#الثائر
رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار مؤسس الجبهة السيادية النائب كميل دوري شمعون أن ما يشهده قطاع غزة من تطورات أمنية خطيرة، أتى نتيجة الممارسات التعسفية وسياسة الاستفزاز التي مارستهما إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني طوال عقود، وأوصلت الأوضاع الى ما هي عليه اليوم من عمليات حربية اقل ما يقال فيها انها الانفجار الكبير، لاسيما ان الشعب الفلسطيني ما عاد لديه ما يخسره بعد ان ضربت إسرائيل عرض الحائط باتفاقية أوسلو المبرمة على أساس قيام الدولتين، معتبرا بالتالي ان إسرائيل تلقت اليوم تحت شعار «طوفان الأقصى»، ضربة موجعة سيسجلها التاريخ للشعب الفلسطيني الباحث عن السلام في زمن الارهاصات السياسية.
ولفت شمعون في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية الى أن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته غابت أهميته عن المجتمع الدولي، كخطوة لا بد منها لإحلال السلام في المنطقة الشرق أوسطية، اذ لا يمكن للمنطقة ان تشهد السلام الحقيقي الدائم والعادل ما دامت إسرائيل مستمرة بعدم تطبيق اتفاقية أوسلو، وفي ممارسة التحريض والقمع والاستفزاز ضد الشعب الفلسطيني.
أما وقد غمر اليوم طوفان الأقصى قطاع غزة وغلافه بحرب ضروس بين حركة حماس من جهة، والجيش الاسرائيلي من جهة ثانية، لفت شمعون الى أن المطلوب بغض النظر عن مجريات الاحداث داخل فلسطين، عدم توريط لبنان في حرب ليست حربه، لاسيما ان إمكاناته على كل المستويات وخصوصا البنية التحتية والاستشفاء والقدرة المالية لإعادة إعمار ما سيتهدم، لا تسمح بإقحامه في حرب يرفضها الشعب اللبناني سلفا على غرار رفضه حرب العام 2006، معتبرا بالتالي ان لبنان وبالرغم من وقوفه الى جانب القضية الفلسطينية، ومن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، يرفض رفضا قاطعا تحوله وشعبه إلى ضحايا على مذبح حرب الآخرين، معتبرا من جهة ثانية أن مقولة لو «كنت اعلم» لن تبرر خطيئة توريط لبنان في حرب مدمرة ستقضي حتما على ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية، قائلا لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله: «اليوم وبعد مرور 17 عاما على حرب (تموز 2006)، أصبحت تعلم بما ستنتجه هذه الحرب، ناهيك عن علمك المسبق بتحذيرات الجانب الإسرائيلي بحرق لبنان حال تعرض شمال إسرائيل لهجمات من الجنوب». وعما نقلته جريدة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول إيراني رفيع بأن إيران سترد بهجمات صاروخية من لبنان في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي، أكد شمعون ان هذا الكلام مرفوض بالمطلق ومردود لأصحابه، فلبنان ليس أرضا لتصفية الحسابات بين الدول، ولا هو ورقة بيد طهران أو مسرحا للاستعراضات الإيرانية، معربا عن أسفه «لكون البعض في لبنان الملحقين بركب الممانعة، لم يفهموا بعد أن إيران تحارب بغير الإيرانيين وتضحي بخيرة شباب لبنان وسورية والعراق واليمن وفلسطين من اجل بلوغ أهدافها في المنطقة العربية، وعلى هؤلاء بالتالي أن يعوا مخاطر استعمالهم وقودا في المحارق الإيرانية، كفى تلاعبا بمصير لبنان، وكفى التحاقا بسياسات لا تبني سوى القبور، ولا ينتج عنها سوى أراض محروقة».