#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حبسَ اللبنانيونَ أنفاسَهمْ طوالَ يومِ الاحدِ بانتظارِ امرٍ كبيرٍ ما قد يحصلُ نتيجةَ ما سُرِّبَ في صحيفةِ التلغراف البريطانيةِ حولَ مطارِ بيروتَ ،
ورغمَ نفي وزيرِ الاشغالِ العامةِ في مؤتمرهِ الصحافيِّ كما في الجولةِ التي نظَّمها للصحافيينَ داخلَ المطارِ لكلِّ الاخبارِ الواردةِ، فإنَّ ما سُرِّبَ منْ الواضحِ أنَّ لهُ هدفاً ما ورسالةً لها مدلولاتُها ...
وإنْ كانَ الاتحادُ الدوليُّ للطيرانِ قد نزعَ عنْ المقالةِ شرعيَّتَها ولم يدخلْ في الاجواءِ السياسيةِ المحيطةِ بها،
ومع ذلكَ فالرُّعبُ دبَّ في قلوبِ الآتين إلى لبنانَ او الذينَ وصلوا اساساً لتمضيةِ الصيفِ، وكأنَّ الحربَ ستقعُ بينَ ليلةٍ وضُحاها كونُ المسألةِ مسألةَ توقيتٍ ليسَ إلاَّ.
***
وفي موازاةِ الصلاةِ التي رُفعتْ لإبعادِ شبحِ الحربِ عنْ لبنانَ،
دعا امينُ سرِّ دولةِ الفاتيكان بارولين الصحافيين،
لدى وصولهِ إلى لبنانَ للصلاةِ منْ اجلِ نجاحِ مهمَّتهِ... والواضحُ أنَّ مهمَّةَ امينِ سرِّ دولةِ الفاتيكان بحاجةٍ إلى أكثرَ منْ صلاةٍ،
بحاجةٍ إلى عجائبَ لترتيبِ البيتِ الداخليِّ ولتحريكِ الركودِ في الملفِّ الرئاسيِّ.
فهلْ ما عَجِزتْ عنهُ الدولُ الخمسُ وكلُّ وساطاتِ الداخلِ سينجحُ بهِ الفاتيكان منْ خلالِ الصلاةِ؟
وما هي ادواتُ الضغطِ على مسؤولينَ ونوابٍ وقياداتٍ، فهلْ سيسمعونَ الصلاةَ؟
***
نعيشُ الانتظارَ المميتَ وكأننا رهائنُ او فلنقلْ أكثرَ وكأننا حقولُ تجاربَ يُلعبُ باعصابنا طلوعاً نزولاً..
ساعةً بالحربِ، ساعةً بالهدنةِ،
ساعةً بالحلِّ الرئاسيِّ، ساعةً بالفراغِ،
ساعةً بــ 24 ساعةَ كهرباءٍ، وساعةً بعتمةٍ شاملةٍ ،ساعةً بحلولٍ للنازحينَ، وساعةً بخططٍ لتوطينهمْ...
وهكذا دواليكَ .. تحوَّلنا إلى دمى ورهائنَ وادواتٍ يتمُّ اللَّعبُ بنا،
فقط لأننا قرَّرنا أنْ نستسلمَ وأنْ لا نواجهَ، وأنَّ ثورتنا المنقوصةَ كانتْ بلا معنى،
وتمَّ أستثمارها لدفنها عنْ سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ ...
هذا ما نحنُ عليهِ اليومَ... رهائنُ نستسلمُ للموتِ القادمِ..!