#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إذا صحَّتْ المعلوماتُ المتداولةُ حولَ تلميحِ السفيرةِ الاميركيةِ للرئيسِ نبيه بري بفرضِ عقوباتٍ اميركيةٍ على أيِّ فريقٍ معطِّلٍ بعدَ الخامسَ عشرَ من حزيران، فأنَ ذلكَ يُفسرُ الكلامَ الذي صدرَ عن رئيسِ مجلسِ النوابِ بضرورةِ انتخابِ رئيسٍ قبلَ منتصفِ حزيران المقبل.
ويُضافُ الى كلامِ "شيا" تشديدٌ على ضرورةِ انتخابِ رئيسٍ ليُصارَ بعدهُ الى تعيينِ حاكمٍ جديدٍ لمصرفِ لبنانَ وقائدٍ جديدٍ للجيشِ كاولويةٍ.
ولكنْ منْ هو الفريقُ المعطِّلُ؟
هناكَ مصلحةٌ اليومَ لفريقِ الثامنِ من اذار بالنزولِ الى جلسةِ انتخابٍ بعدَ احتسابِ الاصواتِ والتأكدِ من نصابِ الــ 86،
اما أينَ مرشَّحُ المعارضةِ ولماذا لم يُعلنْ حتى الساعةَ الانسحابُ الرسميُّ لميشال معوض ليُعلنَ رسمياً ترشيحُ جوزف عون او جهاد ازعور او زياد بارود او صلاح حنين او نعمت افرام...
والاسوأُ من هذا كلهِ اختفاءُ لائحةِ بكركي التي حملها احدُ المطارنةِ وحملَ فيها اسماءَ مرشحينَ للرئاسةِ...
وماذا عن حركةِ غسان سكاف والياس ابو صعب؟
كأنَ كلَّ المحاولاتِ تبوءُ بالفشلِ لينزلَ الجميعُ،
إذا نزلوا الى مجلسِ النوابِ مشتَّتينَ ومبعثرينَ، إلاَّ إذا جمعهمْ "جامعٌ"وبقدرةِ قادرٍ توحَّدوا على اسمٍ واحدٍ،
تُجبرُ حينها رئيسَ المجلسِ على تحديدِ جلسةٍ وعندها يَظهرُ من يُطيحُ بالنصابِ...
***
في كلِّ ما ذكرناهُ مفارقةٌ بسيطةٌ ولكنها مهمةٌ.
حقٌّ التعطيلِ أي تعطيلُ النصابِ هو حقٌّ دستوريٌّ في أيِّ بلدٍ ديموقراطيٍّ في العالمِ، وهو سلاحٌ يمكنُ استعمالهُ في أيِّ برلمانٍ.
فهلْ ضاقَ "خَلقُ" المجتمعِ الدوليِّ منَّا الى هذهِ الدرجةِ وتحديداً بلدُ الديمقراطيةِ والتعديلِ الاولِ للدستورِ الاميركيِّ،
والذي كفلهُ الدستورُ حتى يتمَّ التهديدُ بفرضِ عقوباتٍ على منْ يمارسُ حقَّاً دستورياً؟
كم نبدو قاصرينَ،وغيرَ راشدينَ ومحكومينَ ومُستعمَرينَ ومندثرينَ عندما نُحكمُ بعصا الاجنبيِّ،
ونحنُ نظهرُ عاجزينَ عن إتخاذِ قراراتنا منتظرينَ لقاءً على هامشِ القمةِ العربيةِ في الرياض ولقاءً خُماسياً وموفداً قطرياً،
وابتسامةَ سفيرٍ ومبادرةً فرنسيةً وتحركاً اميركياً وزيارةَ وَليِّ "ايرانيٍّ".
فأيُّ رئيسٍ هذا الذي سيأتي، وكيفَ سيحكمُ بعدَ "ترويعهِ" في سفارةٍ او زيارةِ وزارةٍ او دفترِ شروطٍ او رسالةِ ضماناتٍ؟
وأيُّ رئيسٍ هذا الذي سيأتي إذا كانتْ سلةُ التعييناتِ والتعهداتِ من حكومةٍ ووزراءَ ومدراءَ وموظفينَ درجةٍ اولى مُسماةً سلفاً تسهيلاً لوصولهِ...
***
للأسفِ، نحنُ نغرقُ فيما الجميعُ يتحكَّمُ بنفَسِ رئيسنا المقبلِ.
حكومةٌ تسقطُ علينا ضرائبها الجديدةُ في كلِّ لحظةٍ والناسُ ساكتةٌ.
آخرُ الابداعاتِ دولارٌ جمركيٌّ جديدٌ سيُلهبُ الاسعارَ فيما الناسُ لا تزالُ تقبضُ على منصَّةِ الــ 15 الفاً، امَّا كلُّ شيءٍ فصارَ بالفريش وبسعرِ صيرفةٍ... "وعيشوا يا ناس"...!