#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كشفتْ حادثةُ السفارةِ الاميركيةِ هشاشةَ الوضعِ الامنيِّ الداخليِّ حتى وسطَ الاجراءاتِ الكبيرةِ والدقيقةِ والدُّشمِ التي يًقيمها الجيشُ اللبنانيُّ كما امنُ السفارةِ،
واستمرارُ إطلاقِ الرصاصِ لدقائقَ طويلةٍ بينَ مسلَّحٍ واحدٍ، ووحداتِ الامنِ، يكشفُ خطورةَ التسلُّلِ الذي نفَّذهُ المسلَّحُ السوريُّ في وضحِ النهارِ،
وكيفَ بدَّلَ ثيابهُ وجهَّزَ نفسهُ وأطلقَ النارَ منْ دونِ أنْ ينتبهَ احدٌ لِما يقومُ بهِ.
ولعلَّ ما قالهُ وزيرُ الداخليةِ حولَ إستغرابهِ إنتقالَ المسلَّحِ المجهَّزِ بالسلاحِ منْ مجدل عنجر إلى عوكر مُتخطِّياً كلَّ الحواجزِ، أكبرُ دليلٍ على أنَّ البلدَ مكشوفٌ امنياً رغمَ كلِّ محاولاتِ الاجهزةِ الامنيةِ العملَ لسدِّ الفجواتِ..
***
ولكنْ ماذا بمقدورِ هذهِ الاجهزةِ أنْ تفعلَ،
إذا كانتْ هي نفسها بحاجةٍ إلى دعمٍ ومساعدةٍ وعناصرها بالكادِ يأكلونَ؟
وماذا بإمكانِ هذهِ الاجهزةِ أنْ تفعلَ إذا كانتْ الحدودُ فالتةً على التَّهريبِ والعصاباتِ والميليشياتِ وعبورِ النازحينَ غيرِ الشرعيينَ وغيرهمْ، وبحمايةِ الميليشياتِ أنفسها والعصاباتِ،
ما جرى يفتحُ منْ جديدٍ ملفَّ داتا النازحينَ ودعمَ الاممِ لهمْ ووجودهمْ الفالتِ في لبنانَ منْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ ومُساءلةٍ،
كما يفتحُ السؤالَ الكبيرَ عنْ التمويلِ الذي يتلقَّاهُ هؤلاءُ منْ المنظماتِ الدوليةِ منْ دونِ الكشفِ والتحقُّقِ منْ خلفياتِ هؤلاءِ ولا سيما الامنيةِ..
والاسوأُ ما حُكيَ عنْ أنَّ المسلَّحَ النازحَ جاءَ مع مجموعاتٍ مؤخَّراً منْ سوريا، فكيفَ يدخلُ ويخرجُ منْ لبنانَ إلى سوريا؟
وهلْ هو قادرٌ على الإنتقالِ إلى مناطقَ آمنةٍ في سوريا؟
هلْ هو ملاحقٌ ام لا؟
هلْ هو نازحٌ ام لا ؟
هلْ هو إرهابيٌّ ام لا ؟
***
اسئلةٌ نتمنَّى على القيِّمينَ على أمننا أنْ يجيبونا عليها خوفاً منْ أنْ تضيعَ الحقيقةُ كما ضاعتْ في المرفأِ وفي الإغتيالاتِ وفي الطوابعِ وفي إغتيالِ باسكال سليمان وغيرهِ...
***
لكنَّ ما جرى صباحَ الاربعاءِ لم يحجبْ الانظارَ عنْ تطوُّراتِ الجنوبِ حيثُ تسارعتْ المخاوفُ منْ تصعيدٍ كبيرٍ بعدَ إستهدافِ الحزبِ لثكنةٍ عسكريةٍ في شمالِ اسرائيلَ، فكيفَ ستتطوَّرُ الاوضاعُ ؟
وهلْ تردُّ اسرائيلُ بشكلٍ محدودٍ أم واسعٍ على أكبرِ خرقٍ لأمنها العسكريِّ منْ البوابةِ اللبنانيةِ،
أم أنَّ الفراملَ الاميركيةَ لا تزالُ "شغَّالةً" وهي طمأنتْ "النجيبَ" انْ لا تصعيدَ...
كلُّ الاحتمالاتِ واردةٌ لكنَّ الأكيدَ أنَّ كُثُراً منْ القادمينَ إلى لبنانَ هذا الصيفِ بدأوا بطرحِ الاسئلةِ:
ننزلُ إلى لبنانَ أم لا؟