#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الجنوبِ ليلةُ الثلاثاءِ – الاربعاءِ: كانتْ ليلةَ الغاراتِ.
وفي وقتٍ منْ الاوقاتِ، ظنَّ المتابعونَ، وكأنَ قواعدَ الاشتباكِ المعمولِ بها سقطتْ ودقَّتْ ساعةُ الحربِ الواسعةِ، إلاَّ أنَ ضوابطَ "اللعبةِ" الخارجيةِ والاقليميةِ بدتْ،
وكأنها أقوى منْ المحاولاتِ الاسرائيليةِ لجرِّ البلادِ إلى حربٍ واسعةٍ.
وقد ظهرَ ذلكَ منْ حركةِ الموفدِ الاميركيِّ آموس هوكشتين الذي جاءَ فقط ليقولَ للبنانيينَ بضرورةِ ضبطِ النفسِ وعدمِ الانجرارِ إلى حربٍ.
وهذا يعني بشكلٍ او بآخرَ تحميلُ العدوِّ الاسرائيليِّ مسؤوليةَ محاولةِ تسخينِ الوضعِ جنوباً لاستدراجِ حزبِ اللهِ إلى ردودٍ اوسعَ، فحربٍ.
***
وحسبَ مصادرَ امنيةٍ وعسكريةٍ التقتْ المُوفدَ الاميركيَّ، فقد كانَ واضحاً مدى الحرصِ الاميركيِّ على إعادةِ الاستقرارِ على الجبهةِ الجنوبيةِ تمهيداً لمحاولة التركيزِ على حلٍّ سياسيٍّ لحربِ غزةَ، يبدأُ انسانياً بعدَ اسابيعَ منْ الانجرارِ الاميركيِّ الاعمى وراءَ اسرائيل.
هلْ تنجحُ هذهِ المحاولاتُ؟
لا يبدو في الأفقِ أنَ نتانياهو يريدُ وقفَ الحربِ لأنَ ذلكَ يعني عملياً تسريعاً لنهايتهِ السياسيةِ التي صارتْ محتومةً.
ويعني عملياً شئنا أم ابينا انتصاراً لحماس التي ستعودُ أقوى منْ قبل، خصوصاً ان الحربَ البرِّيةَ قد تساعدُ حماس "على ارضها" ولا سيما مع وجودِ اكثرِ منْ خمسةٍ وعشرينَ الفِ مقاتلٍ مدرَّبينَ وجاهزينَ.
***
عملياً نحنُ امامَ حربِ استنزافٍ طويلةٍ لا نعرفُ إلى أيِّ مدى سنتمكنُ في الداخلِ اللبنانيِّ منْ تحمُّلها على الاصعدةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والحياتيةِ.
وقد صارَ واضحاً للجميعِ حجمُ تراجعِ الاعمالِ الاقتصاديةِ والانكماشُ النقديُّ في البلادِ، مُضافاً إلى الأنهيارِ في العملةِ، ويمكنُ أنَ تزيدَ عليهِ خنقُ السوقِ اللبنانيةِ بالليرةِ كما بالدولارِ،
إقفالاً للبابِ على المضارباتِ التي قد تُسهمُ في رفعِ سعرِ الدولارِ بعدَ شهرينِ او ثلاثةِ اشهرٍ منْ شبهِ استقرارٍ ...
وهذهِ سياسةٌ ينتهجها حاكمُ المركزيِّ بالوكالةِ.
***
اسابيعُ قليلةٌ وندخلُ في شهرِ الاعيادِ ولا تبدو البلادُ ومع اجواءِ الحزنِ والغضبِ التي ترافقُ يومياتِ الجنوبيينَ،
ذاهبةً الى زحمةِ مشترياتٍ وتسوُّقٍ واجواءِ اعيادٍ، وهذا الشهرُ عملياً هو رأسُ الاشهرِ الذي يعملُ فيهِ التجارُ والمؤسساتُ...
فأيُّ نسبةِ نموٍّ ستكونُ عليها، وأيُّ اقتصادٍ سيتحرَّكُ لا سيما مع الهستيريا القادمةِ في موازنةِ 2024 والتي وُصفتْ بموازنةِ الانتحارِ الاقتصاديِّ.
إلى أينَ منْ هنا؟
لا احدَ يعرفُ، منْ الاكيدِ أننا في الهاويةِ، مع فرقٍ أينَ نحنُ ذاهبونَ جميعاً، إلى اعدامٍ أو انتحارٍ..
علينا أن نختارَ، ولكنْ ما الفرقُ...!