#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
شيءٌ كبيرٌ يجري في المنطقةِ غداةَ الاتفاقِ الايرانيِّ – السعوديِّ،
وثمَّةَ من قالَ ويقولُ أننا امامَ مشهدٍ يُشبهُ الانقلابَ في موازينِ القوى من دونِ ان نعلمَ إلامَ ينتهي الامرُ بينَ مصالحاتٍ وصياغةِ تفاهماتٍ وإعادةِ توزيعِ مناطقَ نفوذٍ وادوارٍ...
كلُّ ما نعرفهُ ان لبنانَ الساحةَ التي دفعتْ على مدى سنواتٍ طويلةٍ اثمانَ الحروبِ العربيةِ الداخليةِ، كما مع ايران والتي كانتْ كساحةِ مجموعةِ منابرَ متناحرةٍ ومتصارعةٍ،
انقسمَ فيها اللبنانيونَ اطرافاً وافرقاءَ، هذا من اجلِ هذا المُحورِ وذاكَ من اجلِ ذلكَ المُحورِ،
واضاعوا البوصلةَ وادخلوا الجميعَ في نزاعاتهمْ ودفَّعوا بلادهمْ الاثمانَ الكبيرةَ...
ها هو لبنانُ الساحةَ اليومَ ينتظرُ كما العادةِ كيفَ سيتلقى تداعياتِ هذا الانقلابِ، وكيفَ ستتفاعلُ الاطرافُ فيهِ مع التطوُّراتِ،
وسطَ غيابٍ تامٍ للسلطةِ اللبنانيةِ الغائبةِ عن المشهدِ، وكأنها في حالةِ صدمةٍ.
سياسيونَ، زعماءُ، قادةٌ روحيونَ، محلِّلونَ، مراقبونَ ضاعوا ولا يعرفونَ كيفَ سيتأثرُ لبنانُ بالمشاهدِ الجديدةِ من ايران الى السعودية فالامارات العربية المتحدة فسوريا، فيما آخرونَ يتساءلون:
هلْ خسرنا؟
وفي المقابلِ آخرونَ يسألون هلْ ربحنا؟
وفي الوسطِ ثمَّةَ منْ يسألُ:
هلْ تبدو واشنطن مرتاحةً لهذهِ التطوُّراتِ؟
وأينَ اسرائيل؟ أولنْ تكونُ محرجةً وهي في اسوأِ ازمةٍ داخليةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ،
هلْ تبقى متفرِّجةً على ايران التي تتصالحُ مع العربِ وهي في صددِ انتاجِ اولِ قنبلةٍ نوويةٍ؟
وهلْ تراجعَ الحديثُ فعلاً في اسرائيل عن عمليةٍ عسكريةٍ ضدَّ ايران؟
كلها اسئلةٌ يضجُّ بها "سياسيو البلدِ إياهمْ" الذينَ يعيشونَ حالةَ انتظارٍ...
***
اما الناسُ البسطاءُ اهلُ بلدي الحزين فهمومهمْ في مكانٍ آخرَ..
إلى أينَ ستصلُ اوضاعهمْ المعيشيةُ وسطَ الارتفاعِ المجنونِ للدولارِ،
وقسمٌ كبيرٌ منهمْ يدخلُ هذا الاسبوعَ في شهرِ رمضان المبارك وبالكادِ معهُ ثمنُ صحنِ الفتوشِ اليوميِّ.
هلْ برأيكمْ لا يزالُ اهلُ بلدي يهتمونَ لما يجري في الخارجِ.
طالما ان مَنْ في الداخلِ من منظومةِ الفسادِ إن بالمالِ ام بالسياساتِ الخاطئةِ؟
مجرَّدُ ادواتٍ صغيرةٍ للخارجِ ولا يفقهونَ بشيءٍ سوى البصمِ...!