#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يعدْ مهماً ما يصدرُ عن مجلسِ وزراءِ تصريفِ اعمالٍ، ولا عن مصرفِ لبنانَ، ولا عن مجلسٍ نيابيٍّ معطَّلٍ، ولا عن قضاءٍ مشلَّعٍ... كلهُ ترقيعٌ بترقيعٍ والبلدُ كأنهُ في حالةِ انتظارٍ لشيءٍ لتنتظمَ امورهُ...
فهلْ حقاً رئيسُ الجمهوريةِ إذا انتخبَ سيتمكنُ من أنْ "يشيل الزير من البير" كما يُقالُ بالعاميةِ، وهلْ سيفكُّ الحصارَ عن لبنانَ وستفتحُ امامنا ابوابُ العالمِ؟
وأيُّ حكومةٍ ستأتي بعدَ الرئيسِ، هلْ ستكونُ منْ ضمنِ التركيبةِ الحاليةِ وضمنَ المعاييرِ نفسها؟
واساساً... ماذا انتجتْ حكوماتُ التكنوقراط التي طبَّلوا لها غيرَ الغباءِ والخفَّةِ؟
وحكوماتُ الوحدةِ الوطنيةِ ألنْ تقعَ في المشاكلِ نفسها؟
وأيُّ بيانٍ وزاريٍّ سيكونُ لها غيرُ استنساخِ السابقِ...
***
وفي مجلسِ النوابِ المشتَّتِ كتلاً ضائعةً، ماذا سيقدِّمُ غيرَ تشريعاتٍ متناقضةٍ، والدليلُ ما نراهُ اليومَ على صعيدِ تطبيقِ الموازنةِ وقانونِ التعديلاتِ على السريةِ المصرفيةِ...
وأيُّ قضاءٍ يُرَاهنُ عليهِ بعدَ انتخاباتِ الرئاسةِ، ما دامتْ آليةُ وصولِ اعضاءِ مجلسهِ الاعلى هي نفسها، ومعاييرُ التشكيلاتِ القضائيةِ نفسها والتدخُّلاتُ نفسها...
أننا امامَ مشكلةِ نظامٍ اساساً، ومشكلةِ منظومةٍ اساءتْ استخدامَ النظامِ وجيَّرتهُ لمصلحةِ صفقاتها وسمسراتها في كلِّ المواقعِ وصولاً الى الاداراتِ الصغيرةِ التي يتكشَّفُ يوماً بعدَ يومٍ حجمُ الانهياراتِ والصفقاتِ فيها.
وعليهِ... وما دامتْ التركيبةُ هي نفسها،واساليبُ الممارسةِ نفسها، وآلياتُ المراقبةِ ذاتها، والدويلاتُ تحكمُ الدولةَ والسلاحُ المتفلتُ إينما كانَ،
والتهريبُ سائدٌ وتجارةُ المخدَّراتِ والممنوعاتِ على عينك يا تاجر،
فعبثاً نحاولُ ونكونُ كمنْ يعملُ على ارضٍ رمليةٍ زاحلةٍ او ارضِ زلازلَ متشقِّقةٍ..
ولنْ تغيَّرَ انتخاباتُ الرئاسةِ أيَّ امرٍ..
ولنْ تفيدنا بأيِّ شيءٍ اموالُ صندوقِ النقدِ إذا اتتْ، طالما نحنُ عاجزينَ حتى الساعةَ،
عن إنجازِ هيئةٍ ناظمةٍ لقطاعٍ خاسرٍ واوقعَ اللبنانيينَ باكثرَ من اربعينَ مليارَ دولارٍ...
***
مملةٌ مواقفُ السياسيينَ الممجوجةُ التي لا تدخلُ في صلبِ المشاكلِ.. شعبويةٌ ترافقُ احقاداً وتصفياتِ حساباتٍ.. للأسفِ.. نعيشُ في غيابِ أيِّ مرجعيةٍ..
هلْ يقالُ لنا وحتى انتخابِ الرئيسِ،
ايُّ سياسةٍ ماليةٍ او نقديةٍ او اجتماعيةٍ او اقتصاديةٍ او صحيةٍ او تربويةٍ او سياحيةٍ تديرُ البلادَ..؟
صحيحٌ ان الرهانَ ليسَ كبيراً على المراحلِ المقبلةِ،ولكنْ اليومَ.. هلْ يقولُ لنا احدٌ ماذا يفعلُ النوابُ،وماذا يفعلُ الوزراءُ؟
ومنْ يخطِّطُ للبلادِ منذُ سنواتٍ، للسنواتِ المقبلةِ؟ كم سبقنا العالمُ ونحنُ نرجعُ الى الوراءِ دهوراً للأسفِ..
لا املَ مرجواً للمستقبلِ القريبِ...
هلْ تلومونَ الناسَ لأنها تهاجرُ او لأنها تفكرُ بالهجرةِ؟
عفواً على الاشاراتِ السلبيةِ في بدايةِ الاسبوعِ.
لم يعتدْ قلمي ان ازوِّرَ على ضميري ولا على قرائي!