#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تماماً كما كتبنا قبلَ اسابيعَ جاءَ ما كُتِبَ،وهو التمديدُ للبلدياتِ.
صحيحٌ أنَّ الجلسةَ لم تجرِ، لكنَّ مجرَّدَ الدعوةِ إليها منْ قبلِ رئيسِ المجلسِ في الخامسِ والعشرينَ منْ الشهرِ الحاليِّ يعني أنَّ الامرَ صارَ محسوماً.
وما كانَ رئيسُ المجلسِ النيابيِّ ليدعو لو لم يكنْ اكيداً منْ أنَّ نصابَ جلسةِ التمديدِ والتأجيلِ سيكتملُ بتمثيلٍ مسيحيٍّ قائمٍ على تكتُّلِ لبنانَ القويِّ وعلى بعضِ النوابِ المستقلِّينَ وعلى نوابِ الثنائيِّ، كما النوابُ السُنَّةُ يُضافُ إليهمْ نوابُ الحزبِ التقدميِّ الاشتراكيِّ واللقاءِ الديمقراطيِّ..
قالها بصريحِ العبارةِ رئيسُ المجلسِ وبالمنطقِ نفسهِ الذي كتبنا عنهُ قبلَ اسبوعينِ حولَ سببِ التمديدِ "أنهُ لنْ يقبلَ بفصلِ الجنوبِ عنْ لبنانَ"،
أي لنْ يقبلَ بإجراءِ الانتخاباتِ البلديةِ في كلِّ المناطقِ باستثناءِ الجنوبِ بما يوحي وكأنَ البلدَ مقسومٌ وبِما يفتحُ البلادَ على تفسيراتٍ تأخذها نحوَ الفدراليةِ او غيرها.
***
هذا منطقٌ سيواجههُ بالطبعِ نوابُ المعارضةِ كما نوابُ التَّغييرِ مع علمهمْ المُسبقِ أنَّ الاجواءَ التحضيريةَ للانتخاباتِ غيرُ مكتملةٍ، كما أنَّ الشارعَ غيرُ متحمِّسٍ لحملاتٍ انتخابيةٍ ولا لترشيحاتٍ،
والدليلُ عدمُ تَقدُّمِ احدٍ حتى الساعةَ للترشُّحِ وكأنَّ الناسَ تُدركُ قبلَ السياسيينَ أنَّ ما يجري حفلةُ مزايداتٍ ليسَ إلاَّ،
وأنَّ الجميعَ يُسجلُ نقاطاً فيما الكلُّ يعلمُ أنَّ لا انتخاباتَ بلديةً.
***
ولعلَّ نقطةً اساسيةً هي محطُّ تساؤلٍ أكيدٍ: فيما لو جرتْ الانتخاباتُ،
منْ يُديرُ لعبةَ التوازنِ الطائفيِّ لبلديةِ بيروتَ والتي كانتْ سابقاً تُطبَخُ سلفاً حتى لا يُطاحَ بالتوازنِ بينَ المسيحيينَ والمسلمينَ؟
واليومَ وفي غيابِ المرجعيَّاتِ الحقيقيةِ في بيروتَ منْ يضمنُ أنَّ لا تفلُتَ الامورُ ويأتيَ مجلسٌ بلديٌّ منْ لونٍ واحدٍ وطائفةٍ واحدةٍ؟
نحنُ امامَ ايامِ مزايداتٍ وشعبويةٍ قبلَ أنْ يذهبَ ثلثا المجلسِ النيابيِّ للتصويتِ على التأجيلِ لمدةٍ أقصاها سنةٌ واحدةٌ!