#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يسودُ القلقُ الاوساطَ النقديةَ والسياسيةَ والشعبيةَ حيالَ المرحلةِ التي ستلي مغادرةَ رياض سلامة آخر تموز حاكميةَ المصرفِ المركزيِّ.
فحتى، لو تمَّ التعديلُ او تمديدُ العملِ بالتعاميمِ، فما الذي يمنعُ المجلسَ المركزيَّ القائمَ، والذي سيستلمُ مع كلِّ خلافاتهِ،
أن يوقفَ العملَ بهذهِ التعاميمِ حتى لا يتحمَّلَ أيَّ مسؤوليةٍ؟
وما الذي يمنعُ نائبَ الحاكمِ وسيم منصوري، إذا استلمَ،
أن لا يستمرَّ بمنصَّةِ صيرفةٍ،
كونها تكلفُ ملايينَ الدولاراتِ يومياً، فمنْ الذي سيتحمَّلُ مسؤوليةَ هذهِ القراراتِ؟
حتى الساعةَ، حديثٌ عن إمكانيةِ أن يقدِّمَ بعضُ نوابِ الحاكمِ إستقالاتهمْ قبلَ إنتهاءِ الولايةِ،
وكلامٌ آخرُ عن مفاجأةٍ قد يحضِّرها ميقاتي بعرضِ اسمِ حاكمٍ للمركزيِّ على مجلسِ الوزراءِ،
رغمَ ان الرئيس العماد ميشال عون في حديثهِ التلفزيونيِّ حذَّرَ منْ هذهِ الخطواتِ غيرِ الدستوريةِ...
***
منْ هنا، فأنَ الضياعَ يسيطرُ على حركةِ السوقِ النقديةِ، وما قد يُستتبعُ من إمكانيةِ ثباتِ سعرِ الدولارِ او ارتفاعهِ مع اولِ الخريفِ...
لا شكَ ان سعرَ الصرفِ كان مستقراً الى حدٍّ كبيرٍ طوالَ الفترةِ الماضيةِ.
وتوحي المعطياتُ ان الحاكمَ سيُسلمُ منصوري ارضاً صلبةً وغيرَ محروقةٍ.
ولكنْ، ماذا بعدَ ثباتِ الصيفِ وتوافرِ اموالِ المغتربينَ بالعملاتِ الخضراءِ؟
وما الذي يضمنُ أنهُ مع استمرارِ الهريانِ وغيابِ "اللاعبِ الكبيرِ"عن مسرحِ البهلوانياتِ والخزعبلاتِ النقديةِ التي هو خبيرٌ فيها،
ان لا يفلتَ الامرُ في السوقِ بفعلِ غيابِ الخبرةِ لدى منْ سيديرُ السوقَ النقديةَ ونعودُ لنغرقَ في فوضى إنهيارِ الليرةِ؟
***
وكأننا صرنا مدمنينَ على حاكمٍ استلمَ ولايةَ المركزيِّ خمسَ مرَّاتٍ حتى أمسينا نخشى
ان يغادرَ المنصبَ رغمَ كلِّ ما نحمِّلهُ من مسؤولياتٍ ... وصارتْ حالتنا كمنْ يتعايشُ مع الجلادِ وعلى طريقةِ "متلازمةِ ستوكهولم"...
نذهبُ الى اسابيعَ حاسمةٍ اطلقَ معالمها الرئيس العماد ميشال عون بالحديثِ عن مواجهةٍ كبيرةٍ ، لمحاولاتِ طمسِ معالمِ التدقيقِ الجنائيِّ، ليصلَ بهِ الامرُ الى حدِّ إمكانيةِ طلبِ النوابِ لعقدِ جلسةٍ في منزلهِ لمناقشةِ تقرير شركةِ الفاريز.
اما في الجانبِ السياسي فلعلَّ الأبرزَ ما اعلنه العماد عون حولَ الحوارِ قائلاً: ان لا املَ من حوارٍ ولا جدوى من حوارٍ مع منْ يحاولونَ فرضَ سليمان فرنجيه رئيساً..
وهكذا يكونُ عون قد شرَّعَ البابَ عريضاً امام مواقفَ تصعيديةٍ للمرحلةِ المقبلةِ نقدياً وسياسياً، وعلى خطِّ رئاسةِ الجمهوريةِ..
فهلْ يمرُّ الصيفُ على خيرٍ؟