#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم تعطِ طائراتُ العدوِّ الاسرائيليِّ اللبنانيينَ في الجنوبِ خصوصاً، "فرصةً" ليأخذوا أنفاساً ويشعروا بالطمأنينةِ لليلةٍ واحدةٍ فقط...
واحتفلَ المسيحيونَ كما المسلمونَ في قرى الجنوبِ النائيةِ والمُوحشةِ والمُعتِّمةِ والخائفةِ بالميلادِ على وقعِ القذائفِ وتحليقِ الطائراتِ على رجاءِ مجيءِ يومٍ يعمُّ فيهِ السلامُ حقيقةً..
امَّا فلسطينُ المجروحةُ والمنكوبةُ فبدورها شهدتْ ولادةَ الطفل يسوع بعيداً عنْ المجوسِ والنجومِ، وكانتْ السماءُ تعجُّ بأضواءِ الصواريخِ والقذائفِ بانتظارِ هدنةٍ قد تأتي وقد لا تأتي ...
احزانٌ ودموعٌ في مناطقِ "صراعِ الالهةِ" كما يُقالُ.. ولبنانُ في قلبِ الصراعِ واللهيبِ.. ينتظرُ مع المنتظرينَ والباحثينَ والمُبادرينَ والوسطاءِ.
***
وجاءتْ صرخاتُ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الباحثِ عنْ "عيديةٍ" منْ النوابِ في العيدِ، وهي انتخابُ رئيسٍ للجمهوريةِ كصرخةٍ في وادي الانتظارِ الذي لا تسمعُ فيهِ إلاَّ الصدى.
وكانَ على حقٍّ "بطريركُ الموارنةِ" حينَ يقولُ " أنَّ لا احدَ يستطيعُ انْ يعطي ما لا يملكُ".. وهذهِ اكبرُ إدانةٍ لنوابِ الامةِ الذينَ لم يمضِ على انتخابهمْ سنةٌ ونصفٌ، فأذا بهمْ يدانونَ منْ سيِّدِ الصرحِ، وكأنهمْ غيرُ اسيادِ قراراتهمْ ويتلقونَ التوجيهاتِ منْ الخارجِ.
***
ماذا بعدُ؟
الجمهوريةُ بلا رأسٍ تمرُّ فيها الاحتفالاتُ بالميلادِ والفصحِ والفطرِ والاضحى والاستقلالِ والجيشِ منْ دونِ رئيسٍ،ومع سلطةٍ تنفيذيةٍ تُصرِّفَ الاعمالَ، ومجلسُ النوابِ يُشرِّعُ على القطعةِ.
سينتهي العامُ وتختفي عجقاتُ الاعيادِ ويغادرُ المغتربونَ ونعودُ إلى الهمومِ اليوميةِ القاتلةِ.
وتقولُ ارقامُ مطارِ بيروتَ الدوليِّ أنهُ اعتباراً منْ الخامسَ عشرَ منْ كانونِ الثاني المقبلِ ستنخفضُ الحركةُ في المطارِ حوالي 90 % ، مع تراجعِ الرحلاتِ منْ وإلى المطارِ..
وهذا يعني أنَّ البلادَ تعيشُ حالةِ خوفٍ منْ أيِّ تطوُّراتٍ دراماتيكيةٍ مفاجئةٍ على جبهاتِ التوتُّرِ جنوباً ..
امَّا الهمومُ اليوميةُ فحدِّثْ ولا حرجَ،ولعلَّ الإنهيارَ الصحيَّ هو الأخطرُ والذي يمسُّ كلَّ بيتٍ وعائلةٍ ولا يجدُ علاجاً لهُ ولا حلاً.. وقد يتفاقمُ أكثرَ فأكثرَ.
***
نحنُ مقبلونَ على عامٍ جديدٍ، فيما كلُّ فصولِ الذلِّ منْ العامِ الحاليِّ ستستمرُّ وتسقطُ معها أكثرَ فأكثرَ اوراقُ وعوراتُ سلطةٍ قهرتْ ابناءها!