دونِ معرفةِ سيناريوهاتِ اليومِ التالي.
ما يُوجعُ (وبإستثناءِ وقوفِ الاماراتِ إلى جانبِ لبنانَ)،
هو عزلةُ لبنانَ ووقوفهُ وحيداً في مواجهةِ آلةِ الدَّمارِ الاسرائيليةِ وهي تحاولُ التوغُّلَ برَّاً،
والمشهدُ الحزينُ لإعادةِ تموضعِ الجيشِ اللبنانيِّ جنوباً، والخوفُ منْ أنْ تستمرَّ هذهِ المواجهاتُ اسابيعَ.
***
في وقتٍ تُواصلُ اسرائيلُ إستهدافَ بيروتَ غبَّ الطلبِ خاصةً ونواحي وشققاً سكنيةً وبناياتٍ في اوقحِ عمليةِ إعتداءٍ على عاصمةٍ وناسٍ وشعبٍ حتى ولو كانَ الهدفُ قياداتً عسكريةً للحزبِ، فما الهدفُ منْ إصطيادِ مدنيينَ ابرياءَ ايضاً يدفعونَ الثمنَ إلى جانبِ العناصرِ الحزبيينَ والعسكريينَ، وهلْ يُعقلُ أن تكونَ مدينةٌ بكاملها تحتَ وابلِ القذائفِ ليلاً نهاراً منْ دونِ أنْ يُحرِّكَ احدٌ ساكناً،
وغداً يأتي الشتاءُ فمنْ يسألُ عنْ اصحابِ ومالكي وشاغلي الشققِ المهدَّمةِ ، ومنْ يُعيدُ إعمارها؟
واليومَ أينَ وكيفَ تَسكنُ الناسُ الهاربةُ إلى الطرقاتِ وباحاتِ المساجدِ وارصفةِ المطاعمِ في بيروتَ وغيرها وهي مدنٌ صارتْ غارقةً بالنفاياتِ ايضاً..
نحنُ امامَ كارثةٍ لا مثيلَ لها والعالمُ يتفرَّجُ، فيما نلهو بسيناريوهاتٍ عديمةِ الفائدةِ لإنتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ!