#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
قالها بالفمِ الملآنِ، ومنْ دونِ أن يرفَّ لهُ جفنٌ:
"هلْ نحنُ نملكُ قرارَ الحربِ والسلمِ"؟
معروفٌ منْ يملكُ قرارَ الحربِ والسلمِ"... هذا هو رئيسُ حكومةِ لبنانَ الذي تُطالبهُ دولةُ الاحتلالِ الاسرائيليةُ بأنْ يكونَ مسؤولاً كدولةٍ عنْ أيِّ خروقاتٍ امنيةٍ على الحدودِ معها.
وها هو "النجيبُ" كعادتهِ يكشفُ البلادَ ويقولُ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ للعدوِ،
"انا غيرُ مسؤولٍ، يمكنكمْ ان تقصفوا لأنَ لا علاقةَ لنا كدولةٍ بقرارِ الحربِ والسلمِ".
صحيحٌ أننا نعرفُ والجميعُ مدركٌ ان القرارَ ليسَ في يدنا، ولكنْ هلْ هذهِ رسالةٌ "طبيعيةٌ" تليقُ برجلِ دولةٍ يُطلقها رئيسُ حكومةِ لبنانَ؟
وصحيحٌ ان اسرائيلَ كعدوٍ لا تنتظرُ الأذنَ منْ احدٍ للاعتداءِ..
ولكنْ ماذا يقولُ "النجيبُ" حتى للعربِ وللخليجيينَ الذينَ راسلهمْ قبلَ سنةٍ واعطاهمْ ضماناتٍ بأنْ لبنانَ مسؤولٌ عنْ اراضيهِ وعنْ قراراتهِ وعنْ وقفِ شبكاتِ التهريبِ وعنْ وقفِ الحملاتِ الاعلامية ضدَّها، وعنْ محاولاتِ حصرِ السلاحِ بالدولةِ وغيرهِ وغيرهِ..
فماذا تراهُ يقولُ لهمْ اليومَ؟
هلْ ليعلِنُ سقوطَ الدولةِ بشكلٍ كاملٍ بعدَ الإنهيارِ الماليِّ والنقديِّ والاجتماعيِّ والاقتصاديِّ والصحيِّ والتربويِّ؟
هلْ يقولُ نحنُ دولةٌ فاشلةٌ لا تملكُ القرارَ على الحدودِ وفي السلاحِ وفي الحربِ وفي السياسةِ الخارجيةِ؟
***
وعلى سيرةِ السياسةِ الخارجيةِ، هلْ يقولُ لنا احدٌ ما هو موقفنا تحديداً منْ الحربِ الدائرةِ في غزة؟
وهلْ تَظهَّرَ جيداً هذا الموقفُ في اجتماعِ وزراءِ الخارجيةِ العربِ في القاهرةِ الاسبوعَ الماضي، أم كانَ باهتاً ككلِّ مواقفِ "النجيب"؟
نحنُ امامَ شبهِ دولةٍ تنتظرُ اعلانَ موتها في لحظاتٍ، ولا يعرفُ القيِّمونَ عليها إذا كانَ عليهمْ ان يختبئوا منْ نيرانِ القذائفِ التي ستنهمرُ عليهمْ وعلى شعبهمْ ومواطنيهمْ أم لا؟
ولا يعرفُ القيِّمونَ عليها إذا كانَ هناكَ منْ داعٍ لتشكيلِ خليَّةِ أزمةٍ أم لا لحالاتِ الطوارىءِ (يبدو ان "النجيبَ" وبعدَ قراءتهِ مقالتنا تذكَّرَ ودعا الى اجتماعٍ لهذا الغرضِ غداً الثلاثاء)...
فكيفَ نثقُ بهمْ؟
وهلْ يُعقلُ أننا امامَ اسئلةٍ خطيرةٍ وصعبةٍ حولَ ما إذا كانتْ الحربُ ستقعُ عندنا... ولا اجاباتَ لدى منْ يتولُّونَ امورنا..؟
***
نحنُ مرَّةً اخرى... ننتظرُ الموتَ وقرارَ اعدامنا بيدِ الخارجِ وادواتهِ...
لكنْ هذهِ المرَّةُ لا نعرفُ إنْ كانَ الموتُ خنقاً او قتلاً او غرقاً..
الاسوأُ أننا ننتظرُ ولا نعرفُ متى تأتي الساعةُ!