#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما الذي تبدَّل بينَ ما كانَ يفعلهُ حاكمُ المركزيِّ المغادرُ هذا الاسبوعَ، وبينَ ما طلبهُ نوابُ الحاكمِ من ضماناتٍ وتأمينِ غطاءٍ قانونيٍّ لتدخُّلهمْ في السوقِ ولإقراضِ الدولةِ من مصرفِ لبنانَ والاستمرارُ في صيرفةٍ...؟
ماذا يريدُ هؤلاءُ؟
يُقدِّمونَ خطَّةً مماثلةً لخطَّةِ الحكومةِ المطعونِ فيها اساساً،
ثمَّ يهدِّدونَ بالاستقالةِ ما لم...، ثمَّ يَطلبونَ ضماناتٍ للاستمرارِ،
والأنكى، وسطَ هذا الدلالِ،ان الحكومةَ تُعطيهمْ مهلةً 48 ساعةً حتى يتخذوا القرارَ النهائيَّ،
لتأخذَ بعدها الحكومةُ القرارَ المناسبَ،وعندما نتابعُ جزءاً مِما قامَ بهِ هؤلاءُ،
(وسيظهرُ قريباً في ابحاثِ التدقيقِ الجنائيِّ) من شراءِ شققٍ وفيللاتٍ ومنازلَ بملايينِ الدولاراتِ من حسابِ مصرفِ لبنانَ على دولارِ الــ 1500 ليرةٍ حسبَ مصادرَ ماليةٍ مطلعةٍ،
واوَّلهمْ نائبُ حاكمِ المركزيِّ الذي اشترى قبلَ اشهرٍ شقةً مساحتها ثمانماية مترٍ في وسط الاشرفية، وتبلغُ قيمتها اكثرَ من اربعةِ ملايينَ دولارٍ ...
***
نشعرُ بالغثيانِ،
فهلْ يمكنُ لهؤلاءِ المطالبةُ بالاصلاحاتِ في خطَّتهمْ، فيما همْ استفادوا من كلِّ مُوبقاتِ المصرفِ المركزيِّ كما من صيرفةٍ.
وهنا لا بدَّ من ملاحظةٍ انه، بعدَ ظهرِ الاثنينِ شهدَ شبهَ توقُّفٍ للنشاطِ على منصَّةِ صيرفةٍ، وكأنَ المؤسساتِ والافرادَ عاشوا لحظاتٍ وساعاتِ قلقٍ من إحتمالِ توقُّفِ اعمالِ صيرفةٍ او ربطها بمنصَّةٍ جديدةٍ.
أنهُ الارباكُ المسيطرُ على البلادِ نتيجةَ الفراغِ في المؤسساتِ ونتيجةَ تأخُّرِ المسؤولينَ او اشباهِ المسؤولينَ عن المعالجةِ،
وإلاَّ كيفَ نفسِّرُ تلكؤَ، ميقاتي بالتدخُّلِ إلاّ في الاسبوعِ الاخيرِ، والجميعُ كانَ يعلمُ ان نوابَ الحاكمِ قد يستقيلونَ.
ومنْ قالَ اساساً ان هناكَ إمكانيةً للتوافقِ مسيحياً حتى مع الافرقاءِ الآخرينَ على اسمٍ لحاكمِ المركزيِّ.
***
وبعيداً عن الهمِّ النقديِّ إنشغلتْ بيروتُ ومنْ دونِ سببٍ بعودةِ لودريان الى لبنانَ خالي الوفاضِ تماماً كما سيغادرها.
فيما المخجلُ كانَ، ذاكَ السجالُ التافهَ،
بينَ وزيرِ الخارجيةِ عبد الله ابو حبيب ووزيرِ المهجرينَ عصام شرف الدين على خلفيةِ قضيةِ النازحينَ.
ولعلَّ الخفَّةَ ظهرتْ اكثرَ في معالجةِ هذا الملفِّ الشائكِ،
حينَ عادَ ميقاتي وكلفَ شرف الدين العاجزَ بملفٍّ خطيرٍ بهذا الحجمِ.
اما "النجيبُ" السائحُ فأقصى طموحهِ ضبضةُ الامورِ على السريعِ ليعودَ الى السباحةِ في المتوسطِ.
...رجالُ دولةٍ!؟