#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يأتي الاعلانُ عن عودةٍ قريبةٍ للموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان إلى بيروت، وكأنهُ في غيرِ مكانهِ ولا زمانهِ،ومنْ خارجِ الحساباتِ المطروحةِ،
لا بلْ يُضحكُ ويسلِّي في بلدٍ يعيشُ الخيباتِ والانكساراتِ والهزائمَ والإنهياراتِ.
يقولُ بعضُ العارفينَ أنَ الكواليسَ تحضَّرُ لسلسلةِ مشاوراتٍ رئاسيةٍ على الخطِّ القطريِّ – الفرنسيّ،
وتؤكِّدُ الاوساطُ الديبلوماسيةُ أنهُ في مقابلِ الاصرارِ القطريِّ على طرحِ اسمِ اللواءِ الياس البيسري مديرِ عامِ الامن العام بالانابةِ للرئاسةِ،
عادَ الفرنسيونَ ليحاولوا تعويمَ وساطتهمْ عبرَ التأكيدِ على اسمِ المرشَّحِ سليمان فرنجيه للرئاسةِ...
***
وتنطلقُ المبادرةُ الفرنسيَّةُ منْ محاولةِ الرئاسةِ الفرنسيةِ تعويمَ وضعيَّةِ الرئيسِ الفرنسيّ ايمانويل ماكرون مع محورِ الممانعةِ بعدَ سلسلةِ العثراتِ في التعاملِ مع أزمةِ غزة، مِما جعلهُ يخسرُ العربَ واسرائيل في الوقتِ عينهِ.
المبادرةُ منْ بعضِ الاطرافِ لفتحِ ثغرةٍ في الجدارِ الرئاسيِّ المقفلِ،
تبدو وكأنها خطواتٌ في الوقتِ الضائعِ ولنْ تقدِّمَ ولنْ تؤخِّرَ شيئاً باعتبارِ أنَ لا احدَ يُسلِّمُ اوراقهُ في عزِّ العاصفةِ الاقليميَّةِ والحربِ الدائرةِ،
وطالما أنَ الاوراقَ لم تُفتحْ كاملةً بعدُ ولم تظهرْ النتائجُ ولم تتوضحُ معالمُ المعركةِ، فمنْ هو "الشاطرُ" الذي يبيعُ ويشتري في عزِّ المعركةِ؟
***
منْ الواضحِ انَ الملفَّ الرئاسيَّ معقَّدٌ وطويلٌ وبعيدُ المدى،
ونحنُ عملياً سنكونُ امامَ جولةٍ سياحيةٍ جديدةٍ لأيِّ موفدٍ رئاسيٍّ،
وفي المقابلِ سيتسلَّى اللبنانيونَ منْ جديدٍ في رشقِ بعضهمْ باتهاماتٍ بالتعطيلِ على انقاضِ بلدٍ يغرقُ اكثرَ فأكثرَ،
ويزيدُ في إنهياراتهِ أداءُ "النجيبِ" الذي يلهو حديثاً في لعبِ دورِ المبادرِ والوسيطِ الاقليميِّ،
فيما بلدهُ يغرقُ بسببِ سياساتِ حكومتهِ، بالجوعِ والفقرِ،
وتزيدُ من إنهياراتهِ موازنةٌ لم يقرأها "النجيبُ"، بلْ سلَّمَ امرها كعادتهِ إلى نائبهِ!