#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يأخذُ الجدلُ حولَ ملءِ الفراغِ في رأسِ المؤسسةِ العسكريةِ بعدَ إنتهاءِ ولايةِ العماد جوزف عون في العاشرِ منْ كانونِ الثاني المقبل،
الكثيرَ منْ الأخذِ والردِّ والمدِّ والجزرِ، نظراً لدقةِ وحساسيةِ الفراغِ في هذهِ اللحظةِ المليئةِ بالمفاجآتِ العسكريةِ والمرشَّحةِ للتطوُّرِ،
وثانياً نظراً لكونِ اسمِ العماد جوزف عون مطروحاً بشكلٍ جديٍّ لرئاسةِ الجمهوريةِ..
فهلْ لا زالَ الاسمُ مطروحاً بعدَ كلِّ التطوُّراتِ الجاريةِ، وهلْ الاوضاعُ الداخليةُ كما الخارجيةُ تسمحُ اليومَ بالتفرُّغِ لمسألةِ رئاسةِ الجمهوريةِ اساساً؟
منْ الواضحِ ان هناكَ سباقاً مع الوقتِ يتوخاهُ العماد عون حتى لا يُصبحَ في المنزلِ بعدَ العاشرِ من كانونِ الثاني ويكونُ الملفّ الرئاسيُّ قد طويَ بالنسبةِ لهُ..
وعاملُ الوقتِ بدورهِ يراهنُ عليهِ، معارضو التمديدِ للعمادِ جوزف عون مراهنينَ على انه بمجردِ خروجهِ من اليرزة تنتفي حظوظهُ الرئاسيةِ.
***
منْ هنا تتسابقُ الضغوطاتُ والاتصالاتُ والمواقفُ بينَ منطقي رفضِ تأجيلِ التسريحِ او القبولِ بهِ ومنطقي قبولِ تعييناتٍ جديدةٍ اوعدمِ قبولِ تعييناتٍ.
وبينَ هذا وذاكَ تدورُ النكاياتُ والتحدِّياتُ والمحاصصاتُ والاحقادُ والتسوياتُ،
وكأنَ المؤسسةَ العسكريةَ الاكثرَ شرفاً في هذهِ البلادِ والاكثرَ تضحيةً ووفاءً، عرضةً للبيعِ والشراءِ في سوقِ النخاسةِ مع تجارِ السياسةِ في لبنان،
فلماذا لا تتركُ المؤسسةُ العسكريةُ تفرزُ قياداتها ومسؤوليها لوحدها، ولماذا لا يعبَّأُ الفراغُ بما تمليهِ عليهِ القوانين بعيداً منْ منطق "هذا لي وهذا لكَ" ...
لغاية الانَ صارَ واضحاً ان هناكَ محاولاتٍ للاستيلاءِ على رأسِ المؤسسةِ العسكريةِ،
بعدما حيَّدها العماد جوزف عون طوالَ الفترةِ السابقةِ عن تدخلاتِ السياسيينَ.
كيف ستتسابقُ الخياراتُ منْ الآنَ وحتى كانونِ الاولِ او اقصى حدٍّ اوائلَ كانون الثاني؟
لا احدَ يعرفُ.
***
في التداولِ اسمُ مديرِ المخابرات طوني قهوجي الذي يقال انه قادَ سلسلةَ اجتماعاتٍ ناجحةٍ مع اطرافٍ سياسيةٍ ودينية قد توصلهُ لقيادةِ الجيشِ.
ولكن..هلْ تنجح هذهِ المحاولاتُ؟ وإذا لم تنجحْ وسقطَ خيارُ تأجيلِ تسريحِ عون او التمديدِ، فما هي البدائلُ؟